
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للّـه كـم فـي حـي ليلـى فتاه
شـاهدها المضـنى عيانـا فتاه
غزالـــة الحســـن ولكنهـــا
تقنـص بـاللحظ أسـود الشـراء
لـو بـرزت للشـمس فـي صـحوها
لفــت حيــا وجههــا فـي ملاه
ومــا رنــت للبــدر إلا لكـي
تبصـر فيـه وجههـا فـي مـراه
قـد حيـر النظـام مـن ثغرهـا
دره أجــاد الجـوهري منتقـاه
وزان طــرس الخـد صـدغان قـد
زاداه حســنا عنــدما رقّمـاه
يـا مـن لصـب في مبادي الصبا
قـد بلـغ العشـق بـه منتهـاه
شــبّ هــواه إذ مضــى عمــره
وشـاب وجـدا رأسـه فـي صـباه
كـالقلم الممشـوق وهنـا فمـا
زال بـه السـقم إلـى أن يراه
مضـنى معنـى القلـب مـا قصده
إلا لمــى ثغــر حــبيب وفـاه
أو شــفةٌ تشــفي جــواه عسـى
تــروي أحــاديث هـواه شـفاه
حاشـاه يصـحو مـن هوى بعد ما
قــد ملأ الوجـد شـجونا حشـاه
يـا كعبـة الحسن البديع التي
لنحوهــا تســجد غـرّ الجبـاه
يـا ربـة الخـدر ومـن سـترها
أسـبل فـوق الخلـق طـرّا غطاه
عامـا منعـت الطيـف عنـي فما
آن لعينـي فـي الكرى أن تراه
ويلاه إن مـــت غرامــا ومــا
رشـفت مـن ريقـك مـاء الحياه
قـالت فصـف جسـمك وانـديه إن
مـات معنـى في الهوى قلت واه
وكيـف يخشـى المـوت مـن موته
فـي حـب مـن يهواه أقصى مناه
مستســـلماً للّـــه مستشــفعاً
بالمصـطفى الهـادي رسول الإله
صـفوة بـاري الخلق كهف النهى
عصـمة ديـن الحـق ذخر العصاه
غيـث نـدى الأفضـال بحر العطا
معـدن در الجـود كنـز العفاه
مـــن خصــه اللــه بقرآنــه
فضـلا وبالسـبع المثـاني حباه
أرســل للخلــق شــفيعا فعـم
الإنــس والجــن جميعـا دعـاه
وفـــاه بــالحق فللــه مــن
حقــق معنــى قـوله واقتفـاه
فشد أزر الدين واستوسق الشرع
وزرّت بعــــد فصـــم عـــراه
وانجـــاب غيــم الشــك عــن
غيهـب الشرك وجلى بهداه دجاه
للّــه مــا أولاه للــبر مــن
بـرّ يفـوق البحـر جـودا عطاه
أغـــــر وضـــــاح جــــبين
كريـم الأصـل سـهل حسن ملتقاه
يفــرش إجلالا لمــن حــل فــي
فنــاه مــن فـرط حيـاء رداه
كـم بات طاوي الكشح جوعا وكم
جــاد بمـا قـد ملكتـه يـداه
تفقــه النيــل بــه إذ غـدا
ينقـل عـن جـدواه باب المياه
وأخجــل الغيــث نــدى كفّــه
فـاحمر وجهـا أفقـه مـن حياه
مــن ذا يــدانيه ورب السـما
أدنــاه مـن حضـرته واجتبـاه
ونــال فــي ليلــة إســرائه
مـن ربـه مـا لـم ينلـه سواه
صــفاه فــي الأصـلاب واختـاره
مـن طيـب أزكـى عنصر واصطفاه
أضـحت لـديه العـرب خرسا وقد
كلمــه فـي الـبر ريـم الفلاه
وانشـــق فـــي ليلــة ميلاده
إيــوان كسـرى وتـداعى بنـاه
يمــم حمــى حجرتــه والـتزم
حرمـة ذاك القـبر والثم ثراه
وانشـق أريـج المسـك من روضة
طــاب بأرجــاء رباهـا شـذاه
وقـــل إذا شــاهدت أنــواره
يـا خيـر هـاد لسـبيل النجاه
يـا أكـرم الخلق على الله يا
غـوث البرايا يا شفيع العصاه
كـن لـي شـفيعا في معادي إذا
مــا أم مولــود أبـاه أبـاه
واســأله لــي سـترا إذا عـم
هـول الحشر والناس حفاة عراه
يــا رب ضـيف نـازل فـي حمـى
نبيّــك المختـار يبغـى قـراه
يــا رب عبــد خــائف مــذنب
عـان فقيـر منـك يرجـو غنـاه
جنـى ثمـار اللهـو فيمـا مضى
مـن عمـره فـافغر له ما جناه
صــلى عليـه اللـه مـا رنّحـت
أوصــافه الغـرّ مشـوقا شـجاه
ومــا سـرى ركـب ووافـى منـى
وفـدٌ فأمسـى آمنـا فـي حمـاه
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).