
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا وَيـلَ الشـَجِيِّ مِـنَ الخَلِـيِّ
وَبـالي الرَبـعِ مِـن إِحـدى بَلِيِّ
وَمــا لِلــدارِ إِلّا كُــلُّ ســَمحٍ
بِــــأَدمُعِهِ وَأَضـــلُعِهِ ســـَخِيِّ
ســـَنَت عَبَراتُــهُ الأَطلالَ حَتّــى
نَزَحــنَ غُروبَهــا نَـزحَ الرَكِـيِّ
سـَقى الشـَرَطانِ جَزعَـكِ وَالثُرَيّا
ثَـــراكِ بِمُســـبِلٍ خَضـــِلٍ رَوِيِّ
فَكَـم لـي مِـن هَـواءٍ فيـكِ صافٍ
غَـــذِيٍّ جَـــوُّهُ وَهَـــوىً وَبِــيِّ
وَناضــِرَةِ الصــِباحَينِ اِسـبَكَرَّت
طِلاعَ المِـرطِ فـي الـدِرعِ اليَدِيِّ
تَشــَكّى الأَيـنَ مِـن نِصـفٍ سـَريعٍ
إِذا قــامَت وَمِــن نِصــفٍ بَطِـيِّ
تُعيــرُكَ مُقلَــةً نَطِفَــت وَلَكِـن
قُصــاراها عَلــى قَلــبٍ بَــرِيِّ
سَأَشــكُرُ فَرجَـةَ اللَبَـبِ الرَخِـيِّ
وَليــنَ أَخــادِعِ الـدَهرِ الأَبِـيِّ
وَإِنَّ لَــدَيَّ لِلحَســَنِ بــنِ وَهـبٍ
حِبــاءً مِثــلَ شــُؤبوبِ الحَبِـيِّ
أَقـولُ لِعَـثرَةِ الأَدَبِ الَّـتي قَـد
أَوَت مِنــهُ إِلــى فَيــحٍ دَفِــيِّ
أَميلـوا العيسَ تَنفَح في بُراها
إِلــى قَمَـرِ النَـدامى وَالنَـدِيِّ
فَقَـد جَعَـلَ الإِلَـهُ لَكُـم لِسـاناً
عَلِيّـــاً ذِكــرُهُ بِــأَبي عَلِــيِّ
أَغَــرُّ إِذا تُمُــرِّغَ فــي نَـداهُ
تَمَرَّغنـــا عَلــى كَــرَمٍ وَطَــيِّ
لَعَمـرِ بَنـي أَبـي دَينـاً وَعَمري
وَعَمــرِ أَبـي وَعَمـرِ بَنـي عَـدِيِّ
لَقَــد جَلّــى كِتابُــكَ كُـلَّ بَـثٍّ
جَــوٍ وَأَصــابَ شــاكِلَةَ الرَمِـيِّ
فَضَضــتُ خِتــامَهُ فَتَبَلَّجَــت لـي
غَرائِبُــهُ عَــنِ الخَبَـرِ الجَلِـيِّ
وَكـانَ أَغَـضَّ فـي عَينـي وَأَنـدى
عَلـى كَبِـدي مِـنَ الزَهـرِ الجَنِيِّ
وَأَحســَنَ مَوقِعــاً مِنّـي وَعِنـدي
مِـنَ البُشـرى أَتَـت بَعـدَ النَعِيِّ
وَضــُمِّنَ صــَدرُهُ مـا لَـم تُضـَمَّن
صــُدورُ الغانِيـاتِ مِـنَ الحُلِـيِّ
فَكـائِن فيـهِ مِـن مَعنـىً خَطيـرٍ
وَكــائِن فيــهِ مِـن لَفـظٍ بَهِـيِّ
وَكَــم أَفصــَحتَ عَـن بِـرٍّ جَليـلٍ
بِــهِ وَوَأَيــتَ مِــن وَأيٍ ســَنِيِّ
كَتَبــتَ بِــهِ بِلا لَفــظٍ كَريــهٍ
عَلــــى أُذُنٍ وَلا خَـــطٍّ قَمِـــيِّ
فَـأَطلِق مِـن عِقـالِيَ في الأَماني
وَمِــن عُقُـلِ القَـوافي وَالمَطِـيِّ
وَفـي رَمضـاءَ مِـن رَمَضـانَ تَغلي
بِهامَــةِ لا الحَصـورِ وَلا التَقِـيِّ
فَيـا ثَلَـجَ الفُـؤادِ وَكانَ رَضفاً
وَيــا شــِبَعي إِذا يَمضــي وَرِيِّ
رِســالَةَ مَـن تَمَتَّـعَ بَعـدَ حيـنٍ
وَمَتَّعَنـــا مِــنَ الأَدَبِ الرَضــِيِّ
لَئِن غَرَّبتَهــا فـي الأَرضِ بِكـراً
لَقَــد جُلِيَــت عَلـى سـَمعٍ كَفِـيِّ
وَإِن تَـكُ مِـن هَـداياكَ الصَفايا
فَـــرُبَّ هَدِيَّــةٍ لَــكَ كَالهَــدِيِّ
بَيـانٌ لَـم تَرِثـهُ تُـراثَ دَعـوى
وَلَــم تُنبِطــهُ مِـن حِسـيٍ بَكِـيِّ
عَشـَوتُ عَلـى عِـداتِكَ فيـهِ حَتّـى
خَطَــوتُ بــهِ عَلــى أَمَـلٍ مُضـِيِّ
فَنـاهِض بـي مِـنَ الأَسـفارِ وَجهاً
مَهـــاريهِ ضـــَوامِرُ كَــالحَنِيِّ
فَلَسـتَ تَـرى أَقَـلَّ هَـوىً وَنَفسـاً
وَأَلــزَمَ لِلــدِنُوِّ مِــنَ الـدَنِيِّ
نَبَــتُّ عَلــى خَلائِقَ مِنــكَ بيـضٍ
كَمـا نَبَـتَ الحَلِـيُّ عَلـى الوَلِيِّ
فَمِــن جــودٍ تَـدَفَّقَ سـَيلُهُ لـي
عَلــى مَطَــرٍ وَمِــن جـودٍ أَتِـيِّ
وَمِــن جــودٍ لَـهُ حَـولي صـَريفٌ
بِنـــابَيهِ وَمِــن عُــرفٍ فَتِــيِّ
وَمَحــدودِ الذَريعَـةِ سـاءَهُ مـا
تُرَشـِّحُ لـي مِـنَ السـَبَبِ الحَظِـيِّ
يَــدِبُّ إِلَــيَّ فــي شـَخصٍ ضـَئيلٍ
وَيَنظُــرُ مِــن شـَفا طَـرفٍ خَفِـيِّ
وَيُتبِـعُ نِعمَـتي بِـكَ عَيـنَ ضـِغنٍ
كَمـا نَظَـرَ اليَـتيمُ إِلى الوَصِيِّ
رَجــاءً أَنَّــهُ يــوري بِزَنــدي
إِلَيــكَ وَأَنَّــهُ يَفــري فَرِيّــي
وَذاكَ لَـهُ إِذا العَنقـاءُ صـارَت
مُرَبَّبَــةً وَشــَبَّ اِبــنُ الخَصــِيِّ
أَرى الإِخـوانَ مـا غُيِّبـتَ عَنهُـم
بِمَســقَطِ ذَلِــكَ الشـَعبِ القَصـِيِّ
وَمَـــردودٌ صـــَفاؤُهُمُ عَلَيهِــم
كَمـــا رُدَّ النِكــاحُ بِلا وَلِــيِّ
وَهُـم مـادُمتَ كَـوكَبَهُم وَسـاروا
بِريحِــكَ فــي غُــدُوٍّ أَو عَشــِيِّ
فَحينَئِذٍ خَلا بِــــالقَوسِ بـــارٍ
وَأُفرِغَــتِ الأَداةُ عَلــى الكَمِـيِّ
وَإِنَّ لَهُـــم لَإِحســـاناً وَلَكِــن
جَـرى الـوادي فَطَـمَّ عَلى القَرِيِّ
وَهَـل مَـن جاءَ بَعدَ الفَتحِ يَسعى
كَصــاحِبِ هِجرَتَيــنِ مَـعَ النَبِـيِّ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.