
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللـه أكـبر والتكـبير مـن دأبي
إذا اعـتراني ما يدعو إلى العجب
قـل لـي بربك ما هذا النداء وما
هـذا الـذي جعـل الأقـوام في طرب
ماجـد في الشرق قل إني أرى عجبا
فــي كــل عاصــمة عيـد بلا سـبب
دار الســلام بهــا الأعلام خافقـة
وجلــق ظهـرت فـي ثوبهـا القشـب
ومصــر أحسـبها والبشـر يغمرهـا
مجموعــة نسـقت مـن لامـع الشـهب
وعـدن فـي حسـنها صـارت كجنتهـا
والأرز مـن فخـره يعلو على السحب
أمـا الريـاض فقـد حاكت ببهجتها
مـا قيـل عـن جنة في أشرف الكتب
وفـي فلسـطين هـذا اليـوم منقطع
نظيــره بهجـة فـي سـائر الحقـب
عمـان يـا حسـنها والعيـد مزدوج
والنهـر مـن طـرب فـي شبه مضطرب
والقـوم فـي كـل قطر للعروبة قد
علاهـم البشـر بعـد الغـم والنصب
وفــي نـداءاتهم تمجيـد وحـدتهم
وفــي قلــوبهم شـيء مـن الغضـب
إن زال مــوجبه زالــت بــوادره
وإن يظــل فــإن الحكــم للقضـب
الآن آمنــت هـذا العيـد يعصـمنا
مـن التفـرق أو مـن حكـم مغتصـب
اللـه أكـبر هـذا اليـوم للعـرب
عيـد لوحـدتهم فـي القصـد والأدب
عيــد بـه وقعـوا ميثـاق جامعـة
توحـد العـرب فـي قصـد وفـي طلب
وشـيدوا ركنهـا العـالي وغايتهم
توحيـد ضـاد ونعـم الرمز من نسب
وحققــوا أملاكــم كــان ينشــده
أمثــال فيصـل ذي ملـك وذي نشـب
لـــو أن معجــزة للــه تبعثــه
حيــا لأعجــب بــالعزام والنجـب
مـن البهاليـل أبناء العروبة من
جـاءوا بمعجـزة فـي وحـدة العرب
لـو أن غـايتهم فـوق النجوم لما
أعيتهــم وأتـوا للقصـد بالسـبب
يـا بـارك اللـه فيهم من جهابذة
صانوا الكيان من التصديع والعطب
إن العروبــة مـا دامـت تمجـدهم
جـدت إلى الجد أم خفت إلى اللعب
أبنـاء يعـرب هـذا العيـد مرحلة
قطعتموهـا فجدوا السير في الطلب
فعصــرتا قلــب خطــوا طريقكــم
وحـاذروا مـن وعود الزور والكذب
لا ترجعـوا أبـدا سيروا بنا قدما
إلـى الأمـام فـإن الـوقت من ذهب
نشــيدنا دائمـا فـي كـل مرحلـة
الحـق للسـيف ليـس الحـق للكتـب
إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.