
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قمــت مــن نـومي مـذ
عـورا علـى صوت ينادي
يـا إلهـي مـن تـرى ه
ذا الــذي قـض رقـادي
مـا الـذي يرجـوه مني
مــن ضــلال أو رشــاد
وأنــا أعمــى وسـيري
فــوق أشـواك القتـاد
وتجلـى الصـوت فـي سم
عــي غريــب النـبرات
جـاء مـن فوقي ومن تح
تـي ومـن كـل الجهـات
فيــه لطـف فيـه عنـف
فيـــه حــزم وأنــاة
قـال هـب نفسـك ميتـا
ثـم قـل لي ما الحياة
قلــــت آلام وأحـــزا
ن ويــــأس وشــــرور
وشـــــقاء وضـــــلال
وجنـــــون وغــــرور
وأكــــاذيب وظلــــم
وســــــــخافات وزور
وختــام الفصــل لا أد
ري إلـى أيـن المصـير
قـال كـن من شئت علما
ثـم قـل لي ما الوجود
أيـن كـان السـر مدفو
نـا أفـي طـي اللحـود
أم بقاع البحر أم بال
جــو أم بيـن الرعـود
أم وراء النجـم أم في
لهــب الشــمس وقــود
قلـت لا تسـأل عن السر
ر فقــد أعيـا الأنـام
كــم حكيـم حـار فيـه
لــم ينـل منـه مـرام
وأراد اللــه أن نــب
قـى حيـارى فـي الظلام
وســيبقى السـر مكتـو
مـا إلـى يـوم الزحام
قـال هـب نفسـك عفـري
تــا مـن الجـن قـدير
وتـوارى عـن عيون الن
نـاس وأسـبح في الأثير
باحثـا فـي عـالم الأر
واح عــن ضــوء يـثير
ظلمـة السـر لـي وقـل
هـل لروحـي مـن ظهـور
قلـت مـن لـي وأنا في
قفــص الجســم رهيــن
بخلاص مــــن قيــــود
وشـــــكوك وظنــــون
ليـت للتحليـل في الإن
ســان مفعــولا مكيــن
يفـرز الـروح عن الجس
م لنــا قبـل المنـون
آه إن الجســم والـرو
ح مزيـــــــج لا أراه
قــــابلا للحـــل إلا
بمســــاحيق الإلــــه
وهـي سـر المهنة الكب
رى تــوارى عـن سـواه
ليـراه الخلـق بالعـج
ز إلهــــا فـــي علاه
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.