
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتــرى هــل لسـؤالي مـن مجيـب
مقنــع فــي رده يشـفي الغليـل
والليــل العقــل عنـي لا يغيـب
أفلا يعقبـــه الصــبح الجميــل
مـا لعينـي لا تـرى السر العجيب
في اختفاء الروح بالجسم الثقيل
مـا لسـمعي لا يعـي صـوت الرقيب
عـم هـذا الكـون أم ذا مسـتحيل
أنـا لا أدري ومـن لـي بـاليقين
مــا وجــودي بيـن خلـق وممـات
مـا جـداء العقل في ليل الظنون
وهــو ســلطاني لحــل المشـكلات
مـا لروحـي ألفـت سـكنى السجون
وهـي نـور كيـف تهـوى الظلمـات
مـن أنـا إنـي إمـام الجـاهلين
وقصــارى العلــم عنـدي ترهـات
أنـا أهـوى الظلـم لا أدري لمـا
لا أحــب العــدل فيمــا أحكــم
لا أقـــول الحـــق إلا مرغمـــا
ولغـــش النــاس جهــدي أقســم
مــن نفـاقي حكـت ثوبـا محكمـا
ظـــاهري شـــيء وســري مظلــم
مــن أنــا إنــي مثــال رسـما
لبنــــي آدم رســــما يفهـــم
أنــا فــي ســرى لئيــم فاسـق
وأمــام النــاس أدعــو للصـلاح
أتقــى الخلــق وأمــا الخـالق
فــأرى عصــيانه ســر النجــاح
مـــا أطعــت اللــه إلا واثــق
مــن جحيــم مـا لغاشـيه بـراح
مــن أنــا إنــي مثــال نـاطق
لــك يــا إنسـان والحـق صـراح
أنـا عـن رغمـي أرى غيـري يسود
أو أرى فـي النـاس شخصـا نابها
وبـودي ليـس فـي الـدنيا سـعيد
مــا عــداني فأنـا أحـرى بهـا
أتمنـى النـاس لـي مثـل العبيد
أن قطيــع الضـان فـي أعشـابها
مــن أنــا إنــي إنسـان رشـيد
وقــف النفــس علــى محرابهــا
أنـا إنسـان تـرى أيـن الضـمير
أيــن وجــداني وأيـن العـاطفه
أدعيهـــا للــورى ظلمــا وزور
وهــي منــي قــد تـولت خائفـة
أنــا وحــش أنـا شـيطان نكيـر
أنـا مـن شـب الحـروب الخاطفـة
وأنـا الإنسـان ذو العلم الغزير
واخــتراع الطــائرات القاذفـة
مـن أنـا مـاذا اسـتفاد العالم
مـن وجـودي ليـت حـوا لـم تلـد
وأنـــا أنـــت كلانـــا ظــالم
لا يحـــب الحــق غــاو مســتبد
ضــــجت الأرض وربــــي عـــالم
أنهـــا ضــاقت بإنســان فســد
علــى طوفانــا عليهــا عــائم
يــذهب الرجـس فقـد طـال الأمـد
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.