
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـــا العلاء ألا تـــدلى بأخبــار
وأنــت فــي عــالم مجهـول أسـرار
ما قلت في القبر إذ جاء الملائك هل
أقنعتهــــم بروايـــات وأشـــعار
أم ذاك منـك خيـال فـي الحياة وكم
حيرتنـــا بخيـــال فيـــك جبــار
مـا كنـت ترهـب فـي دنيـاك من أحد
هلا تمـردت فـي الأخـرى علـى الباري
وجئتنـا رغـم أنـف المـوت تتحفنـا
برحلــة لـك فـي الفـردوس والنـار
فيهـا الحقـائق لا نسـج الخيال ولا
تنميـــق راو ولا تعزيـــم ســـحار
وقيــل لا يكــذب الــرواد أهلهــم
خــبر فمــا جــال عبــاد وفجــار
إنـا لفـي حيـرة مـن أمـر عـالمكم
ونحــن فــي عـالم مـن أصـل فخـار
أبــا العلاء وأنــت اليـوم منتسـب
لعــالم طــاهر مــن كيــد أشـرار
مـا كنـت تصـنع لـو شـاهدت عالمنا
والنــاس للحــرب أغنــام لجــزار
هـل تشـترى صـحف الأخبـار تعلـن عن
قتــل الألــوف وعـن تـدمير أمصـار
أم كنـت تـدعو علـى كل العباد بما
دعــا الإلــه بــه نــوح باصــرار
أم كنــت تقبـع كالمعتـاد مبتعـدا
عـن سـائر النـاس في ركن من الدار
لا شـك عنـدك سـكنى الغـاب أفضل من
ســكني بلاد بهـا الإنسـان كالضـاري
فـالوحش ارحـم في ذا العصر من بشر
هــم الوحـوش بـدوا فـي زي أبـرار
أبـا العلاء ونحـن اليـوم فـي زمـن
فيــه الحقيقـة لـم تظفـر بأنصـار
زعمــت أنــك رهـن المحبسـين وقـد
كنــت الطليــق فلـم تخضـع لتيـار
دافعــت مسـتنكرا عـن راحـة سـرقت
مـا بالهـا قطعـت فـي ربـع دينـار
فمــن يـدافع عـن نفـس تسـاق إلـى
مـــوت بلا جنحــة تقضــى ولا ثــار
إن كنــت سـرحت برغوثـا ظفـرت بـه
وقــد تعــود يـؤذي جسـمك العـاري
فعنـدنا العطـف مـن ضـعف وغايتنـا
قتــل الأبــاة أو اسـتعباد أحـرار
وعلمنـا اليـوم لـو تـدري فضـائله
عمــت جميــع الـورى لكـن بأضـرار
لقـد تفنـن فـي حصـد النفـوس وفـي
هــدم الـديار وفـي إخضـاع أقطـار
وجارنـــا باختراعـــات تــدمر أر
كــان الحضــارة بـالفولاذ والنـار
للجهــل أفضــل مــن علـم نتـائجه
سـفك الـدماء وظلـم الجـار للجـار
أبــا العلاء تأمــل حــال عالمنـا
واذكــر زمانــك لا تظلــم بإكبـار
عزريــل فـي عصـرنا بـارت تجـارته
فكـــل مخـــترع عزريـــل أعمــار
ونــدعى بعــد هــذا أننــا بشــر
وللضــمائر فينــا حكمهـا السـاري
تضـخم العقـل فـي الإنسـان وانعكست
آثـــاره فــأتى بالشــر والعــار
فلنرجـع القهقـري أو فلنكـن بشـرا
نسعى إلى الخير ما دمنا بذي الدار
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.