
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى الأميـر فدته النفس أهديها
مقالـة كنـت قبـل اليوم أخفيها
لا أننـي خـائف مـن قولهـا أحدا
لـو أغضبت هذه الدنيا ومن فيها
لكننـي لـم أجـد ظرفـا يلائمهـا
غيـر الـذي نحن فيه قد يواتيها
مقالــة ملؤهــا الإخلاص أرفعهـا
لقـائد الشعب قلب الشعب ممليها
آن الأوان فمـا التأجيـل يمنعنا
لنعلـن الحـق إقـرارا وتنبيهـا
وحقنـا وحـدة القطريـن تتبعهـا
حريــة أنــت معناهـا وراعيهـا
لا تنتظـر أن تنال العتق من أمم
تجـارة الـرق مـا زالت تعاطيها
وعـود خلـف فسـل عرقـوب يعرفها
وســل وزيرهــم لا شــك ناسـيها
فــالحق يؤخـذ لا يعطـى مجاملـة
فخـذه قسـرا ولا ترجـوه تمويهـا
لا تركنــن لـذي الأطمـاع تحسـبه
خلا ففــي كمــه أفعـى يواريهـا
هـي السـلاح فحـاذر مـن تقلبهـا
فمـــا للــدغتها آس يــداويها
رقطاء تبا لها تدعى السياسة لا
يرمـى لغيـر خداع الناس حاويها
إن السياســـة رجــس لا يطهــره
إلا دم طـــاهر حـــتى يغطيهــا
لـولا الـدماء لما فازت ببغيتها
شــام ولا حكمــت مصـر بواديهـا
فـالق العصـا إنها للسحر مبطلة
مثـل الكليم إذا ما خاف يلقيها
يا أيها الليث قم خلص عرينك من
سـطو الـذئاب ولا ترهـب عواديها
فالأسـد إن زمجـرت عـزت وإن سكت
تسـطو الكلاب عليهـا فـي أرضيها
وإن شـــعبك للتــوجيه منتظــر
فاصـدر إرادتـك العليـا يلبيها
فليــس فـي قلبـه للصـبر متسـع
مـن بعـد أربعـة سـود لياليهـا
ذاق الأمريــن مــن ذل ومصــغبة
ومـن مظـالم مـا ينفـك يرويهـا
عـادوا به القهقرى في كل ناحية
ليثبتــوا أنــه شـاة لراعيهـا
ومـا دروا أننـا جـدنا بأنفسنا
رخيصـة فـي حـروب لسـت أحصـيها
لنظفـر اليـوم باسـتقلال تربتنا
ونســتعيد لهـا أمجـاد ماضـيها
مــولاي هـذا صـدى الشـعب سـجله
حاك حكي الطير إذ تشدو شواديها
أزاح عـــن صــدره حملا ونفســه
إن المقالــة لا تخفـى معانيهـا
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.