
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقبـل الشـعب ثـائراً فاستهانا
بالمنايــا ولا يلاقـي الهوانـا
غضــب الشـعب حيـن قـال حليـف
بعــد عـامين نرجـع الطليانـا
هـب كالسـيل لا السدود استطاعت
وقــف تيــاره فجـاز المكانـا
يرفـض القـول بالفعـال فكـانت
ثــورة الحـق عنـده البرهانـا
أعلــن الشــعب ســخطه لاتفـاق
بيــن أحلافنــا وبيــن عـدانا
عجبـا للزمـان صـار عـدو الأمس
خلا وخــــل أمــــس مهانــــا
هكـذا الانجليـز لا عهـد يرعـون
ولا ذمــــــة ولا أيمانــــــا
قـد تناسـوا صـراعنا ثلـث قرن
فــي دفــاع مـروع عـن حمانـا
فاشترينا الخلاص بالثمن الغالي
لأن الخلاص جــــــل منانـــــا
ودفعنـا النقـود حمـرا فكـانت
ليـــس إلا أرواحنــا ودمانــا
إننـا نأخـذ الحقـوق اقتـدارا
مــن تــرى نـال حقـه إحسـانا
هـزت الكـل ثـورة الشـعب حـتى
غيــر الجــل رأيــه وتــوانى
قــرر الشـعب فـي وضـوح وحـزم
أنــه اليـوم أعلـن العصـيانا
ثـم يـأتي مـن بعـد هـذا جهاد
لا نبــالي لــو أنــه أفنانـا
وإذا لـم يكـن مـن المـوت يـد
فمــن العجـز أن تكـون جبانـا
غضـبة الأسـد فـي العرين أعادت
للعقـــول الصــواب والاتــزان
عندما صوت الكثير على المشروع
رفضــــا تغيــــرت ألوانـــا
بعضــهم واجــم وبعــض طــروب
قــال مرحــى وصـفق استحسـانا
ورسـول الحليـف قـد هـز كتفيه
كـــأن اقــتراحه مــا كانــا
كاد يبكي على المصير وللتمساح
دمــــع يحــــرك الأشــــجانا
إن عهـد الرقيـق يـا جـون ولى
لا تخـــادع ولا تكــن غلطانــا
إن أمـر المصـير قـرره الشـعب
جهــــارا وإن أردت بيانــــا
ليبيـا شـاءت أن تسـتقل سـواء
عـارض الغيـر حقهـا أم أعانـا
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.