
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســلب الوجـد فـؤادي والحشـى
وســباني فـي هـوى هنـد ومـي
آه مـن نـار الجـوى واحسـرتي
ويـح قلـبي مـا يقاسي منه وي
يــا نــزولا بثنيــات اللـوى
ليــت لا غيّبتمــو عـن مقلـتي
إن قلبـــا أنتـــم ســـكانُه
ذاك حــيّ عــامرٌ فـي كـل حـي
وعيونــاً لا ترجـي فـي الكـرى
أن تراكـم عميـت عـن كـل شـي
بعـد جيـران النقـا لا تسألوا
مـا جـرى فـي وجنتي من عبرتي
ينبـع الـدمع عقيقـا مـن عيو
نـي على الجزع فيروي الأرض ري
يـا رعـى اللـه زمانا بالحمى
وأويقـــات تقضـــّت بــاللوي
حيـث تثنـي الطـرف فيـه غادةٌ
فتنــت ألحاظُهــا غــزلان طـي
كعبــة حجــت لهــا أرواحنـا
وهـي فـي الأصـلاب قدما يا أخي
علـق القلب بها مذ كنت في ال
حجـــر طفلا وغلامـــا وفـــتي
وبرانــي حبّهــا ســقما إلـى
يـوم ألقـى اللّـه باري كل شي
فطــواني فــي حماهــا واجـب
مثـل مـا سـعيي لهـا فرض علي
عبــد ودّ أنـا فـي حـبي لهـا
وهــي مــن عبـد منـاف وقصـي
نســب أقـرب فـي شـرع الهـوى
بيننــا مــن نسـب مـن أبـوي
لســت أدري إذ تثنــت ورنَــت
فطـوت فـي حسـنها الألبـاب طي
هــي غصــن أم كـثيب أم نقـا
أم هلال أم مهـــاة أم ظـــبي
مــن ثنايهــا وقــاني خـدها
مــتّ سـكراً بالحميـا والمحـي
إن كسـتني مـن ضـنى أجفانهـا
ثــوب سـقم فهـو أبهـى حلـتي
أوشــكت أجفانهــا مــن سـقم
اوشـكت تسـلب روحـي مـن يـدي
مـات قلـبي فـي هواهـا وغـدا
باسـمها مكتفيـا عـن كـل شـي
فـإذا مـا سـألوني فـي الهوى
مـا بقلـب الصـب منها قلت مي
زحفـت بيـض الظبـا لمـا غـزت
مقلتاهـا بيـت قلـبي والحشـى
وســبت بــاللحظ صـبا غـادرت
مـا لـه ممـا بـراه الشوق في
إن كـوت قلـبي بنيـران الجفا
آخـر الطـب كمـا قـد قيـل كي
أو شـوت جسـمي على جمر الغضا
قلـت سـهل فـي هواهـا كـل شي
يـا حيـاة القلـب يا من حبها
أصـل دينـي وهـو أقـوى حجـتي
حــرك الوجــد ســكوني وبنـي
ت علـى الكسـر فـؤادي والحشي
فــارفعي الهجـر وجـري للقـا
ذيـل وصـل واضـممي العطف لدي
واجعلينـي نصـب عينيك على ال
حـال فـي تمييـز وصفي أن تري
لســت أبغــي بـدلا عنـك فمـا
بـال واو الصـدغ لم تعطف علي
وبمــا بيــن ضـلوعي والحشـى
مـــن لهيــب وســعير وجــوي
لا تخـذت الشـرك دينـا بعـدما
جـاء عـن لقمـان فيـه يا بني
طبـت يـا عيـن وجـودي فارقدي
ودعينــي فيــك أرعـى فرقـدي
يـا رعـاك اللـه كفـي عن دمي
سـهم عينيـك فقـد أومـا إلـي
وســلي قـدك عنـي فـي الهـوى
فهــو عـدل مرتضـى لـي وعلـي
حــادي العيـس ترفـق بالحشـا
فلقـد أودى بقلـبي ذا الهـوي
ومحـــا رســـمي حــتى إنــه
مــا بقـي مـن رمقـي إلا شـوي
لا يـرى لـي مـن تباريح الضنى
غيــر دمـع سـائل مـن عـبرتي
غــنّ للعشــاق إن جـدّ النـوى
فـي حجـازِ واحثـث العيـس لكي
يمــم الــوادي واقصــد رملا
بصـعيد الأرض تطـوي البيـد طي
حـيّ وادي الخيف إن جزت الحمى
ثـم سـائل عنهـم فـي كـل حـي
خذ حديث الدمع من جفني عن اب
ن معيــن ثــم سلســله إلــي
وارو أخبـار الغضـا عن مهجتي
لعســى ســكانه تحنــو علــي
مــتّ شــوقا للمصـلى فـاحملو
نـي سـريعا وادفنـوني باللوى
واسـألوا اللّـه لقـبري رحمـة
بشـفيع الخلـق ملجـا كـل حـي
أحمـد الهادي الرسول المجتبي
صـفوة الرحمـان مـن نسـل قصي
خيـر مبعـوث بخيـر الـذكر من
خيــر منسـوب لكعـب بـن لـؤي
كــم هـدانا لتقـى بعـد عمـى
ودعانــا لرشــاد بعــد غــي
نشـــر الــدين بــه أعلامــه
وطــوت نعمــاؤه حــاتم طــي
بهــرت آيــاته كــل الــورى
وســرت ســراؤه فــي كـل حـي
قانتــاً للّـه شـكرا لـم يـزل
فـــي صـــلاة وســلام دائمــي
كـــل شـــهر رمضــان عنــده
ينقضـي مـا بيـن إحيـاء وطـي
خصــّه اللــه بفضــل أي فــض
ل وتشــــريف وتكريــــم وأي
ودعــاه ليلــة الإســرا إلـى
حيـث لـم يـرق نـبي يـا أخـي
ثــم نــاداه تقـدم وادن يـا
أفضــل الخلـق وأزكـاهم لـدي
يـا رسـول اللـه يـا من ذكره
ينعـش الـروح ويروي القلب ري
يـا شفيع الخلق كن لي حيث لم
يغــن عنــي أحــد مـن أبـوي
وأغثنـــي حيـــث لا ينفعنــي
غيــر مــا قـدّمته بيـن يـدي
قـد تخـذت المـدح فيكـم خلـة
فـي الورى أغني بها عن كل شي
فهـــي للعمـــر زكــاة وأرى
كــل عـام فعلهـا فرضـا علـي
حبــذا أوصــافكم فــي خلـدي
وأحــاديث لكــم فــي أذنــي
وكفـــاني شــرفا أنــي مــا
زلـت مشـهورا بكـم فـي كل حي
مــذ تــأهلت لمــدحي وغــدت
هــذه النســية أقـوى شـهرتي
صـرت أغني الناس بالدر النظي
م وكــل طــامع فيمــا لــدي
إن هـززت الغصـن جـاءت ثمـرا
ت المعــاني جمّـة تجنـى إلـي
أو طرقـت البـاب أرجـو فضلكم
بمـديحي فـي الـورى يفتح علي
حـــزت فضـــلا وفخــارا وعلا
مـن إلـه الخلـق بـاري كل شي
وحبـــاك اللــه منــه منّــة
بصــــلاة وصــــيام ســـرمدي
فـــي صــباح ومســاء وعشــا
وبكــــور وأصــــيل وضـــحي
مــا ســرى ركـب ولـبى محـرم
ودعـــا داع لســلع واللــوى
وحـــدا حــاد وغنــى منشــدٌ
سـائق الأظعـان يطوي البيد طي
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).