
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
النـاس أصناف وشتى في الشيم
وكلهــم مـن آدم أبـي الأمـم
النـاس مثل العشب نفعاً وأذى
فبعضـــه ســـم وبعضــه إذا
فــالأرض فيهـا مهبـط ومصـعد
وانهــا تشــقى بـذا وتسـعد
كالنـاس منهم السعيد والشقي
والمجـرم المسيء فعلاً والتقي
لا يســتوي الشــقي والسـعيد
تفـــاوت بينهمـــا بعيـــد
كـــذلك المجـــرم والتقــي
بينهمــــا تفـــاوت كلـــيٌّ
المتقـــون فــي ظلال وســرر
والمجرمــون فـي ضـلال وسـعر
سـبحان مـن قـد قسم الحظوظا
أودع ذاك لــوحه المحفوظــا
فكـم لـرب العـالمين من نعم
نجــل أن تحصـى بعـدٍّ أوقلـم
مـن ذاك ما خصَّ به بعض القرى
من بذلهم للضيف أنواع القرى
وشــدة اعتنــائهم بالــدين
وذاك فيـــالحوش وجبعــادين
وفي عسال الورد أيضاً فالهدى
هلالــه قــد لاح فيهـا وبـدا
أولئك القـوم الـذين قـاموا
بمــا عليهـم وعليـه دامـوا
فقـل لمـن أراد يحـذو حذوهم
وأن يجـد فـي المسـير نحوهم
سـوف تـرى إذ انجلـى الغبار
أفـــرس تحتـــك أم حمـــار
قـد خصـَّهم رب العلـى القدير
أن حــل فيهــم قمــر منيـر
بـه اهتـدى الرجـال والنساء
واعــترفت بفضــله الأعــداء
حـتى بكوا عليه من فرط الأسى
يبكــونه كــل صــباح ومسـا
فـإن يكـن قد غاب عنهم خالد
فــذكره بــاقٍ جميــل خالـد
ولا يضــر كـونه تحـت الـثرى
فــذكره يفـوح مسـكاً أذفـرا
جــزاؤه فــي جنــة النعيـم
نظـــره لـــوجهه الكريـــم
واذكـر مقـال المنصف القصاب
حيـث أتـى بـالقول بالصـواب
لا بـدَّ مـن ركـن اليـه يستند
فـي كـل قريـة وفـي كـل بلد
فـي قريـة الحـوش وجبعـادين
وفـي عسـال الورد أهل الدين
ثلاثــة أكــرم بكــل منهــم
ركنـاً فمـا تشـا فحـدث عنهم
فــــإنهم أماجـــد كـــرام
بهـم ينـال القصـد والمـرام
عبـدالكريم فـي عسـال الورد
يـدرأ عنهـم كـل أمـر مـردي
فــي جـرد جبعـادينهم إمـام
بـل بطـل يلقـى العـدا همام
وكـل مـن فـي الحوش من أناس
يـأوي إلـى ركـن شديد الباس
محمــــد خصـــاله حميـــدة
أيــامهم أضــحت بـه سـعيدة
والفضــل فــي ذا كلـه للـه
ثــم لحصــننا رســول اللـه
صـلّ عليـه اللـه كلمـا ذكـر
وكلمــا ذو كـرم فينـا شـكر
والآل والصـحب الكرام البررة
ومــن أقــام مسـجداً وعمـره
عبد القادر بن محمد بن حسين القصاب، أبو المعالي الدير عطاني.أديب شاعر، وعالم أزهري ورع، ولد في ديرعطية من ريف دمشق، رحل إلى دمشق وتتلمذ على يد شيخها الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب في مدرسة الخياطين لمدة سنتين، ثم رحل إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف عام 1288هـ، مكث في الأزهر سبعة وعشرين عاماً متعلماً ومعلماً وأستاذاً، عاد إلى بلدته عام 1315هـ وأقام معهداً شرعياً في بلدته على غرار الأزهر درس فيه كل مواده وانتفع به خلق كثير، وأقام الجمعية الخيرية الدينية. انتقل إلى رحمته تعالى في ديرعطية ودفن به عام 1360هـ.من آثاره: (رسالة في التوحيد والحض على على طلب العلم) و(رسالة في الحكم والأمثال)، و(رسالة في النحو، و(نظم متن الدليل في فروع الفقه الحنبلي).