
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا اليَـومُ أَوَّلُ تَوديـعٍ وَلا الثاني
البَيـنُ أَكثَـرُ مِـن شـَوقي وَأَحزانـي
دَعِ الفِــراقَ فَــإِنَّ الـدَهرَ سـاعَدَهُ
فَصــارَ أَملَـكَ مِـن روحـي بِجُثمـاني
خَليفَـةُ الخِضـرِ مَـن يَربَـع عَلى وَطَنٍ
فـي بَلـدَةٍ فَظُهـورُ العيـسِ أَوطـاني
بِالشــامِ أَهلــي وَبَغــدادُ الهَـوى
وَأَنـا بِالرَقَّتَينِ وَبِالفُسطاطِ إِخواني
وَمـا أَظُـنُّ النَـوى تَرضـى بِما صَنَعَت
حَتّــى تُطَــوِّحَ بــي أَقصـى خُراسـانِ
خَلَّفــتُ بِـالأُفُقِ الغَربِـيِّ لـي سـَكَناً
قَـد كـانَ عَيشـي بِـهِ حُلـواً بِحُلوانِ
غُصـنٌ مِـنَ البـانِ مُهتَـزٌّ عَلـى قَمَـرٍ
يَهتَـزُّ مِثلَ اِهتِزازِ الغُصنِ في البانِ
أَفنَيـتُ مِـن بَعـدِهِ فَيضَ الدُموعِ كَما
أَفنَيـتُ فـي هَجـرِهِ صـَبري وَسـُلواني
وَلَيــسَ يَعـرِفُ كُنـهَ الوَصـلِ صـاحِبُهُ
حَتّــى يُغــادى بِنَــأيٍ أَو بِهِجـرانِ
إِسـاءَةَ الحادِثـاتِ اِسـتَبطِني نَفَقـاً
فَقَــد أَظَلَّــكَ إِحســانُ اِبـنِ حَسـّانِ
أَمســَكتُ مِنـهُ بِـوُدٍّ شـَدَّ لـي عُقَـداً
كَأَنَّمـا الـدَهرُ فـي كَفّـي بِهـا عانِ
إِذا نَـوى الـدَهرُ أَن يـودي بِتالِدِهِ
لَــم يَســتَعِن غَيـرَ كَفَّيـهِ بِـأَعوانِ
لَـو أَنَّ إِجماعَنـا فـي فَضـلِ سـُؤدُدِهِ
في الدينِ لَم يَختَلِف في الأُمَّةِ اِثنانِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.