
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قلــب علــى الحــب ولأشـواق مجبـول
هيهــات ينفـع فيـه القـال والقيـل
يـا غـائبين وفـي الأحشـاء جمـر غضا
لا مــاء دمعــي يطفيــه ولا النيــل
هــل نســمة مـن صـبا نجـد تعلّلنـي
ففــي النســيم لقلـب الصـب تعليـل
أو بـارقٌ مـن أعـالى الجـزع مبتسـم
عنكــم فكــم شـاقني للثغـر تقبيـل
ميلـوا إلـى الوصل فالأجفان قد كحلت
سـهدا وكـم بيننـا مـن ربعكـم ميـل
يــا مـن حـديث غرامـي فـي محبتهـم
مسلســـل وفـــؤادي منـــه معلــول
روَت جفـــونكم أنّـــي قتلــت بهــا
فيــا لــه خــبرا يرويــه مكحــول
لا واخــذ اللـه ألحاظـا سـفكن دمـي
فهــنّ ســيفٌ علــى الأحشــاء مسـلول
وإن تصــدت لقتــل العاشــقين ففـي
أجفانهــا مرهــف الحــدّين مصــقول
وارحمتـــاه لصـــبّ قـــلّ ناصـــره
يــوم النـوى وهـو بالأشـجان مـذبول
بـادي الغـرام حليـف الوجـد مكـتئب
مضـنى الفـؤاد نحيـل الجسـم مهـزول
أودى بــه الســقم حـتى مـاله شـبحٌ
ولا تصـــــوّرهُ وهـــــمٌ وتخييــــل
لــم لا يســيل نجيعــا فيـض عـبرته
وقلبـــه بســـيوف اللحــظ مقتــول
مكفــن فــي ثيـاب السـقم ليـس لـه
مـذ يممـوا غيـر دمـع العيـن تغسيل
كــأنه بيــت شــعر فـي عـروض جفـا
مقطّـــع عملـــت فيـــه التفاعيــل
مــن لـي بـآرام سـرب كـان مرتعهـم
قلــبي ومربعهــم فـي الحـي مـأهول
بــانوا فبــان سـقامي بعـد بعـدهم
عنـــي ودمعــي فــي الأطلال مطلــول
إن أبرمـوا عقـد ودي في الهوى فلقد
رأيــت عقــد اصـطباري وهـو محلـول
أو بعتهــم جــاهلا روحــي بلا ثمــن
فكيـــف صــح مــبيع وهــو مجهــول
للّــه مــن دمعـه فـي الحـب منطلـق
وعقلـــه بحبـــال الوجــد معقــول
مخلــف فــي أراضــي مصــر منقطــع
وقلبــه مــع حــداة العيـس محمـول
مـا راعـه فـي الهـوى مـوت يعيش به
وإنمـــا راعـــه للقـــوم تحميــل
بـالله يـا سـعد عـج بي للخيام وقف
هنيهـــة ففــؤادي اليــوم مســلول
ومــل إلــى عـذبت الرنـد مـن إضـم
فكــم علــى بانهــاه هـاجت بلابيـل
وإن رأيــت عــروس الحســن باديــة
وشـــملها بــرداء الوصــل مشــمول
تجلــى علــى عاشـقيها دون برقعهـا
فــي خلعــة مـا لهـا شـبه وتمثيـل
بــادر لطلعتهــا الغــراء مسـتلما
وقبــل الخــال منهــا فهـو مقبـول
ولــذ بأذيالهــا كالمســتجير وقـل
عبــد فقيــر لــه بالبــاب تطفيـل
وانــثر دموعـك مـن ميـزاب مقلتهـا
فـي الحجـر فالفضـل من نعماه مبذول
وهــنّ قلبــك إذ أصــبحت فــي حـرم
ولا تخـــف فعليــك الســتر مســبول
رد مــاء زمـزم كـي تشـفى فمنهلهـا
طعــام طعــم لمــن وافــاه مـأكول
وروّ قلبــك واشــرب مــن ســقايتها
ففيـــه للــوارد الظمــآن تســبيل
وارق الصـفا واسـع منها نحو مروتها
ســبعا وأنــت بــذكر اللـه مشـغول
مــتى يطيــب مقــامي بـالحمى وأرى
بالميــل الاخضـر طرفـي وهـو مكحـول
وأســتجير بخيــر الخلـق مـن شـهدت
بفضـــله الجـــم آيـــات وتنزيــل
محمـــد أحمـــد المــاحي بشــرعته
غــيّ الضــلال وجنــح الكفـر مسـدول
طــه الأميـن أتـى بالـدين آيتـه ال
ســبع المثـاني وعنـه أحجـم الفيـل
خلاصــة الخلــق نــور الحــق ملتـه
إعرابهـــا فيــه توضــيح وتســهيل
طلــقٌ كريــم المحيــا بـدر طلعتـه
مـا فـاته مـن بـديع الحسـن تكميـل
تجانســت فيـه أوصـاف الكمـال فسـل
مهمــا تشــا فهــو مـأمون ومـأمول
مـا تمسـك المـال يـوم البذل راحته
إلا كمــا يمســك المــاء الغرابيـل
جــبينه البــاهر البــاهي وغرّتــه
بجـــامع الفضــل محــراب وقنــديل
يمشـــي فتســـبقه أنـــواره ولــه
مــن الغمامــة أنــي ســار تظليـل
والبــدر شـقّ لـه تصـفين حيـن بـدا
فصـــار للقـــوم تكــبير وتهليــل
ضــاءت بشــرعته الأكــوان واتضــحت
فـــدينه غـــرة فيهـــا وتحجيـــل
وأدهــم الشـرك مرخـيّ العنـان فلـم
يرضــه عـن غايـة فـي الغـي تـذليل
فــي معشــر خفقــت رايــات نصـرهم
بـــه وصــار لهــم مجــد وتأثيــل
السـادة الطـاهر والأنسـاب أندية ال
ســما نجـوم الهـدى الغـر الأماثيـل
بيـض الصـحائف فـي خـط القتـال لهم
بالســمر والــبيض تنقيــط وتشـكيل
كـم فطـروا فـي لظى الهيجاء من كبد
حـرّى ومـا فـاتهم فـي الفطـر تعجيل
جـرّوا العوامـل نحو القوم وانتصبوا
لخفضـــهم وحشــا الأعــداء معمــول
بنــوا علــى الكســر أعلام العــدى
ولواء السعد في الفتح مرفوع ومحمول
تنكّــر الحــال إذ أبـدوا تنـازعهم
وحبـــل روحهـــم بــالموت موصــول
هــذا وإن عــاينوا للشــوق مـوتهم
فمــا لهــم بســوى الخطــيّ تقبيـل
تجمعّــوا زمــراً فــي كــل واقعــة
إلــى القتـال وجيـش الكفـر مخـذول
وبالحديــد فكــم أبــدوا مجادلــة
للكــافرين وســيف البغــي مفلــول
تبــارك اللّــه ســبحان الإلـه لقـد
وافــاه بالنصـر عنـد الصـف جبريـل
يـا خيـر مـن نبـع المـا من أصابعه
وفـــاض عـــذبٌ زلالٌ منـــه معســول
نــدى أياديــك بحــر عــمّ نــائله
فلا يحيـــط بـــه عـــرض ولا طـــول
لا غــرو ان هجـر النيـل الفـرت بـه
فـالكوثر العـذب فيـه يهجـر النيـل
آيــات ديــن غرامــي فيــك محكمـة
قديمــة لــم يشــنها قــطّ تبــديل
وملــة الحــب قــد قــامت دلائلهـا
فلا يعارضـــــها نــــصّ وتأويــــل
أشـكو إليـك أناسـا قـد طغوا وبغوا
علـــيّ واختلقـــت منهــم أقاويــل
كـم أظهـروا كيـد سـوء في واقترفوا
ذنبــا وفــي كيــدهم خسـر وتضـليل
وكــم تســليت إذ جــاءوا بــإفكهم
وقلــت صــبرا ففــي الأيـام تحويـل
لا تيأســـنّ ففـــي الأيــام معتــبرٌ
لمــن بــه فطنــة فيهــا ومعقــول
فالــدهر يومــان هـذا يـوم معركـة
وآخـــر بالرضــى والســلم مشــمول
سـلم إلـى اللـه تسلم في الأمور وثق
بجـــاهه فهـــو للراجيــن مــأمول
وليـــس ينجيـــك حــرص لا ولا حــذر
فكــلّ مــا قــدر الرحمــان مفعـول
يـا سـيدي يـا رسـول اللـه خذ بيدي
منهــم فقــد كــثرت منهـم أباطيـل
فليـــس إلا عليــك اليــوم متّكلــي
وليـــس إلا إليـــك الأمــر موكــول
وأنــت ذخــري ومطلــوبي ومعتمــدي
وأنــت جـاهي وأنـت القصـد والسـول
يـا رب قـد أثقلـت ظهري الذنوب وما
لـي غيـر بابـك فـي الـدارين تأميل
يـا رب خفـف حسـابي فـي المعاد إذا
لـم يلـف فـي حسـنات العبـد تثقيـل
يـا رب جـد لـي بعفـو منـك ينقـذني
مــن الجحيــم إذا مــا عـمّ تهويـل
فللـــذنوب وإن طـــالت وإن كــثرت
فـي جنـب عفـوك يـا ذا العفو تقليل
هـــذا ســؤال شــج أبــدى ظلامتــه
وأنــت يــا غايــة الامــال مسـؤول
قــدّمت بيـن يـدي نجـواي مـن كلمـي
هديّــة فضــلها لــي منــك مبــذول
لاميّـــة راق معنــى مــدحها ولهــا
مـن بحـر جـودك يـوم العـرض تنويـل
فبحرهـــا وقوافيهــا إذا انتظمــت
كأنهـــا منهـــل بــالراح معلــول
فـي بعـض أوصـاف خير الخلق قد قصرت
بــاعي وإن كـان نظمـي فيـه تطويـل
ولــم أعــارض بقــولي مـن تقـدمني
منهــم وإن عــذبت منــي الأقاويــل
كعــب لـه فـي مديـح المصـطفى قـدم
ســـباقة وبخيـــر الخلــق تفضــيل
وروضــة ابــن زهيــر طـاب مغرسـها
فزهرهـــا بنـــدى كفّيـــه مطلــول
وإن نســـجت علــى منــوال بردتــه
طــراز مــدح لــه بالــدر تكليــل
فــإنّه كــان مفتاحــا لبــاب هـدى
لنــا بـه فـي ديـار الخلـد تأهيـل
إن لــم أفــز بقبـول فـي متـابعتي
بــانت سـعاد فقلـبي اليـوم متبـول
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).