
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا أنـا فـي حمـاك قضيت نحبي
وبـات موسـّدا فـي الـترب جنبي
ورحــت ولا أنيــس سـوى رجـائي
وفـــارقني أحبـــائي وصــحبي
فحســبي يـا إلهـي منـك رحمـي
يجــدّد عهــدها إيمــان قلـبي
تزيـد علـى عيـون المـزن سـحّا
إذا هطلــت علـى قـبري وتربـي
لعمـر أبيـك مـا أخشـى إذا ما
مضـــيت موحّـــدا للّــه ربّــي
ومـن أرجـو سـواه ليـوم حشـري
إذا انقطـع الرجـاء لغفر ذنبي
ممــاتي فـي سـبيلك لـي حيـاة
لأنــي مــت فيــك شــهيد حــب
ثيــاب السـقم تكفينـي وغسـلي
يصـــب مــدامع تهمــي كســحب
إذا مــا نسـمة الفيحـاء هبّـت
بــروح مبلبــل الأحشــاء صــب
فــبرّد مضــجعي منهــا قبــول
وأحيــا مهجــة القلـب المحـب
علمــت بأنهــا يــا أهـل ودّي
وإن بعــد المـدى نسـمات قـرب
فيــا شـوقا إلـى بانـات سـلع
فكــم عطفــت علـيّ قـدود قضـب
ومــن لـي أن أشـم عـبير نجـد
وأكحــل مقلــتي بــتراب تـرب
سـقى تلـك الخيـام عيـون دمـع
مطنبّــــة بأجفــــان وهـــدب
وحيـا مسـجدا بـالخيف يـا مـا
قضــينا فيــه مـن فـرض ونـدب
تــبركت النيــاق بــه وحلّــت
عــرى الأثقــال مـن وزر وذنـب
بتربــة ســاكنيه مــت وجــدا
لأقضــي بالصــلاة عليــه أربـي
فسـر بـي نحـو أكنـاف المصـلى
لصــبح آمنــا فــي حـي سـربي
وعـــج بــي إن أضــاء بــوجه
سلمى العقيق سلمت من تيه وعجب
ومـل عـن قاعـة الوعسـا لـواد
وشــعب لــي هنالــك أي شــعب
فـرد مـاء العـذيب ضحى عسى من
أبيرتــه الشــهي بـروق شـربي
مناهـل اشـربت فـي القلـب حبا
وموردهـا الـرويّ العـذب شـربي
حلا ذوقـــي بهــا فحلا مــديحي
لخيــر الخلـق مـن عجـم وعـرب
محمـــد المعــد لهــول يــوم
بــه قــد هـان فيـه كـل صـعب
رســول الحــق ملجــأ كـل حـي
ملاذ الخلــق عنــد عمـوم خطـب
بـراه اللـه غيـث نـدى حبيبـا
وأســكن حبّــه فــي كــل قلـب
وأرســل رحمــة للنــاس يهـدي
بمــا يتلــوه فـي صـحف وكتـب
أزال بشــرعه المكــروه عنــا
وجـــاء بكـــل أمــر مســتحب
وقـــام بنصـــره آيــات حــقّ
تخــبر عــن رســالته وتنــبي
فنكّـــس راس أصـــنام ونصـــب
وســــــفّه راي أحلام ولـــــب
أقــام الحـد فيـه علـى طغـاة
بكـــل مثقـــف وبكـــل عضــب
حديـد الطـرف يبصـر مـن بعيـد
مقـــاتلهم بأجفـــان وقـــرب
قضــى ببيــان عكســهم جنــاس
يبـــدل قلــب عربهــم برعــب
وحتّـــم أخــذ روحهــم طبــاق
يريــك بــديع إيجــاب وســلب
ألا يـا سـيد الشـفعاء يـا مـن
بــه أرجـو نجـاتي يـوم كربـي
ومــن اســرى بـه جبريـل ليلا
لــرب العــرش مخترقــا لحجـب
وقرّبـــه لمــا يرضــيه منــه
فقـل مـا شـئت فـي قـرب وقـرب
وقـل مـا شـئت فـي تكليـم ظبي
وشـــاة ســـمّ ســاعدها وضــب
وتســبيح الطعــام لـه وشـكوى
البعيــر وحســن تصـديق لـذئب
وتســبيح الحصــى وحنيـن جـذع
لـــه كحنيــن ذي شــجن بحــب
وشـق لـه المنيـر البـدر حـتى
بــدا نصــفين فـي شـرق وغـرب
وكفــى الجيـش أجمـع صـاع زاد
ومــاء فــاض مـن يمنـاه عـذب
وفـي سـنة لهـم شهبا استغاثوا
بــه وتوســلوا مـن فـرط جـدب
فقــام بجمعهـم يـدعو إلـى أن
بكـت لهـم السـما بعيـون سـحب
وأفــرط ســقيها فـدعا فأضـحت
وبـــدل عــام جــدبهم بخصــب
قصــرت علــى علاك بـديع نظمـي
صــفاتك ارتجــي غفـران ذنـبي
وصــنت عـن الخليقـة حـرّ وجـه
بهــم مـا زال فـي تعـب وعتـب
ليصــفو بامتــداح علاك عيشــي
ومـن جـدوى يـديك يطيـب كسـبي
وأنقـل فـي الـثرى من ضيق لحد
لقصــر فــي ذرى الجنـات رحـب
فنيــت فليــس فـي سـوى لسـان
بـذكرك يـا جميـل الـذكر رطـب
يسلســل عـن عطـاك حـديث سـهل
ويســـنده إلــى صــلة ووهــب
وحبــك مــذهبي وهــواك دينـي
ومــدحك ديــدني أبـدا ودأبـي
ولفظــك إن مرضــت أرى شـفائي
بــه وحــديثك النبــوي طــبي
وأنـت منـاي فـي الدنيا وقصدي
وكنـز رجـاي فـي الأخـرى وحسبي
عليــك صــلاة ربــك مــع سـلام
وآلــك والصــحابة خيــر صـحب
تخصـــّك بالتحيــة مــا أقــا
م الحطيـم وسـار معتمـر بركـب
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).