
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـي العيـون فكـن منهـا علـى وجل
فكـم أصـابت بسـهم اللحـظ والمقل
وكــم تنصــل منهــا عاشـق بشـبا
قــدّ فــراح قتيـل الـبيض والأسـل
لا تغــترر بفتــور مــن لواحظهـا
أصــلا فمـا جرحهـا يومـا بمنـدمل
ولا تمــل معهــا للسـلم إن جنحـت
قـد يختـم الجـرح أحيانا على دغل
يـا مـن الحـران قلـب بالعذيب له
شــرب ورامــة شــغل أيمــا شـغل
ومــدمع جــاد غـبّ القطـر وابلـه
بواكـف مثـل صـوب العـارض الهطـل
تخـاله مـن لهيـب فـي الحشى شرراً
قـد اسـتحال وعهـد الصـب لـم يحل
إن لـم أقل بلغ السيل الزبى فلقد
عـم الربـى ومتـون السـهل والجبل
بـالروح مـن بعتهـا روحي إلى أجل
ومــا أرانــي إلا قـد دنـا أجلـى
نشـوانة مـن بنـي الريـان قامتها
وســهم ناظرهـا الفتّـان مـن ثعـل
تـأوي إلـى بيـت شـعر من ذوائبها
أمـا رأيـت حلـول الشمس في الحمل
قــل للمهنــد أقصـر عـن منـاظرة
يـا طرفهـا وبرمـح القـد فاسـتطل
ولا تقــس بغصــون البـان قامتهـا
وهـــل يطـــابق معــوج بمعتــدل
يا كعبة الحسن يا ذات المقام ويا
رفيعـة السـتر ذات الحلـي والحلل
مـن بعـد بعـدك ما ذاقت لذيذ كرى
عينـي وهـذي نجـوم الليل تشهد لي
ونــار هجـرك أودت بالحشـى فمـتى
أوريـت زنـد الأسـى والشـوق يشتعل
لعــل إلمامــة بــالجزع ثانيــة
يـدب منهـا نسـيم الـبرء في عللي
بـك افتحـت قريضـي واعتصـمت بمـن
لمـدح عليـاه تعنـو أوجـه الغـزل
محمـد صـاحب الـدين القويم وذوال
جـاه العظيـم ملاذ الخـائف الوجـل
وأول الأنبيـــا فضـــلا وآخرهـــم
بعثــا وخيـر شـفيع خـاتم الرسـل
وخيـر مـن فـاق أملاك السـماء ومن
مشـى علـى الأرض مـن حـاف ومنتعـل
مطهــر القلـب مـن غـش ومـن دنـس
منـزه الصـدر عـن زيـغ وعـن زلـل
كتـــابه أحكمــت آيــاته ومحــا
بشــرعه ســائر الأديــان والملـل
وكــم أزال بحـد السـيف مـن شـبه
عـن ديـن مـن جـل عن شبه وعن مثل
أكــرم بخلــق نــبي زانــه خلـق
بالحســن مشــتمل بالبشـر مكتمـل
يلقــى الوفـود بـوجه ضـاحك طلـق
جـم الحيـا مثل زهر الروضة الخضل
مــا أم عليــاه فـي خطـب مـؤملّه
إلا وأعطـاه مـا أربـى علـى الأمـل
شـم وجهـه البدر إشراقا ولذ كرما
ببحــر كفيـه تهـدى أوضـح السـبل
وانقل عن المبسم العذب المبرد ما
يـروي الظمـا من جني شهد ومن عسل
لـو قـال قـف وتجلـى نـور طلعتـه
للبـدر لـم يسـر أو للشمس لم تزل
يـا خيـر مـن شرف الله الوجود به
وخصــّه بعظيــم الــذكر فـي الأزل
كـن لـي مجيرا إذا ما شب جمر لظى
والنـاس من طول يوم العرض في وجل
واشـفع حنانيك في فصل القضاء إذا
عـم البلاء وقلّـت فـي الـورى حيلي
بحيــث لا والــد يغنــي ولا ولــد
ولا شـفيع سـوى المختـار يشـفع لي
مـددت كـف افتقـاري أسـتغيث بمـن
علــى شــفاعته الغــرّاء متكلــي
فاقبـل دعـائي وكفـر بامتداحي ما
فرّطـت فـي نظـم أيـام الصبا الأول
حـويت نعتـا يضـيق الوصف عنه وكم
أبــديت عطفــا وتوكيـدا بلا بـدل
ونلـت مـا لـم ينلـه فـي السـماء
مقـرّبٌ سـواك علـى التفصيل والجمل
عليـك أزكـى صـلاة والسـلام من الل
هُ المهيمــن فــي الأبكـار والأصـل
مـا سـار عشـّاق ركـب في صعيد نوى
إلـى الحجـاز وغنّـى القوم في رمل
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).