
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــمَ لا انــوح وأنـدب
وأنـا المسـيء المذنب
ظنـــي بغيــري ســيء
وبســوء نفســي طيــب
نفســي لشــدة خبثهـا
غيــر الخطـا لا تخطـب
فـي السـر تعصـي ربها
بيــن الــورى تتـأدب
تخشــى الخلائق ثـم لا
تخشــى الإلــه وترقـب
هــذا الريـاء بعينـه
هـذا النفـاق المغضـب
يـا ويلهـا يـا ويلها
ممــا يــداها تكســب
إن أزمعــت شـراً فمـا
شــيء يعــوق ويحجــب
إن فاتهـا مـا تشـتهي
تحــرد علــي وتغضــب
إن يـدعها داعي الهدى
تبـدي النفـور وتهـرب
وإذا دعـا داعي الهوى
قــامت اليــه ترحــب
فلهـا المعاصـي ديـدن
فيهــا تجيــء وتـذهب
وإذا أتيـــت بطاعــة
فيهــا تمــنُّ وتعجــب
وتظــل صــاغية علــى
فحـــش الكلام وتطــرب
وإلـى حـديث السـر كم
أذنــي تميــل وترغـب
عينــي لقبـح سـريرتي
ترعـى القبيـح وترقـب
ولســان حــالي حيــة
ولســان قــالي عقـرب
كــم بحـر لغـو خضـته
كـم فـي الفسـاد أقلب
كــم غــائب أغتــابه
كــم ذا أقـول وأكـذب
كــم فتنــى ألقيتهـا
بيــن الـذين تحببـوا
المــال أغشــى حرمـه
وحلالـــــه أتجنــــب
هــذا تـراه يمـرُّ فـي
ذوقــي وذلــك يعــذب
كم في الخطا قدمي خطا
وعــن الهــدى تتنكـب
كـم حيلـة احتـال فـي
تحصــيل أمــر يُغضــب
كـم مـن دواه لـو بدت
للنــاس عنـي أضـربوا
أو لـو يؤاخـذني بهـا
ربـــي لــدمت أعــذب
لكـــن رحمــة ربنــا
تعلـو العـذاب وتغلـب
ملــك اليميـن أرحتـه
لـم يلـق خيـراً يتعـب
أدنــي الغنـي لمـاله
مــن مجلســي وأقــرِّب
ويكـاد مـن فرحـي بـه
قلــبي يطيــر ويـذهب
فيظــــن جهلا أننـــي
متواضــــع متــــأدب
يثنــي علــيّ ومـادرى
أنـــي بــذلك أشــعب
أمــا الفقيـر فقربـه
منــــي بلاء أصــــعب
يــأتي فــأعبس سـاعة
فـــي وجهــه وأقطــب
فكــــأنه ذوعاهــــة
أو جــرو كلــب أجـرب
يـا نفـس هـذا عكس ما
فرضـوا عليـك وأجبـوا
يـا نفـس أنـت تركتني
عجبــاً لمــن يتعجــب
وخـــدعتني وجعلتنــي
أحسـو السـموم وأشـرب
يـا نفس غرَّتك الرخارف
وهـــي بـــرق خلـــب
وهـي السـراب وفجرهـا
واللــه فجــر يكــذب
فجنيــت مـا لا يجتنـى
وحطبــت مــا لا يحطـب
هـذا جواد الخير عندك
مهمـــــل لا يركــــب
ونجـائب العصـيان مـا
لـك مـن سـواها مركـب
إن لاح شــر سـرت فيـه
كمــا يســير الأشــهب
أو لا خيــر رغـت عنـه
كمــا يــروغ الثعلـب
يا نفس مالك بين تجار
القيامــــة مكســــب
كلا ولا لـك بيـن أرباب
المناصــــب منصــــب
هــذي دفــاترهم فهـل
فيهـا لـك إسـم يكتـب
هــذي مشــاربهم فهـل
فيهــا لــوردك مشـرب
هــذي مــذاهبهم فهـل
فيهــا لســعيك مـذهب
هــذي مراكبهــم فهـل
فيهــا لحملــك مركـب
هــذي مــواكبهم فهـل
فيهــا لقــدرك مـوكب
فهـم الأولى وصلوا إلى
محبـــوبهم وتقربــوا
نـالوا المنى لكن أنا
عــن نيــل ذاك محجـب
فأنــا بــذلك حــائر
وأنــا بــذاك مذبـذب
واحســرتي إذ فــاتني
مــا أبتغيــه وأطلـب
عمـري مضـى وأنـا على
جمــر الغضــا أتقلـب
ولقـد بكيـت وكيـف لا
أبكـي الـدموع وأسـكب
أواه مــن وزر تحمــل
ســــاعدي والمنكـــب
وارحمتـــاه لمبتلــى
أدواؤه تتشــــــــعب
ومجـــرح إن ينـــدمل
جـــرح فجــرح يثغــب
يـا حـادي الركـب متى
تـدنو الـديار وتقـرب
ويحـط حمـل الذنب عنذ
ظهـري وترسـو المركـب
ويـروق مـا كـدرت مـن
وقـتي ويصـفو المشـرب
يا نفس قد جاء النذير
فــأين منــه المهـرب
يـا نفـس جدي فالطريق
علــى الكسـالى تصـعب
واللـه يغفـر كـل مـا
عنــه يتــوب المـذنب
وخــذي النـبي وسـيلة
فهــو القريـب الأقـرب
وهــو الغيـاث بغيثـه
يحيـا الفـؤاد المجدب
صـلى علهـي اللـه مـا
شـــاد بشــدوٍ يطــرب
والآل والأصـــحاب مــا
نجــم يلــوح ويغــرب
أو قــال خـائف ذنبـه
لــم لا أنــوح وأنـدب
عبد القادر بن محمد بن حسين القصاب، أبو المعالي الدير عطاني.أديب شاعر، وعالم أزهري ورع، ولد في ديرعطية من ريف دمشق، رحل إلى دمشق وتتلمذ على يد شيخها الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب في مدرسة الخياطين لمدة سنتين، ثم رحل إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف عام 1288هـ، مكث في الأزهر سبعة وعشرين عاماً متعلماً ومعلماً وأستاذاً، عاد إلى بلدته عام 1315هـ وأقام معهداً شرعياً في بلدته على غرار الأزهر درس فيه كل مواده وانتفع به خلق كثير، وأقام الجمعية الخيرية الدينية. انتقل إلى رحمته تعالى في ديرعطية ودفن به عام 1360هـ.من آثاره: (رسالة في التوحيد والحض على على طلب العلم) و(رسالة في الحكم والأمثال)، و(رسالة في النحو، و(نظم متن الدليل في فروع الفقه الحنبلي).