
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رعـى اللّـه جيـرة الجرعـاء
وقبابــــا عهـــدتها بقبـــاء
وســـقى وادي العقيـــق غمــام
مــن دمـوع تربـو علـى الأنـواء
كــم قطعنـا بهـا ليـالي غمـامٌ
بــدوام الهنــا وطيـب اللقـاء
حيـث زار الحبيب في الليل وهنا
فحيينـــا بســـاعة الـــزوراء
حيــث أخليــت دار أنســي لمّـا
ســكن القلــب قاعــة الوعسـاء
ووفــت بالوصــال هنــد وأسـما
ء فيــا حبّــذا ليـالي الوفـاء
وســرت نسـمة الغـوير فقـل مـا
شــئت فــي فضـل ليلـة الإسـراء
لهــف قلــبي علـى ليـال تقضـّت
بربــوع الحمــى وسـفح اللـواء
ثـــم ولّــت وأعقبتنــي شــجواً
وانقضــت مثــل هجعــة الإغفـاء
عجبــا والغــرام فيــه أمــور
تتنـــاهى عـــن فطنــة العقلاء
كيــف لا ينطفــي لهيــب فـؤادي
ودمـــوعي كالديمــة الوطفــاء
لودنـــا عـــاذلي إلــيّ قليلاً
أحرقتــــه اشــــة الأحشــــاء
ينبــع الـدمع كـالعقيق ويهمـي
مــن عيــوني للمقلـة الحـوراء
يــا خليلــي وأنـت خيـر معيـن
عمــرك اللــه إن أردت إخــائي
روح القلـــب بادّكــار أويقــا
ت تقضــّت لنــا علــى الروحـاء
واحثـث العيـس لا عـدمتك واغنـم
لـذّة العيـش فـي ربـا الـدهناء
ثـم عـج بـي مـن غير عجب وسربي
نحــو ســربي للحلّــة الفيحـاء
وتنســّم أخبـار سـلمى وسـل مـا
ينعــش القلــب عنـد بئر العلاء
وإذا مـا وصـلت سـلعا فسـل عـن
قلــب صــب صــبا لســرب ظبـاء
مــن ظبــاء العريـن كـل مهـاة
ذات جيــــــد ومقلـــــة كحلاء
ولمـــى بـــارد وثغــر شــنيب
وأســــيل وقامــــة هيفــــاء
ترشــق القلـب باللحـاظ وتصـمي
مــن يراهــا بالطعنــة النجلاء
كـم شـفت ميـم ثغرهـا قلـب صاد
وســبت واو صــدغها عيــن رائي
أشـرقت مثـل طلعـة البـدر حسنا
وتثّنـــت كالصـــعدة الســمراء
ورنــت كــالهلال باســمة الثـغ
ر فغـــارت كـــواكب الجــوزاء
شـم سـيوف اللحـاظ واقـرأ لعشا
ق حلاهــــا مصـــارع العشـــاق
واتـل من لحظها ومن جفنها الفا
تــر بــاب التحــذير والإغـراء
وادعهـا فـي الهوى بسعدى وليلى
وبأســـما والكعبـــة الغــرّاء
وتأمــل جمالهــا وهــي ذات ال
خـال تجلـى فـي الحلـة السوداء
وتمســك بـذيلها عـلّ فـي ذا ال
عــام تحظـى بالليلـة الزهـراء
وتــرى ذلــك المقــام وترقــى
ذروة العــز بيـن أهـل الصـفاء
وبــوادي منــى تــبيت وتقضــى
عنــد رمــي الجمـار كـل منـاء
أنـا إن أبـت موثقـا فـي يديها
بقيـــود الهــوى وذلّ الجفــاء
ليـس لـي مخلـص سوى مدح خير ال
خلــق والرســل خـاتم الأنبيـاء
أحمد المصطفى البشير النذير ال
خلــق والرســل خـاتم الأنبيـاء
أفضـل المرسـلين حقـا وأهـل ال
ظــاهر الطهــر ســيد الأصـفياء
أفضـل المرسـلين حقـا وأهـل ال
أرض جمعــا وخيـر أهـل السـماء
صــفوة اللّــه مـن صـميم قريـش
أكــرم العــرب أفصـح الفصـحاء
كـرم الفضـل كعبة الجود بيت ال
علــم ركــن العفـاة والأغنيـاء
معجــز اللفــظ ذو بيـان بـديع
ومعـــان جلّـــت عــن الإحصــاء
واسـع الصدر زائد البشر سهل ال
خلـق رحـب الفنـاء جـم العطـاء
مســتنير الجـبين طلـق المحيـا
حســن الملتقــى كـثير الحيـاء
وإذا مــا نــوى زيــارة قــوم
ســــبقته اشــــعّة الأضــــواء
روضـة الفضـل جاءنـا فـي ربيـع
فاســـتنار الوجـــود بــاللألاء
وجلا حســن طلعــة كســنا البـد
ر فجلّـــى غيـــاهب الظلمـــاء
وأتــى بالكتــاب والـذكر وآلا
يـــات والمعجـــزات والأنبــاء
ودعانــــا لربــــه فأنبنـــا
وهـــدانا للــدين أي اهتــداء
فجـزى اللـه خـاتم الرسـل عنـا
وشـــفيع الأنــام خيــر جــزاء
خصـّه اللـه بالشـفاعة في الحشا
ر وأدنـــاه ليلـــة الإســـراء
فــأتى بــالبراق جبريــل ليلا
ودعـــاه بـــأمر رب الســـماء
فـــدنا مـــن حــبيبه وتــدلّى
حيــن وافــى للحضـرة العليـاء
ثــم لمــا انتهـى لأعلـى مقـام
أم بالمرســــلين والأنبيــــاء
ورأى ربـــه العظيـــم بعينــي
رأســـه يقظـــة بغيــر مــراء
صــف أحــاديثه العظـام وسلسـل
در أوصـــافه علـــى الكرمــاء
وارو مـا شـئت مـن نـداه وأفضا
ل يـــديه عــن جــابر وعطــاء
فهـو غـوث النـدا وبحر العطايا
وغيــاث الــورى وكنـز الوفـاء
قـم وبـادر إليـه وادخـل حمـاه
عــلّ ترقــى منــازل الشــهداء
فاعتنــائي بــه يزيــل عنـائي
وغنـــائي بالروضـــة الغنــاء
وزر الحجــرة الشـريفة مـن بـع
د وحــاذر مــن فعلـة السـفهاء
فتــأدّب وارع المقـام وقـل يـا
سـيد الرسـل يـا سـميع النـداء
يــا رســول الإلــه إنـي فقيـرٌ
فــأعنّي يــا منجــدَ الفقــراء
يــا رســول الإلــه إنـي غريـبٌ
فــأغثني يــا ملجــأ الغربـاء
يـا رسـول الإلـه إن لـم تغثنـي
فـإلى مـن تـرى يكـون التجـائي
أنـــت ذخـــري وعـــدتي وملاذي
وغيـــاثي وعمـــدتي ورجـــائي
وشـفيعي يـوم القيامـة في الحش
ر فكـن لـي يـا أكـرم الشـفعاء
يـا بسـيط النوال يا كامل الفض
ل ويــا وافـر النـدى والعطـاء
لـــك قـــد جئت زائرا وتوســل
ت بجــــــدوى يـــــديك والآلاء
فــأجبني يــا مصــطفى لسـؤالي
وتفضــل بــالعفو فهــو قـرائي
وتشـــرفت حيــث صــغت قريضــا
فــي معــاني صــفاتك العليـاء
فــاجبر اليــوم خـاطري وتقبـل
مــدحي فيـك يـا عظيـم الرجـاء
كنـت فيمـا مضـى فقيـرا وقد صر
ت بمــدحي مــن أسـعد السـعداء
يـا إمـام الورى ويا جامع الفض
ل ويــا قبلـة الهـدى والـدعاء
لــــك منـــي تحيـــة وصـــلاة
كــل يــوم فـي صـبحه والعشـاء
وعليـك السـلام يـا اشـرف الخـل
ق مـن اللـه فـي الضحى والمساء
مــا شـدت فـي أرائك الأيـك ورقٌ
وتغنّـــــت بروضــــة غنــــاء
وحـدا فـي الحجـاز حـاد ونـادى
يـا رعـى اللّـه جيـرة الجرعـاء
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).