
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَســقى طُلــولَهُمُ أَجَــشُّ هَزيــمُ
وَغَــدَت عَلَيهِــم نَضــرَةٌ وَنَعيـمُ
جــادَت مَعاهِـدَهُم عِهـادُ سـَحابَةٍ
مـا عَهـدُها عِنـدَ الـدِيارِ ذَميمُ
سـَفِهَ الفِـراقُ عَلَيكَ يَومَ رَحيلِهِم
وَبِمــا أَراهُ وَهــوَ عَنـكَ حَليـمُ
ظَلَمَتــكَ ظالِمَـةُ البَريـءِ ظَلـومُ
وَالظُلــمُ مِـن ذي قُـدرَةٍ مَـذمومُ
زَعَمَت هَواكَ عَفا الغَداةَ كَما عَفَت
مِنهــا طُلــولٌ بِـاللِوى وَرُسـومُ
لا وَالَّـذي هُـوَ عـالِمٌ أَنَّ النَـوى
صــَبِرٌ وَأَنَّ أَبـا الحُسـَينِ كَريـمُ
مـازِلتُ عَـن سَنَنِ الوِدادِ وَلا غَدَت
نَفســي عَلـى إِلـفٍ سـِواكَ تَحـومُ
لِمُحَمَّـدِ بـنِ الهَيثَـمِ بـنِ شُبانَةٍ
مَجـدٌ إِلـى جَنـبِ السـماكِ مُقيـمُ
مَلِـكٌ إِذا نُسـِبَ النَدى مِن مُلتَقى
طَرَفَيــهِ فَهــوَ أَخٌ لَــهُ وَحَميـمُ
كَـاللَيثِ لَيـثِ الغـابِ إِلّا أَنَّ ذا
فــي الـرَوعِ بَسـّامٌ وَذاكَ شـَتيمُ
طَحطَحتَ بِالخَيلِ الجِبالَ مِنَ العِدى
وَالكُفـرُ يَقعُـدُ بِالهُـدى وَيَقـومُ
بِالسـَفحِ مِن هَمَذانَ إِذ سَفَحَت دَماً
رَوِيَــت بِجُمَّتِـهِ الرِمـاحُ الهيـمُ
يَـومٌ وَسـَمتَ بِـهِ الزَمـانَ وَوَقعَةٌ
بَـرَدَت عَلـى الإِسـلامِ وَهـيَ سـَمومُ
لَمَعَـت أَسـِنَّتُهُ فَهُـنَّ مَـعَ الضـُحى
شــَمسٌ وَهُــنَّ مَــعَ الظَلامِ نُجـومُ
نُضـِيَت سـُيوفُكَ لِلقِـراعِ فَأُغمِـدَت
وَالخُرَّمِيَّـــةُ كَيـــدُها مَخــرومُ
أَبلَيـتَ فيـهِ الـدينَ يُمنَ نَقيبَةٍ
تَرَكَـت إِمـامَ الكُفـرِ وَهـوَ أَميمُ
بَرَقَـت بَـوارِقُ مِـن يَمينِكَ غادَرَت
وَضـَحاً بِـوَجهِ الخَطـبِ وَهـوَ بَهيمُ
ضـَرَبَت أُنـوفَ المَحـلِ حَتّى أَقلَعَت
وَالعُــدمُ تَحـتَ غَمامِهـا مَعـدومُ
لِلَّـــهِ كَـــفُّ مُحَمَّــدٍ وَوِلادُهــا
لِلبَــذلِ إِذ بَعــضُ الأَكُـفِّ عَقيـمُ
مُتَفَجِّـــرٌ نـــادَمتُهُ فَكَـــأَنَّني
لِلنَجــمِ أَو لِلمِرزَمَيــنِ نَــديمُ
غَيـثٌ حَـوى كَـرَمَ الطَبـائِعِ دَهرَهُ
وَالغَيــثُ يَكــرُمُ مَــرَّةً وَيَلـومُ
مـازالَ يَهـذي بِـالمَواهِبِ دائِباً
حَتّـــى ظَنَنّـــا أَنَّــهُ مَحمــومُ
لِلجـودِ سَهمٌ في المَكارِمِ وَالتُقى
مـا رَبُّـهُ المُكـدي وَلا المَسـهومُ
بَيــانُ ذَلِــكَ أَنَّ أَوَّلَ مَـن حَبـا
وَقَــرى خَليــلُ اللَـهِ إِبراهيـمُ
أَعطَيتَنـي دِيَـةَ القَتيلِ وَلَيسَ لي
عَقـــلٌ وَلا حَــقٌّ عَلَيــكَ قَــديمُ
إِلّا نَــدىً كَالــدَينَ حَـلَّ قَضـاؤُهُ
إِنَّ الكَريــمَ لِمُعتَفيــهِ غَريــمُ
عُـرفٌ غَـدا ضـَرباً نَحيفـاً عِنـدَهُ
شــُكرُ الرِجــالِ وَإِنَّــهُ لَجَسـيمُ
أَخفَيتَـــهُ فَخَفَيتُـــهُ وَطَــوَيتَهُ
فَنَشــَرتُهُ وَالشــَخصُ مِنـهُ عَميـمُ
جـودٌ مَشـَيتَ بِـهِ الضَراءَ تَواضُعاً
وَعَظُمـتَ عَـن ذِكـراهُ وَهـوَ عَظيـمُ
النارُ نارُ الشَوقِ في كَبِدِ الفَتى
وَالبَيــنُ يوقِــدُهُ هَـوىً مَسـمومُ
خَيـرٌ لَـهُ مِـن أَن يُخـامِرَ صـَدرَهُ
وَحَشــاهُ مَعــروفُ اِمـرِئٍ مَكتـومُ
سـَرَقَ الصـَنيعَةَ فَاِسـتَمَرَّ بِلَعنَـةٍ
يَـدعو عَلَيـهِ النـائِلُ المَظلـومُ
أَأُقَنِّــعُ المَعــروفَ وَهـوَ كَـأَنَّهُ
قَمَــرُ الـدُجى إِنّـي إِذَن لَلَئيـمُ
مُـثرٍ مِـنَ المـالِ الَّـذي مَلَّكتَني
أَعنــاقَهُ وَمِــنَ الوَفـاءِ عَـديمُ
فَـأَروحُ فـي بُردَيـنِ لَم يَسحَبهُما
قَبلـي فَـتىً وَهُما الغِنى وَاللومُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.