
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـذوا أخبـار مسـعر عن فؤادي
وعـن قلـبي حـديث أبي الزناد
وروّوا لابــن نقطـة مـن دمـوع
تسلســلها الـرواة بكـل وادي
فيـا مـن للشـجي القلـب يملي
صـحيح غـرام عـروة عـن زيـاد
لدولـة عزمـة فـي الحـب دانت
عــزائم أحمـد بـن أبـي دؤاد
يــبيت وطرفــه للنجــم سـاه
ليرفــع للسـها خـبر السـهاد
وينشـد هـل لعيـن الـدمع راق
فـأجلب بـالرقى سـنة الرقـاد
فـوا شـوقا إلـى بانـات نجـد
إذا اعتقلت قنا السمر الصعاد
ومـن لـي بانتشـاق عـبير رند
هنــاك ودونــه شـوك القتـاد
فرفقــا سـائق الأظعـان رفقـا
بقلـب ضـل إثـر العيـس غـادي
وعـج نحـو الخيـام وحـيّ عربا
جفـوني والجفـا سـمة البوادي
تنـادوا بالرحيـل فيـا لقـوم
شـهدت لبعـدهم يـوم التنـادي
وطــار غــراب بينهــم فغطـى
علــى بصـرى بأجنحـة السـواد
تطـارد شـهب دمعـي دهـم نومي
فقـل مـا شـئت في خيل الطراد
ومــا أنفــك مـن هـذا وهـذا
وقـد نشـبا بجفنـي فـي جهـاد
رعــاك اللـه أسـعدني بسـعدى
وغــنّ بــذكر زينـب أو سـعاد
وأنشــد إن مـررت بحـي ليلـى
وقــف فـي كـل مجتمـع ونـادي
ألا يــا سـادة خفـروا ذمـامي
ومـا نقضـوا عهود أخي الوداد
نــزال بمنحنـاة غضـا ضـلوعي
وحــيّ هلا لنــار قـرى فـؤادي
ردوا مـاء العيـون ولا تريموا
لرشــح ميـاه هاتيـك الثمـاد
فبحـر الـدمع ليـس لـه قـرار
وعيــن منـه تـروي ألـف صـاد
سـقى اللـه العقيـق عقيق دمع
يجـود ربـا الأباطـح والوهـاد
وروّى عهــد رامــة سـحب غيـث
عزاليــه تحــل عـرى العهـاد
ليـالي كـم شـفت المـاً وجادت
بـبرد لمـى علـى رغـم البعاد
فتـاة مـن بنـات البـدو تعزى
إذا انتسـب الملاح إلـى مرادي
تـروق لعيـن عاشـقها إذا مـا
بـدت كالبـدر فـي حلل السواد
مبرقعــة تخــاف علــى محيـا
بــديع جمالهـا عيـن الأعـادي
ألــوذُ بحجرهــا أبــدا وآوي
إلـى حـرم بـه ركـن اسـتنادي
وألثــم خـال وجنتهـا فيطفـي
لهيـب سـعير أحشـائي الصوادي
لجــامع حسـنها أسـلمت وجهـي
فطرفــي عـاكف والسـقم بـادي
وقبلــة وجههــا أنــي تـولت
تحــول نحوهــا وجـه العبـاد
لكعبــة بيتهــا حجـي وقصـدي
لأشــرف مرســل كنـز اعتقـادي
محمـد الشـفيع غـدا إمـام ال
هـدى رب النـدى الـبر الجواد
حــبيب صـفوة الرحمـان فينـا
وهادينــا إلـى سـبل الرشـاد
أتـى والشـرك قد دهمتع وجالت
أداهمــــه بأقطــــار البلاد
وطـرف الحـق كـاد الشـك يثني
أعنّــة ســيره نحــو الشـراد
فـراض شماسـه وكسـاه ثـوب ال
بهــا ورد الأنــاة والاتشــاد
فعـاد موطـأ الأكنـاف رحـب ال
ذراع مـــذلّلا ســهل القيــاد
إلـى أن أظهـر الرحمـان شرعا
قويمـا مـن ضـلال الغـي هـادي
وأنــزل فــي منـاهجه كتابـا
توقـــد هـــديه أي اتقـــاد
فحـل عـرى الضـلال وشق جيب ال
ظلام وهـــد أركــان الفســاد
وجــرّد للعــداة جيــوش حـرب
تـــؤمّهم كمنتشـــر الجــراد
وفــوّق بالنكـال لهـم سـهاما
تكلّمهـــم بألســـنة حـــداد
وأيّـــد شــرع ملّتــه بســيف
يقــدّ أديــم أفئدة العنــاد
يجـــادل إذ يجالــدهم بحــدّ
فيقطـع فـي الجدال وفي الجلاد
لســان صــير الفصـحاء خرسـاً
وكــفّ أنطقــت صــمّ الجمــاد
هـم طلبـوا الجميل غنى فأعطى
عطــاء ليـس يخشـى مـن نفـاد
ومذ زرعوا القبيح رعوا وبيلا
يجــزّ رؤوســهم زمـن الحصـاد
ألا يـا سـيّد الشـفعاء يـا من
عليــه معــوّلا وجـب اعتمـادي
ويـا أزكـى البريـة يا إماما
بــه مـنّ الإلـه علـى العبـاد
بـك السـت الجهـات شـرفن لما
علـوت علـى علا السـبع الشداد
وقربــك الإلــه كقــاب قوسـي
ن أو أدنـى علـى الغر الجياد
قصـدت جنـاب عفـوك طامعـا في
قـراك فجـد بـه يا ذا الأيادي
ومهــدت المديــح لكـم لعلـي
علـى فـرش الجنـان أرى مهادي
وكـم قـد غصـت بحـر نداك حتى
ظفـــرت بعقـــد در مســتجاد
ومـن إبريـز وصـفك صـغت مدحا
يجـل بمـا حـواه عـن انتقـاد
فلا ميــزان شــعري فيـه نقـص
ولا ســوقي بجاهــك فـي كسـاد
وإن تربــت يـداي بمـدح قـوم
بـه غلـب القضـاء علـى مرادي
فكـم لـي فـي صـفاتك من قواف
تــروق بكــل معنــى مسـتفاد
فكفـر بامتـداحي فيـك مـا قد
جنيـت وصـن بـه كرمـا فـؤادي
فهــا أنـا ذلكـم ضـيف نزيـلٌ
قــدمت علـى حمـاك بغيـر زاد
وإن أغرقـت فـي بحـر الخطايا
بكـم أرجـو نجـاتي في المعاد
ففضــلك منتهـى أملـي وسـؤلي
وكنــزي واعتمـادي واعتضـادي
عليــك صــلاة ربــك مـع سـلام
تخصــك فــي نمــو وازديــاد
وصـحبك مـا سـرى ركـب لأرض ال
حجـاز ومـا حـدا للعيـس حادي
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).