
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا وثغـــر منــك مبتســم
ورضـــاب بـــارد شـــيم
ولمــى يــا مـا أميلحـه
ليــس يحلـو غيـره بفمـي
لـم تـذق عينـي لذيذ كرى
مــذ تواقينـا علـى إضـم
حيــث شـملي فيـه منتظـم
كانتظـام الـدر فـي كلمي
ونجـوم السـعد قـد رشـقت
أسـهماً فـي مهجـة الظلـم
كـم قضـينا بـاللوى وطراً
تحـت ظـلّ البـان والعلـم
وقطعنــا المنحنـى سـهرا
فيـك لـم نهجـع ولـم ننم
فـي ليـال قـد سـرقت بها
غفلــة فـي يقظـة الحلـم
وبـــذاك الحـــي آنســةٌ
جــل منشـيها مـن القـدم
صــاغها بــدرا وصــوّرها
مخـرج الأشـيا مـن العـدم
غــادة فـي سـحر مقلتهـا
ســقم يشــفي مـن السـقم
زان نـون الصـدغ مشـقتها
مـن بـديع الصـنع والحكم
خطهــا البــاري بقـدرته
فـوق لـوح الخـد بـالقلم
وبمســك الخــال نقطهــا
للبرايــا بـارىءُ النسـم
ظبيــة فــي لحظهـا شـركٌ
تقنــص الآسـاد فـي الأجـم
لـم تـزل ترعـى حشاي ولم
تــرع عهــدي لا ولا ذممـي
فــوّقت بــالخيف مقلتهـا
فســـبت غــزلان ذي ســلم
عجبـــا منهــا حجازيــة
تسـتحل الصـيد فـي الحرم
حرمـت وصـل المشـوق أسـى
وأبــاحت فيـه سـفك دمـي
كـم سـبت صـبا وكـم أسرت
عاشـقا فـي الأشـهر الحرم
ولكــم أصــمت لواحظهــا
فـي الهـوى من عاشق وكمي
قــم وقبـل خـال وجنتهـا
والتجىـء للركـن واسـتلم
ثـم طـف بالبيت واسع وكن
فـي رضـى المولى على قدم
وارو مـن ميزاب مقلتك ال
حجـر إن شـحت يـد الـديم
ثـم قـف بالبـاب ملتزمـا
مــن حماهـا خيـر ملـتزم
عــلّ تحظـى مـن منازلهـا
فـي ربـى التنعيم بالنعم
وتــزور المصــطفى وتـرى
حجــرة المختــار للأمــم
أحمـد الهادي البشير شفي
ع البرايـا كاشـف الغمـم
كنـز ذخـر الكائنـات ومع
دن ســر الــوحي والعصـم
طــه ياسـين الأميـن أتـى
حمــده فـي نـون والقلـم
جـامع الفضـل المـبين إم
ام العطايـا قبلـة الكرم
أقسـم اللـه العظيـم بـه
وحبـــاه أوفــر القســم
قام في الدين القويم مقا
مــا سـواه فـه لـم يقـم
وأتــى فــي فـترة فحمـى
حــوزه بــالعزم والهمـم
داعيــا للواحــد الأحــد
الصـمد المخصـوص بـالعظم
ماحيـا بالسـيف ما عبدوا
مــن صـليب فيـه أو صـنم
فعلــت فـي الكفـر ملّتـه
مثـل فعل الصبح في الظلم
فاهتـدى سـاري الظلام بها
كاهتـداء السـفر بـالعلم
صـــدعت آيـــات محكمــه
ببليــغ القــول والحكـم
أنطقـت صـمّ الجمـاد كمـا
أسـمعت مـن كـان ذا صـمم
ورمـــت عجـــزا بلاغتــه
فصــحاء العــرب بـالبكم
طــاب أصـلا زاكيـا ونمـا
فرعــه بــالجود والنعـم
ديمـــة تهمــي اصــابعه
بنـــدى ينهــل كالــديم
وبـه النيـل الفـرات غدا
طــاهر الأوصــاف والشـيم
يـا رسـول اللـه كـن لشج
بلهيــب الشــوق مضــطرم
لــم يـزل يـذري مـدامعه
بيـــن منهـــل ومنســجم
كــل عــام يعـتريه شـجى
ســكن مـن سـاكني الخيـم
طـال عهـدي بالحجـاز فيا
لهـف قلـبي بالجمـار رمي
ونــوى لا ينقضــي أبــداً
أملـــي فيــه ولا ألمــي
أنـت جـاهي في الأنام وذخ
ري ومـــأمولي ومعتصــمي
وشـفيعي فـي القيامـة من
حـر نـار البـؤس والنقـم
لنســيبي بــالحمى نســبٌ
لكــم ترعــى بــه ذممـي
ولكـم لـي بامتـداحك مـن
عقـــد در منــك منتظــم
لــم أفـرّط قـطّ فيـه ولا
شــمل فكـري غيـر ملـتئم
رب واكنفنــي بجاهـك فـي
حــرز حصــن غيـر منهـدم
وقنــي مــن شـر مجـترىء
بمقــال الــزور مجــترم
وعـــداة أنــت منّــي أد
رى بمـا أبـدوه مـن سـأم
ما رعوا في اللّه عهد حمى
جـــانب للــدين محــترم
حرّفـوا فـي كـل ما نقلوا
وأتـوا بـالكلم في الكلم
حســدا مـن عنـد أنفسـهم
لـي بمـا أوليـت مـن نعم
رب كــثر جمعهــم وأطــل
عمرهــم بـالبؤس والعـدم
ثــم زدنـي أنعمـا وأمـت
حســـدي غيظــا بغبنهــم
لـو رضـوا بـالله إذ قسم
الـرزق مـا باءوا بإثمهم
رب قـــوم غرهــم ســفها
شـــرَهٌ أدى إلـــى تخــم
أكلـوا لحمـا ومـا علموا
أن داء السـم فـي الدسـم
فطـروا قلـب الصـيام بما
هتكــوا فيـه مـن الحـرم
حصدوا في الحال ما زرعوا
مـن وبيـل المرتـع الوخم
وجنـوا مـا قـد جنوه فما
حصــلوا إلا علــى النـدم
يـا إلهـي قـد علمـت ويا
غيــرة الجبـار فـانتقمي
وأدم منــك الصــلاة علـى
خيــر خلــق اللـه كلهـم
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين.عالم بالأدب، نقاد، شاعر، من أهل مصر، مولده ووفاته في القاهرة، نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجاً، وطاف بعض البلدان، وهو صاحب (حلبة الكميت- ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما.وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان- خ)، و(خلع العذار في وصف العذار- خ)، و(التذكرة- خ)، و(نزهة الألباب- خ)، و(تحفة الأديب- خ)، و(الشفاء في بديع الاكتفاء- خ)، و(الصبوح والغبوق- خ)، و(روضة المجالسة- خ)، و(الحجة في سرقات ابن حجة- خ)، و(ديوان شعر- خ).