
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمنــزل ســعدى لا عــراك التغيـر
وجــادك غيــث صـيّب الـودق ممطـر
ويـا دميـة القصـر الذي صار دمنة
علـى أن معنـى الحسـن فيـه مصـور
يعـز علـى المشـتاق أن لا يـرى به
أنيسـا وفـي أرجـائه الريـح تصفر
رعـى اللـه ريعان الشباب فكم حلا
لنــا بجنــاه الغــضّ ورد ومصـدر
ليــالي لا مغنـى مـن الأنـس مـوحشٌ
علـــيّ ولا ربـــع الأحبّــة مقفــر
ولا بــارق الثغــر الشـنيب مقطـب
لـــديّ ولا مــاء العــذيب مكــدّر
تغيــر ذاك الحــال عمــا عهـدته
ومــن ذا الـذي يـا عـز لا يتغيـر
إلـى اللّه أحبابا طورا شقة الفلا
فروحـي ليـوم الـبين تطـوى وتنشر
رمـوا بـالنوى صـبا سقيما فيا له
عليـل علـى رمـي النـوى ليس يصبر
ملـيّ مـن التسـهيد والـدمع طرفـه
ولكـن لـه قلـب مـن الصـبر معسـر
قـرأت الأسـى يـوم استقلوا وعيسهم
يخـطّ بهـا فـي صـفحة البيـد أسطر
حــروف معــان إن تنـص علـى مـدى
بعيـد رأيـت النـص في الحال يظهر
أطــارت فــؤادا قـص منـه جنـاحه
فلا غــرو إن أضــحى بهــا يتطيـر
وغــن قطـر الجمـال يومـا مطيهـم
فمــا لــي إلا ســحب دمعـي أقطـر
تسلســل أخبــار الغـرام مـدامعي
وعـن واقـدي القلـب يرويـه مسـعر
ونشــوانة الأعطـاف إن مـال قـدّها
ففـي ثغرهـا كـأس مـن الريق مسكر
أدارت بســحر اللحـظ كـأس مدامـة
ســلافتها مــن وردة الخــد تعصـر
يعـــزّ عليهــا أن تقــاس بعــزّة
ووجــدي كــثير عنــدها لا كــثير
شـعرت بمعنـى النظـم من در ثغرها
ومـا كنـت لـولا ذلـك الثغـر أشعر
بــدا وجههـا مـرآة حسـن فأبصـرت
عيـوني بـه مـا فـي جـبيني مسـطر
إذا مـا زنـت عينـي برؤيـة غيرها
سـفاحا فمـن مـاء المـدامع تطهـر
وأذكــر ىســاد العريـن إذا رنـت
لواحظهــا والشـيء بالشـيء يـذكر
عجبـت لموسـى اللحـظ أضـحى مصدقا
نـذيرا وفـي آمـاقه السـحر يـؤثر
وأعجــب مــن ذا أن وامـق حسـنها
يقــول غــزال طرفهـا وهـو قسـور
قصــرت عليهــا مـا حييـت تغزلـي
ومـدحي علـى خيـر النـبيين يقصـر
محمــد الهـادي الشـفيع ومـن لـه
شــآبيب فضــل بعضـها ليـس يحصـر
ومـن طـاب أصـلا فـي الأنام وعنصراً
فللّــه أصــلٌ طــاب منــه وعنصـر
نـــبي كريـــم شـــافع ومشـــفع
رؤوف رحيــــم طــــاهر ومطهـــر
إمـام البرايا قبلة الدين والهدى
ونــور سـناه جـامع الحسـن أزهـر
نـبي مـن الشـمس المنيـرة والضحى
وبـدر الـدجى أزهـى وأبهـى وأبهر
طــوى ذكــره أخبـار معـن وحـاتم
وعنــه أحــاديث الفضــائل تنشـر
فكـم قـد روى عـن جـود كفيه جابرٌ
وسلســل عـن جـدوى أيـاديه جعفـر
نــبي لــه قــبر شــريف وروضــة
حـدائقها بـالنور لا النـور تزهـر
أضـاءت لـه بالشـام بصـرى وأخمدت
لفـــارس نـــارٌ حرهـــا بتعســر
وأعلام كســرى كســرت يــوم بعثـه
وقصــّر عــن أدنـى معـاليه قيصـر
حمـى حـوزة الإسـلام والبأس والندى
بكــل كمــيّ عزمــه ليــس يفــتر
مبـاين وصـف فهـو فـي السلم جؤذر
ربيـب وفـي الهيجـاء ليـث غضـنفر
من السادة الغر الميامين أنجم ال
هـدى حـول بدر في سما النقع يسفر
شــمائلهم مثــل النســيم لطافـة
وأخلاقهــم كـالروض بـل هـي أعطـر
هـم نظمـوا شـمل النـبي وكـم غدت
رؤوس القبول الصيد في الحرب تنثر
بكـل حديـد الطـرف أسـمر إن رنـا
إلــى مقتـل حشـو المفاصـل يبصـر
وأبيـض مـاض لا يـرى الصـفح إنمـا
يظــل يقيــم الحـد فيهـم ويجـزر
إذا أذنـوا بـالحرب قـام خطيبهـم
لرفـع منـار الـدين بالصـوت بجهر
وإن صــلت الأسـياف يومـا لهـامهم
فخـروا سـجوداً فيـه للـوقت كبروا
فـأكرم بعيـد جـاء مـن غيـر وقفة
تسـاق العـدا كالبـدن فيـه وتنحر
وأيـام تشـريق قضـت بمنـى المنـى
تــراق بجرعاهــا الـدماء وتهـدر
بحلــق كــل حــول أعــداء دينـه
ولـم يلـف خلـف النفـر منهم مقصر
فيـا خـاتم الرسل الكرام ومن على
شــفاعته فـي الحشـر بعقـد خنصـر
ويـا بحـر علـم طاب وردا وكم لنا
علــى حوضــه يـوم الزحـام تجسـر
إلـى بابك العالي التجأت ومن يلذ
بــه عنـد كسـر فهـو لا شـك يجـبر
بإســمك مــن ذنـبي بـرئت وإننـي
لعلـــم حقــا أنــه بــك يغفــر
شـغفت بمعنـى الحسـن فيك فلم أزل
أنـــزه فكــري فــي حلاك وأنظــر
ومــن بحـرك العجـاج قلـت قصـيدة
يقصــر قيــسٌ عــن نـداها وحميـر
ســحبت علـى سـحبان فاضـل بردهـا
وفـــوق جريـــر ذيلهــا يتجــرّر
حسـان المعـاني فـي خيـام سطورها
قصــرن وفــي سـتر الطـروس تخـدر
بعثـت بهـا مـن مصـر جاريـة إلـى
حمــاك وفــي ثـوب الملاحـة تخطـر
وأرســلتها منكــم إليكــم هديّـة
وإن كـان لا يهـدى إلى البحر جوهر
بكــم شـرف اللـه المديـح وعظمـت
معـــالم أبيـــت بوصــفك تعمــر
وإنــي وإن كنــت الأخيــر زمـانه
علـى العـرب العربـا بمـدحك أفخر
وعـن عـرض الـدنيا غنيـت وكيف لا
وجــوهر نظمــي فـي صـفاتك متجـر
أجلـت مـديحي فـي معـاني صـفاتكم
فطـال ومـع هـذا علـى الطول يقصر
وإن أطنـب المـداح فيـك وأوجـزوا
فكـــل بليـــغ عـــن علاك مقصــر
ومــاذا يقـول المـادحون ومـدحكم
قـديماً بـه جـاء الكتـاب المسـطر
عليـك صـلاة اللـه مـا فـاه نـاطقٌ
بـذكرك أو صـلى امـرؤ حيـن تـذكر
ومـا فنيـت فـي الحـب مهجـة عاشق
فــذلك عنــد اللـه أجـدى وأجـدر
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).