
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تحـت لفـح الشـمس في تي
ه الصـــحارى القــاحلات
أوغـل الركـب حـثيث الس
ســــير يجتـــاز الفلاة
فــإذا الركـب علـى مـف
رق نهجيــن هلاك ونجــاة
وعلــــى كـــل علامـــا
ت حوتهــــا اللافتـــات
يمـــــم الأول حــــادي
ه ونــــادى بالمســـير
ومضــى فـي إثـره الـرك
ب ولـــم يبـــد نكيــر
غيــر صــوت خــافت كـا
ن يقــــــــــــــــول
جــرت يـا حـادي وأخطـأ
ت الســــــــــــــبيل
مـــرت الأيــام والــرك
ب مجــد فــي الصــحارى
ورأى الركـــب أن الــن
نهــج عنــه قـد تـوارى
لفــه الــتيه فظــل ال
قــوم فـي الأمـر حيـارى
خبـــط عشــواء يســيرو
ن يمينــــا ويســــارا
ذهــب الحـادي بهـم فـي
مهمـــه مـــن ظلمـــات
ينشــر الــذعر جنــاحي
ه علــى تلــك الجهــات
فعلــى صــوت مـن الـرك
ب يقــــــــــــــــول
جــرت يـا حـادي وأخطـأ
ت الســــــــــــــبيل
غيــر أن الحـادي المـغ
رور قــد أبــدى عنـادا
وادعـــى أن طريـــق ال
خيــر مــا كــان أرادا
صــدق البعــض بمـا قـا
ل خضـــوعا وانقيـــادا
وطـــوى بعضــهم الغــي
ظ وإن أبــدى انتقــادا
معلنــا أن طريــق الـر
ركـــب حتمـــا مهلكــه
وهــي للســالك لـو كـا
ن خـــــبيرا مربكــــه
وإذا بعــض مــن الــرك
ب يقــــــــــــــــول
جــرت يـا حـادي وأخطـأ
ت الســــــــــــــبيل
ومضـى الحـادي إلـى غـي
ر تجــــاه بالجماعـــة
مــوغلا فــي الــتيه اظ
هــارا لآثــار الشـجاعة
فـــإذا المــاء قليــل
وبـــدا شـــبح مجاعــة
فبـدا العصـيان في الرك
ب ولات اليـــوم طـــاعه
أخـذت في القوم روح الش
شـــر تبـــدو ظـــاهره
ومضـــى قـــائدهم يــخ
فــي النوايـا الغـادره
فــإذا الركــب ينــادي
ويقـــــــــــــــــول
جــرت يـا حـادي وأخطـأ
ت الســــــــــــــبيل
لجـأ الحـادي إلـى الحي
لـة فـي الركـب العريـر
قـال إنـي عـالم بـالرم
ل جــــــدا وخـــــبير
ســــأنبئكم فلا تســـتع
جلـــــوني بالمصــــير
ومضــي يرسـم فـي الـرم
ل خطوطــــا وســــطورا
ثــم أبــدى دهشــة مـم
مـــا رأى كالمســـتريب
قــال للقـوم ثقـوا فـي
فـــرج يـــأتي قريـــب
تمتــم الركــب بأصــوا
ت تقــــــــــــــــول
جــرت يـا حـادي وأخطـأ
ت الســــــــــــــبيل
وقــف الركــب مــن الاع
يــاء والجــوع الشـديد
وانعــدام المـاء لا يـت
رك للصـــــبر وجــــود
وخيــال الفــرج المــز
عـــوم حتمــا لا يعــود
صــمم الركــب علــى أن
يقتــل الحـادي الجحـود
فبكــى مســتعطفا كـالط
طفـــل حيـــران ذليــل
غيـر أن الركـب مـن تـع
ذيبــه أشــفى الغليــل
ومضـى بعـد تسـفيه يقول
مـت لقـد أخطـأت يـا حا
دي الســـــــــــــبيل
هلـك الحـادي وإذ بـالر
ركــب قــد شــد قــواه
ومضـــى للهــدف المــن
شـــود لا يبغــي ســواه
وســـرى الإخلاص فـــي ال
قــوم علـى أقـوى عـراه
شــملتهم رحمــة فـي ال
يــأس مــن عنــد الإلـه
فـرأوا في الليل نجم ال
قطــب فانصـاعوا شـمالا
وأتـوا العمران في الصب
ح وشـــبح المــوت زالا
هلـــل الركــب بأصــوا
ت تقــــــــــــــــول
نحمد الله هدانا للسبيل
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.