
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ومكــروه اســتثماننا أهـل ذمّـة
لإحــراز مـال أو لقسـمته واشـهد
ومكــروه اســتطبابهم لا ضــرورة
ومــا ركّبــوه مــن دواء مؤصــّد
ويحــرم تصــدير الكفـور بمجلـس
وفـي سـبل فاضـطر للضـيق واضـهد
وقــل وعليكــم إن يسـلم بغضـهم
مجيبــا وجوبــا لا تجـزه لمبتـد
ولا تسـألن عـن حكـم أطفالهم وإن
ســئلت فقـل اللـه اعلـم بمفسـد
ولا بــاس شــرعا أن يطبّـك مسـلم
وتشـكو الذي تلقا وبالحمد فابتد
وتـرك الـدوا أولـى وفعلـك جائز
بمـا لـم تيقـن فيـه حرمـة مفرد
ففـي السـقم والآفـات أعظـم حكمة
ميقظــة ذا اللــب عنـد التفقـد
ينـادي لسان الحال جدوا لترحلوا
عـن المنـزل الغث الكثير التنكد
أتـاك نـذير الشيب بالسقم مخبرا
بأنك تتلو القوم في اليوم أو غد
فخـذ أهبة في الزاد فالموت كائن
فمــا منـه منجـا ولا عنـه عنـدد
فمــا داركـم هـذي بـدار إقامـة
ولكنّهـــــا دار ابتلا وتــــزود
أمـا جـاءكم عـن ربكـم وتـزودوا
فمـا عـذر مـن وافـاه غيـر مزود
فمــا هــذه الأيــام إلا مراحــل
تقـرّب مـن دار اللقـا كـل مبعـد
ومـن سـار نحـو الـدار ستين حجة
فقـد حـان منـه الملتقى وكأن قد
فمـا النـاس إلا مثل سفر تتابعوا
مقيــم لتهــويم علـى إثـر متـد
ومـن كـان عزرائيـل كافـل روحـه
إذا فاته في اليوم لم ينج في غد
ومـن روحـه فـي الجسم منه وديعة
فهيهــات أمـن يرتجـى مـن مـردّد
فمــا حــق ذي لـب يـبيت بليلـة
بلا كتــب إيصــاء وإشــهاد شـهّد
وواجـب الإيصـا على المرء إن يكن
عيــه حقــوق واجبــات الــتردد
ومـن يـوص فـي إثـم كإحداث بيعة
وكتــب لتــوراة والانجيـل يـردد
وشــارب خمــر أو مغـنّ ونحـو ذا
من العون في فعل المعاصي لمعتدي
وســيذان إيــاء التقــيّ وفـاجر
بهـــذا وإيصـــا ذمــة وموحــد
ولا بـأس أن يخبـا الفتى كفنا له
لحــلّ وآثــار الرضــى والتعبـد
فبـادر هجوم الموت في كسب ما به
تفـوز بـه يـوم القيامـة واجهـد
فكــم غبــن مغبـون بنعمـة صـحة
ونعمــة إمكـان اكتسـاب التعبـد
فنفســك فاجعلهــا وصـيك مكـثرا
لسـفرة يـوم الحشـر طيـب التزود
ومثـل ورود القـبر مهمـا رأيتـه
لنفســك نفاعــا فقــدمه تســعد
فمـا نفـع الانسـان مثـل اكتسابه
بيـوم يفـر المـرء مـن كـل محتد
كفــى زاجـرا للمـرء مـوت محتـم
وقــبر وأهــوال تشـاهد فـي غـد
وثـارا تلظّـى أوعـد الله من عصى
فمــن خـارج بعـد الشـقا ومخلّـد
ويسـأل فـي القبر الفتى عن نبيّه
وعــن ربّــه والـدين فعـل مهـدّد
فمـن ثبّـت اللـه اسـتجاب موحـدا
ومـن لـم يثبـت فهـو غيـر موحـد
وتلـك لعمـري آخـر الفتـن الـتي
مـتى تنـج منهـا فـزت فـوز مخلد
فتســأله التثـبيت دنيـا وآخـرا
وخاتمـــة تقضــي بفــوز مؤبّــد
ويكــره تــأذين لنعــي معممــا
ألا مــات زيــد لا لأهــل التـودد
ونــدب جلــوس المؤنسـين حـذاءه
كنحــر جــزور بيـن بـاك ومسـعد
ويقطــع نبــاس القبــور بأخـذه
عـن الميـت الأكفـان من حرز ملحد
وإيــاك والمـال الحـرام مورّثـا
تبــوء بخســران مــبين وتكمــد
فتشـقى بـه جمعـا وتصـلى به لظى
وغيــرك يهنــاه ويسـعد فـي غـد
وبـادر بـإخراج المظـالم طائعـا
وفتّــش علـى عصـر الصـبا وتفقّـد
فيـا لـك أشـقى النـاس من مكتلف
لغيــرك جماعــا إذا لــم تـزوّد
ورجـح على الخوف الرجا عند بأسه
ولاق بحســن الظــن ربّــك تســعد
محمد بن عبد القوي بن بدران المرداوي المقدسي، أبو عبد الله، شمس الدين.فقيه حنبلي، ولد بمردا (من قرى نابلس) وإليها نسبته، وتوفي بدمشق.من كتبه (كناش) في الفقه، كله نظم؛ طبع باسم (عقد الفرائد وكنز الفوائد)، وكتاب في (طبقات الأصحاب)، و(منظومة الآداب- ط) مع شرحها للسفاريني.