
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جـز بالكثيبـة ذات الضـال والسـمر
واشـرح لجيـران سـلع والنقـا خبري
واقصـص على الجزع ما ألقاه من سهر
لعـل بـالجزع أعوانـاً علـى السـهر
يـا هـل تـرى نسـمة السعدي تسعدني
بنفحــة مـن شـذا نعمانهـا العطـر
أو هـل تميـل لبانـات اللـوى فبها
تقضــى لبانـات قلـب عـاقر الـوطر
أو هـل تـزور حمى الزورا وتهتف في
غضــا فــؤاد بنـار الهجـر مسـتعر
فلــي بأكنــاف ذاك الحــي آنســة
مـن سـربها فـي كنـاس الدل والخفر
كحيلــة الطــرف نجلاء العيـون إذا
بــدت تفــوق ملاح العــرب والحضـر
علقتهــا مـن بنـات البـدو نازلـة
مـن الـذوائب فـي بيـت مـن الشـعر
إلــى كنانــة يعـزى سـهم ناظرهـا
وغضــن قامتهــا الميــاد للنضــر
بطرفهـا كـل مـا فـي الريم من غيد
وليـس فـي الريم ما فيها من الحور
تميـس عـن مثـل غصـن البان قامتها
تيهـا وتبسـم عـن أبهـى مـن الدرر
تطـابق الحسـن فـي فيهـا ومنطقهـا
فالــدر مــا بيـن منظـوم ومنتـثر
كـم جـدلت بسـهام اللحـظ مـن بطـل
فـي غمضـة الطرف أو في لمحة البصر
وكــم تعــرض صــب نحــو حاجبهــا
فراحـت الـروح بيـن السـهم والوتر
قــد أعجـزت شـعراء العصـر قاطبـة
وكـم سـبى حسـنها في الناس من زمر
أعيـــذ بــدر محياهــا وطلعتهــا
مـن أعيـن الشـهب لا من أعين البشر
تبــارك اللــه سـواها لنـا بشـرا
حقــا وأبــدعها فـي أحسـن الصـور
فلسـت أصـبر عنهـا مـا حييـت سـوى
بمـدح أحمـد خيـر الخلـق مـن مضـر
محمـد المصـطفى الهـادي الذي نطقت
بفضـــله معجــز الآيــات والســور
أزكـى النـبيين عنـد اللّـه منزلـة
وأفضـل الخلـق مـن بـدو ومـن حضـر
لــولاه لــم يــك إنســان ولا ملـكٌ
ولا جنــــان ولا نــــار لمســـتعر
ولا صــــلاة ولا صــــوم ولا عمــــل
ولا زكـــــاة ولا حــــج لمعمــــر
مــن خصــه اللّـه بـالقرآن تكرمـة
وجــاء بالــذكر والآيــات والنـذر
ومـن حمـى حـوزة الاسـلام حيـن دعـا
إلـى الإلـه ونـار الشـرك فـي سـعر
فـي فتيـة عـن جلاد القوم ما رغبوا
إلـى جـدال ولا مـالوا إلـى الضـجر
شـم العرانيـن مرهوبـو السـطا عرب
غــر الوجــوه عفـاف الـذيل والأزر
تنيــر تحــت ظلام النقــع أوجههـم
حسـنا وتشـرق عـن أبهـى مـن القمر
كـم أوقـدوا نـار حرب من سيوف وغى
ترمــي وجـوه كمـاة الشـر بالشـرر
وكم أغاروا على الصيد الفوارس بال
خطيّــة الســمر والهنديــة البـتر
طــورا تقلــم كالأغصــام أضــعلهم
وتــارة تقطــف الأعضــاء كــالزهر
ومـــرة تضــرب الهامــات بيضــهم
كالصـــولجان فلتقيهـــنّ كـــالأكر
هـذا وكـم حملـوا راسـا بسـن قنـا
والغصــن ليــس لــه زهـو بلا ثمـر
لا تســتقي الخيــل إلا مـن دمـائهم
لمـا جـرت فـي حيـاض الموت كالغدر
واللــه يكــل أنصــار النـبي بـه
حفظــا ويعضــدهم بالنصـر والظفـر
حــتى بــدت شـرعة الإسـلامة ناشـرة
أعلام هــدي ليــوم الحشــر منتشـر
فـالله يجـزي شـفيع الخلق أفضل ما
يجــزى نـبي فقـد وافـى علـى قـدر
وقـام فـي نصـر ديـن الله يأخذ أه
ل الشــرك أخـذ عزيـز منـه مقتـدر
ويـاله اللـه أصـلا قـد زكـا فنمـا
فرعـا بـدا فـي ربيـع يـانع الزهر
ذو طــرة وجــبين لــو أشـار بهـا
لليـل لـم يسـر أو للبـدر لـم يسر
يريـك حسـن معـان فـي البـديع إذا
أبــدى البيـان بلفـظ منـه مختصـر
سـر البلاغـة فـي فحـوى الخطاب حوى
فليــس يحتــاج للأســجاع والفقــر
أســرى بـه ليلـة المعـراج خـالقه
وعـاد والليـل فـي شـك مـن السـحر
وانشـق بـدر السـما طوعـا وصار له
مثـل القلامـة قـد قـدت مـن الظفـر
وفـاض مـن كفـه العـذب النمير وقد
روى الأنــام بغيــث منــه منهمــر
وإن مشـى فـي صـميم الصـخر لان لـه
ومـا لـه إن مشـى في الرمل من أثر
وكــم لأحمــد خيــر الخلـق معجـزة
تضــيء فـي صـفحات الـدهر كـالغرر
ومنتهــى القــول فيــه أنـه بشـر
يجــلّ وصــف معــاليه عــن البشـر
صـلى عليـه إلـه العـرش مـا هطلـت
ســحب وغــرّد قمــريّ علــى الشـجر
ومــا ترنّمــت العشــاق فــي رمـل
إلــى الحجـاز وهبّـت نسـمة السـحر
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).