
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيهـا المسـجون في ضيق القفص
صـادحا مـن لوعـة طول النهار
ردد الألحــان مـن مـر الغصـص
وبكـى فـي لحنـه بعـد الديار
ذكـــــر الغصــــن تثنــــى
وأليفــــــــا يتغنـــــــى
وهـــو فـــي الســجن معنــى
فشـــــــكى الشــــــوق وأن
والأمـاني مـا أحيلالهـا خيـال
يتلاشــى أو كحلــم فـي منـام
لـو ضـحا في روضة والغصن مال
مـن نسيم الفجر وانجاب الظلام
ومضـى يصـدح فـي دنيا الجمال
طـائرا حـرا طليقـا في الأكام
راويـا للطيـر مـن تلك القصص
مـا بـه هـوى وذكـرى واعتبار
كيــف حـازته أحابيـل القفـص
وهو يبغى الحب في عرض القفار
ذاق ذرعــــــا بالأمـــــاني
وهـــو فـــي نفــس المكــان
ويعــــاني مــــا يعــــاني
ردد الحــــــزن أغــــــاني
شــارد اللــب إليــه نـاظرا
قـــال ملتاعــا ألا تســعفني
قلــت لـو كنـت قويـا قـادرا
لـم تـذق يـا طيـر مـر المحن
ولهــدمت النظــاو الجــائرا
ولمــا أســتخذى فقيـر لغنـى
ولكـان الشـر فـي الدنيا نقص
ولكــان العـدل للنـاس شـعار
رزقنــا يقسـم فينـا بالحصـص
لا غنـى لا فقـر لا فينـا شـرار
هكــــذا تصــــفو الحيـــاة
لجميـــــــع الكائنــــــات
وتـــــــزول الســـــــيئات
ســــعينا فــــي الحســـنات
غيـر أنـي أيها الطير الكئيب
عــاجز مثلـك مغلـول اليـدين
فـي بلادي بيـن هلـي كـالغريب
وأنـا الحـر ولـو تـدري سجين
فلتكـن دعـواك للـرب المجيـب
نعـم مـن يدعى وعون المستعين
وارتقـب فالحظ في الدنيا فرص
ربمـا جـاءت علـى غير أنتظار
واتـرك اليـأس وغرد في القفص
وتناســاه وغنــى يــا هـزار
آه لــــو يــــدوى مقـــالي
لشــــجاه اليــــوم حـــالي
غيـــــر أنــــي بخيــــالي
فـــــي رشــــاد أو ضــــلال
أيهـا الإنسـان ما ذنب الطيور
تـودع الأقفـاص هـل كانت جناه
هـل تمـادت فـي ضـلال أو فجور
مثلنـا ما الحكم أين البينات
أمـن العـدل ظلـوم في القصور
وبريــء ســجنه مــن قصــبات
ليـس في المعقول والمنقول نص
يـدعيه المـرء في صيد الهزار
هــو غريــد إذا غنــى رقــص
كــل غصـن طربـا والكـأس دار
بيـــــن أطيــــار وزهــــر
ســـــكرت فيغمــــر خمــــر
وأنــــا وحــــدي بفكــــري
تـــائه يـــا ليـــت شــعري
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.