
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَســى وَطَــنٌ يَــدنو بِهِـم وَلَعَلَّمـا
وَأَن تُعتِــبَ الأَيّــامُ فيهِـم فَرُبَّمـا
لَهُـم مَنـزِلٌ قَد كانَ بِالبيضِ كَالمَها
فَصـيحُ المَغـاني ثُـمَّ أَصـبَحَ أَعجَمـا
وَرَدَّ عُيـــونَ النـــاظِرينَ مُهانَــةً
وَقَـد كـانَ مِمّـا يَرجِعُ الطَرفُ مُكرَما
تَبَـــدَّلَ غاشـــيهِ بِريـــمٍ مُســَلِّمٍ
تَــرَدّى رِداءَ الحُسـنِ طَيفـاً مُسـَلِّما
وَمِـن وَشـيِ خَـدٍّ لَـم يُنَمنَـم فِرِنـدُهُ
مَعـالِمَ يُـذكِرنَ الكِتـابَ المُنَمنَمـا
وَبِــالحُليِّ إِن قـامَت تَرَنَّـمَ فَوقَهـا
حَمامــاً إِذا لاقــى حَمامـاً تَرَنَّمـا
وَبِالخَدلَـةِ السـاقِ المُخَدَّمَـةِ الشَوى
قَلائِصَ يَتبَعــنَ العَبَنّــى المُخَــدَّما
ســَوارٍ إِذا قــاتَلنَ مُمتَنِـعَ الفَلا
جَعَلـنَ الشـِعارَينِ الجَـديلَ وَشـَدقَما
إِلـى حائِطِ الثَغرِ الَّذي يورِدُ القَنا
مِـنَ الثُغرَةِ الرَيّا القَليبَ المُهَدَّما
بِســـابِغِ مَعــروفِ الأَميــرِ مُحَمَّــدٍ
حَـدا هَجَمـاتِ المـالِ مَن كانَ مُصرِما
وَحَـطَّ النَـدى فـي الصـامِتِيّينَ رَحلَهُ
وَكـانَ زَمانـاً فـي عَـدِيِّ بـنِ أَخزَما
يَـرى العَلقَـمَ المَأدومَ بِالعِزِّ أَريَةً
يَمانِيَــةً وَالأَريَ بِالضــَيمِ عَلقَمــا
إِذا فَرَشــوهُ النَصـفَ مـاتَت شـَذاتُهُ
وَإِن رَتَعـوا فـي ظُلمِـهِ كـانَ أَظلَما
لَقَد أَصبَحَ الثَغرانِ في الدينِ بَعدَما
رَأَوا ســَرعانَ الـذُلِّ فَـذّاً وَتَوءَمـا
وَكُنــتَ لِناشــيهِم أَبــاً وَلِكَهلِهِـم
أَخـاً وَلِذي التَقويسِ وَالكَبرَةِ اِبنَما
وَمَـن كـانَ بِـالبيضِ الكَواعِبِ مُغرَماً
فَمـازِلتَ بِـالبيضِ القَواضـِبِ مُغرَمـا
وَمَـن تَيَّمَـت سـُمرُ الحِسـانِ وَأُدمُهـا
فَمـازِلتَ بِالسـُمرِ العَـوالي مُتَيَّمـا
جَــدَعتَ لَهُــم أَنـفَ الضـَلالِ بِوَقعَـةٍ
تَخَرَّمــتَ فــي غَمّائِهـا مَـن تَخَرَّمـا
لَئِن كـانَ أَمسـى فـي عَقَرقُـسَ أَجدَعا
لَمِـن قَبـلُ مـا أَمسـى بِمَيمَذَ أَخرَما
ثَلِمتَهُــــم بِالمَشـــرَفِيِّ وَقَلَّمـــا
تَثَلَّـــمَ عِــزُّ القَــومِ إِلّا تَهَــدَّما
قَطَعـتَ بَنـانَ الكُفـرِ مِنهُـم بِمَيمَـذٍ
وَأَتبَعتَهــا بِـالرومِ كَفّـاً وَمِعصـَما
وَكَــم جَبَــلٍ بِالبَـذِّ مِنهُـم هَـدَدتَهُ
وَغــاوٍ غَــوى حَلَّمتَــهُ لَـو تَحَلَّمـا
وَمُقتَبَـــلٍ حَلَّـــت ســُيوفُكَ رَأســَهُ
ثَغامـاً وَلَـولا وَقعُهـا كـانَ عِظلِمـا
فَلَمّـا أَبَـت أَحكـامَهُ الشَيبَةُ اِغتَدى
قَنـاكَ لَمّـا قَـد ضـَيَّعَ الشَيبُ مُحكَما
إِذا كُنــتَ لِلأَلــوى الأَصــَمِّ مُقَوِّمـاً
فَــأَورِد وَريــدَيهِ الأَصـَمَّ المُقَوَّمـا
وَلَمّـا اِلتَقـى البِشرانِ أَنقَعَ بِشرُنا
لِبِشـرِهِم حَوضـاً مِـنَ الصـَبرِ مُفعَمـا
وَســاعَدَهُ تَحــتَ البَيــاتِ فَــوارِسٌ
تَخـالُهُمُ فـي فَحمَـةِ اللَيـلِ أَنجُمـا
وَقَــد نَثَرَتهُـم رَوعَـةٌ ثُـمَّ أَحـدَقوا
بِــهِ مِثلَمــا أَلَّفـتَ عِقـداً مُنَظَّمـا
بِسـافِرِ حُـرِّ الـوَجهِ لَـو رامَ سـَوءَةً
لَكــانَ بِجِلبــابِ الــدُجى مُتَلَثِّمـا
مَثَلــتَ لَــهُ تَحــتَ الظَلامِ بِصــورَةٍ
عَلـى البُعـدِ أَقنَتـهُ الحَياءَ فَصَمَّما
كَيوســُفَ لَمّــا أَن رَأى أَمــرَ رَبِّـهِ
وَقَـد هَـمَّ أَن يَعـرَورِيَ الذَنبَ أَحجَما
وَقَـد قـالَ إِمّـا أَن أُغـادَرَ بَعـدَها
عَظيمــاً وَإِمّــا أَن أُغـادَرَ أَعظُمـا
وَنِعــمَ الصــَريخُ المُسـتَجاشُ مُحَمَّـدٌ
إِذا حَــنَّ نَــوءٌ لِلمَنايـا وَأَرزَمـا
أَشــاحَ بِفِتيـانِ الصـَباحِ فَـأَكرَهوا
صـُدورَ القَنـا الخَطِّـيِّ حَتّـى تَحَطَّمـا
هُـوَ اِفتَـرَعَ الفَتحَ الَّذي سارَ مُعرِقاً
وَأَنجَــدَ فــي عُلـوِ البِلادِ وَأَتهَمـا
لَــهُ وَقعَــةٌ كـانَت سـَدىً فَأَنَرتَهـا
بِـأُخرى وَخَيـرُ النَصرِ ما كانَ مُلحَما
هُمـا طَرَفـا الدَهرِ الَّذي كانَ عَهدُنا
بِــأَوَّلِهِ غُفلاً فَقَــد صــارَ مُعلَمــا
لَقَـد أَذكَرانـا بَـأسَ عَمـرٍو وَمُسـهَرٍ
وَمـا كـانَ مِـن إِسـفِندِياذَ وَرُسـتَما
رَأى الـرومُ صُبحاً أَنَّها هِيَ إِذ رَأَوا
غَـداةَ اِلتَقـى الزَحفـانِ أَنَّهُما هُما
هِزبَــرا غَريـفٍ شـَدَّ مِـن أَبهَرَيهِمـا
وَمَتنَيهِمــا قُـربُ المُزَعفَـرِ مِنهُمـا
فَــأُعطيتَ يَومـاً لَـو تَمَنَّيـتَ مِثلَـهُ
لَأَعجَــزَ رَيعــانَ المُنـى وَالتَوَهُّمـا
لَحِقتَهُمــا فــي سـاعَةٍ لَـو تَـأَخَّرَت
لَقَــد زَجَــرَ الإِسـلامُ طـائِرَ أَشـأَما
فَلَـو صـَحَّ قَـولُ الجَعفَرِيَّـةِ في الَّذي
تَنُــصُّ مِـنَ الإِلهـامِ خِلنـاكَ مُلهَمـا
فَــإِن يَــكُ نَصـرانِيّاً النَهـرُ آلِـسٌ
فَقَــد وَجَـدوا وادي عَقَرقُـسَ مُسـلِما
بِهِ سُبِتوا في السَبتِ بِالبيضِ وَالقَنا
سـُباتاً ثَـوَوا مِنهُ إِلى الحَشرِ نُوَّما
فَلَـو لَـم يُقَصـِّر بِالعَروبَـةِ لَم يَزَل
لَنــا عُمُـرَ الأَيّـامِ عيـداً وَمَوسـِما
وَمــا ذَكَـرَ الـدَهرُ العَبـوسُ بِـأَنَّهُ
لَـهُ اِبـنٌ كَيَـومِ السـَبتِ إِلّا تَبَسـَّما
وَلَــم يَبـقَ فـي أَرضِ البَقَلّارَ طـائِرٌ
وَلا ســَبعٌ إِلّا وَقَــد بــاتَ مولِمــا
وَلا رَفَعـوا فـي ذَلِـكَ اليَـومِ إِثلِباً
وَلا حَجَــراً إِلّا وَرَأَوا تَحتَــهُ دَمــا
رُمـوا بِـاِبنِ حَـربٍ سـَلَّ فيهِم سُيوفَهُ
فَكـانَت لَنـا عُرسـاً وَلِلشـِركِ مَأتَما
أَفَــظُّ بَنــي حَــوّاءَ قَلبـاً عَلَيهِـمُ
وَلَـم يَقـسُ مِنـهُ القَلـبُ إِلّا لِيُرحَما
إِذا أَجرَمـوا قَنّا القَنا مِن دِمائِهِم
وَإِن لَـم يَجِـد جُرمـاً عَلَيهِـم تَجَرَّما
هُـوَ اللَيـثُ لَيثُ الغابِ بَأساً وَنَجدَةً
وَإِن كـانَ أَحيـا مِنـهُ وَجهاً وَأَكرَما
أَشــَدُّ اِزدِلافـاً بَيـنَ دِرعَيـنِ مُقبِلاً
وَأَحسـَنُ وَجهـاً بَيـنَ بُردَيـنِ مُحرِمـا
جَـديرٌ إِذا مـا الخَطبُ طالَ فَلَم تُنَل
ذُؤابَتُــهُ أَن يَجعَــلَ السـَيفَ سـُلَّما
كَريـمٌ إِذا زُرنـاهُ لَـم يَقتَصـِر بِنا
عَلـى الكَـرَمِ المَولـودِ أَو يَتَكَرَّمـا
تَجَشــَّمَ حَمــلَ الفادِحــاتِ وَقَلَّمــا
أُقيمَــت صــُدورُ المَجـدِ إِلّا تَجَشـُّما
وَكُنــتُ أَخـا الإِعـدامِ لَسـنا لِعِلَّـةٍ
فَكَـم بِـكَ بَعـدَ العُدمِ أَغنَيتُ مُعدِما
وَإِذ أَنــا مَمنــونٌ عَلَــيَّ وَمُنعَــمٌ
فَأَصـبَحتُ مِـن خَضـراءِ نُعمـاكَ مُنعِما
وَمَـن خَـدَمَ الأَقـوامَ يَرجـو نَـوالَهُم
فَـــإِنّي لَــم أَخــدِمكَ إِلّا لِأُخــدَما
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.