
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جئت يومــا أســأل المــر
آة عـــن شخصــي الصــريح
علنـــــي أدرك كنهـــــي
فـــأرى جســـمي وروحـــي
فـــــأرتني وامصـــــابي
منظـــر الخلــق القبيــح
إن أكـــن حقــا كمــا أب
صـــر ويحــي ثــم ويحــي
لـم أجـد فـي لوحـة المـر
آة إنســـــانا ظريفــــا
كالـــذي قـــالوه عنـــي
بـــل أرى شــبحا ســخيفا
ظهــرت فيــه معـاني الـش
شـــر ألوانـــا ألوفـــا
فبــدا فــي صــورة الشـي
طـــان مخلوقـــا مخيفــا
هكـــذا حقـــا أنـــا أم
يـــا تـــرى زاغ البصــر
أم تــرى المـرآة مـن عـا
داتهـــا مســـخ الصـــور
أنـــا ممســـوخ لوحـــدي
أم تـــرى كـــل البشـــر
إن يكــن كــل بنــي حــو
واء مثلـــي يـــا خيـــر
هكــذا الإنسـان فـي الـدن
يــا إذا شــئت الحقيقــة
خاضــع للطبــع وهـو الـش
شـــر لا يعـــدو طريقـــه
إن يحــــد عنـــه فخـــو
ف أو حيــــاء لا خليقـــة
بئس رأي الشـيخ فـي النـس
ل ألـــم يلـــق عقـــوقه
لا أرى إبليـــس بعـــد ال
يـــوم يســـعى للغوايــة
فلقــــد أتقـــن تعلـــي
م بني حواء تمثيل الرواية
فأقــاموا لارتكــاب الــن
نكـــر أســواق الدعايــة
واســتراح الحــائق المـل
عــون منــا فـي النهايـة
عجبــــا لـــي ولغيـــري
كيـــف نرضـــى بالنفــاق
وأنــا والغيـر فـي السـو
ء علـــى حســـن الوفــاق
فترانــا عنــد ذكـر الـد
ديــن نصــغي فـي اشـتياق
بينمــا نحــن مــن الـدي
ن جميعـــــا فـــــي طلاق
فلمـــــاذا نـــــدعي زو
را وبهتانــا بأنـا فضـلاء
وورثنــا الحكــم فــي ال
أرض لأنــــــــــــا عقلاء
واكتشـــفنا كـــل مجهــو
ل لأنـــــــا حكمــــــاء
بينمـــا نحـــن شـــياطي
ن خبــــــاث أشـــــقياء
لســت أدري السـر فـي خـل
قــي علــى هــذا الغـرار
ظــامئ النفــس إلــى الإج
رام والغــــدر شــــعاري
دائبـــا أســـعى وراء ال
فســـق ليلـــي ونهـــاري
وزميلــــي قـــال عنـــي
إننــــــي عـــــف الإزار
أنـا لا أذكـر مـا فـي الن
نفــس عنــدي مــن شــرور
فــــإذا قلـــت ضـــميري
فهــــو بهتــــاني وزوري
أو ترانــي داعيــا للخـي
ر فـــانظر فـــي مصــيري
قـد تجـدني سـاعيا في الش
شـــر جهــدي فــي ســرور
فـــإذا مــا كنــت ممــا
قلـــت فــي شــكل مريــب
فاســأل المــرأة قـد تـن
بيــك عــن كــل العيــوب
إن تكـــن مثلـــي فقــدم
نـــي وعــرج مــن قريــب
وإذا خـــــــــالفتني أن
ت ملاك يـــــا حبيـــــبي
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.