
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أزف لــك التحيــة والســلاما
مــن الأعمـاق حبـا واحترامـا
تحيـــة أمـــة وســلام شــعب
يـرى فيك الكريم أتى الكراما
يـرى فيـك المعيـن وليس خصما
يريــد لنفسـه منـا انتقامـا
يــراك رســول جمــع عــالمي
أتـى ينشـي الحكومة والنظاما
فعجـل فـي القلـوب الحب تغنم
بـه الذكرى الحبيبة والمقاما
وإن قـــرار هيئتكــم نجــاح
بـروح العـدل والقسـطاس قاما
ومـــا تنفيــذه إلا اختبــار
لحزمــك فلتكــن بطلا همامــا
إلـى المنـدوب وهـو أجل قدرا
مــن التــذكير وجهــت الكلام
مقالـــة ناصــح حــر صــريح
يقـول الحـق لـو لقى الحماما
فهـذا الشـعب كافـح ثلـث قرن
فلـم يـذعن ولا ألقـى الحساما
إلـى أن غـادر المحتـل قسـرا
أراضــيه وقـد ولـى انهزامـا
تصــبر بعـد ذا سـبعا عجافـا
يراقــب كشـفها عامـا فعامـا
وجــاء الحـق يـدحض كـل ظلـم
ويرســل نـوره يطـوي الظلامـا
فحيــا اللـه هيئتكـم فليسـت
سوى الحصن الذي يحمي اليتامى
إذا تســمح فمطلبنــا جــدير
بـأن يعطـي انتباها واهتماما
يريــد الشـعب وحـدته ففيهـا
كرامتــه ولا يرضــى انقسـاما
يريـد الشـعب دسـتورا كريمـا
يصــون حقـوقه مـن أن تضـاما
يريــد مليكـه الإدريـس رمـزا
كريمـا يحكـم القـوم الكراما
يريــد الشـعب تمـثيلا صـحيحا
ليحكــم نفســه حكمـا قوامـا
يريــد علاقــة لا غــش فيهــا
مـع الأمـم الـتي ترعى السلاما
وبالإيجــاز يرغــب كــل خيـر
لمـن فـي رقعة الوطن استقاما
فـذي بعـض الرغـائب وهي تعني
بأنــا أمــة قصــدت مرامــا
فـإن نـالته بالحسـنى فنعمـت
وإن منعــت ســتبعثها ضـراما
فإمــا أن يكــون حيــاة عـز
وإمــا المـوت نقبلـه زؤامـا
ستسـمع أننـا فـي الـرأي شتى
وفـي الغايـات نختلف انقساما
وأن لكـــل منطقـــة كيانــا
برغبـة أهلهـا الأحـرار قامـا
وهــذه برقـة اليـوم اسـتقلت
بلا تعـــب وحققــت المنامــا
ســيأتي دور طرابلــس فــورا
فتنتظـم الأمـور بهـا انتظاما
كــذا الفـزان يصـبح مسـتقلا
وقــدما كــان منطقـة حرامـا
فلا تســمع لأهـل السـين قـولا
ولا عــن تيمــز تــروى كلامـا
لكــل غايــة يرمــي إليهــا
ولا تخفـى وإن أبـدى اكتتامـا
أتـذكر والقضـية فـي اقـتراع
مـواقفهم فهـل بـدوا انسجاما
وكيـــف يعارضــون لكــل رأي
وكيـف يسـددون لنـا السـهاما
ومـا كنيل الذي أبدى امتناعا
عـن التصـويت هل بلغ المراما
ومـا تصـريح شـنول فـي أويا
سـوى تهديـد من بنوى الصداما
ستسـمع بعضـنا يـدعو إلـى ما
دعـى المحتـل لا تبـد اهتماما
فللمســـتعمرين دعــاة ســوء
يعــدون السـموم لنـا طعامـا
لقد باعوا الضمائر واستعاضوا
بهـا الألقـاب والرتب الفخاما
فلا تســمع مقــالتهم ودعهــم
لمـا خلقـوا فقد خلقوا لئاما
دع الأقــوال خلفـك ثـم راقـب
بعينـك كي ترى المحن الجساما
فــذي برقـا يقولـون اسـتقلت
تأمــل هــل تــرى إلا كلامــا
فــوالى الأمــس معتمـد مقيـم
ينفــذ مـا يريـد ولـن يلامـا
ومـا منحـوه بالدسـتور شـكلا
أتـي المنشـور يأخذه التهاما
وكــل وزارة بــل كــل قســم
بــه منهـم مشـير قـد أقامـا
كمثــل الفــاطمي بـأرض مصـر
تـأله فاسـتحل بهـا الحرامـا
يسوســون الأمــور بغيـر عقـل
تعمــد مـن تجاهـل أو تعـامي
بهـذا صـار أمـر الشـعب فوضى
منظمـــة تـــثير الابتســاما
فظنــوا أنهـم بلغـوا منـاهم
بهـذا الفعل أو خدعوا الأناما
ولكـــن الحقيقــة إذ تبــدت
أمـاطت عـن خـداعهم اللثامـا
ألا يأيهــا المنــدوب حــاذر
مـن التقسـيم إن شئت احتراما
فوحــدة ليبيــا لا بـد منهـا
لتنفيـذ القـرار بهـا دوامـا
ووحـــدة شـــعبنا بمقومــات
أتـت كالشـمس بـددت القتامـا
فنطـق الضـاد منطقنـا جميعـا
وديــن الشــعب إسـلام ترامـي
وذا التاريـخ والعـادات فينا
وذي الأنســاب تجمعنـا تمامـا
ورقعــة أرضـنا أبـدا جميعـا
فلـم نعـرف لوحـدتها انفصاما
وأمــا اقتضــته ظــروف حـرب
مـن التقسـيم لا يبقـى لزامـا
فهـذا مـن حـديث الشـعب حقـا
أقـــدمه لحضـــرتكم نظامــا
وعـذرا إن أطلـت القـول إنـي
أردت الاختصـار فمـا اسـتقاما
إليــك تحيــتي ثـم احـترامي
وتقــديري ومعــذرتي ختامــا
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.