
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عمـت البشـرى وجوه ال
قـوم يعلوهـا السـرور
إذ رأت في الجو من بع
د الظلام اليــوم نـور
سـاطعا كالشـمس يهـدي
هــا إلـى خيـر مصـير
شــع مــن طلعـة إدري
س علــى القـوم بشـير
فتنـادى القـوم بالبش
رى كــــبير وصـــغير
وسـرت عـدوى هتـاف ال
قـوم حـتى فـي الطيور
فــإذا الكــل ينـادي
هاتفــا عــاش الأميـر
فأثــارت هــذه الضـج
جـة فـي نفسـي الشعور
وقصـدت الـروض كـي أج
مــع باقــات الزهـور
فــإذا الـروض ينـادي
خاتفــا عــاش الأميـر
فقصـدت الشـاطئ الهـا
دي أنـــاجيه بحــالي
مســتعدا مــن جلال ال
بحــر فيضــا لخيـالي
علــه يقــذف مــن أع
مــاقه بعــض اللآلــي
فأصــوغ الــدر نظمـا
وأبــــاهي بمقـــالي
هاتفــا هــذا أميـري
دام ركنــا للمعــالي
كـي نـرى فـي عهده تح
قيــق هاتيـك الأمـالي
مــن حيـاة حسـرة تـر
مــى إلــى خيـر مـآل
فـإذا الأمـواج مـا بي
ن جــــواب وســــؤال
مـن تـرى إدريـس هـذا
صــاحب الأمـر الخطيـر
فـانبرى البحـر ينادي
هاتفــا عــاش الأميـر
فــدعاني خــاطر مــر
ر علــى الـذكر سـريع
وقصــدت الغـاب صـيفا
فــإذا الغــاب ربيـع
حـافلا بـالزهر والخـض
رة والطيــر الســجوع
ووحــوش الغــاب والأن
غـام ترعـى فـي قطيـع
فأثـار المنظـر الفـا
تـن فـي عينـي الدموع
وسـألت الغـالب ما بي
ن اِحـــترام وخشـــوع
مـا الـذي أبدلك الوح
شــة بـالخلق الوديـع
قــال قـد جـاء أميـر
حــازم يحمـي الربـوع
فــإذا الـوحش تنـادي
والأفـــاعي والطيــور
والـذي فـي الغـاب كل
هــاتف عــاش الأميــر
عـدت أدراجي إلى الحي
ي بمــــأمول جديـــد
علنـي أسـطو علـى شـي
ء أغنيــــه نشــــيد
فـإذا النـاس كيوم ال
حشـر مـاجوا فـي صعيد
وعلــت منهــم هتافـا
ت تـــدوي كـــالرعود
إذ بــدا مــوكب إدري
س كمـا تبـدو السـعود
شــهدوا فيــه أميـرا
منهــم يرعـى العهـود
ماجـدا مـن سـعيه فـك
كـت عـن الشـعب قيـود
فغـدا الجمهـور من فر
حتــه فــي يـوم عيـد
وانـبرى الكـل ينـادي
مـــن كــبير وصــغير
عــاش إدريــس ونحــن
كلنــا جنــد الأميــر
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.