
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِــأَبي وَغَيــرِ أَبـي وَذاكَ قَليـلُ
ثـاوٍ عَلَيـهِ ثَـرى النِبـاجِ مَهيـلُ
خَــذَلَتهُ أُســرَتُهُ كَــأَنَّ سـَراتَهُم
جَهِلــوا بِـأَنَّ الخـاذِلَ المَخـذولُ
أَكّــالُ أَشـلاءِ الفَـوارِسِ بِالقَنـا
أَضـــحى بِهِــنَّ وَشــِلوُهُ مَــأكولُ
كُفّــي فَقَتــلُ مُحَمَّــدٍ لـي شـاهِدٌ
أَنَّ العَزيــزَ مَـعَ القَضـاءِ ذَليـلُ
إِن يُستَضــَم بَعــدَ الإِبـاءِ فَـإِنَّهُ
قَــد يُستَضـامُ المُصـعَبُ المَعقـولُ
مُستَحسـِنٌ وَجـهَ الـرَدى فـي مَعـرَكٍ
وَجــهُ الحَيــاةِ بِحَـومَتَيهِ جَميـلُ
أَنسـى أَبـا نَصـرٍ نَسـيتُ إِذَن يَدي
فـي حَيـثُ يَنتَصـِرُ الفَـتى وَيُنيـلُ
هَيهـاتَ لا يَـأتي الزَمـانُ بِمِثلِـهِ
إِنَّ الزَمـــانَ بِمِثلِـــهِ لَبَخيــلُ
مـا أَنـتَ بِـالمَقتولِ صـَبراً إِنَّما
أَمَلــي غَــداةَ نَعِيِّــكَ المَقتـولُ
لِلســَيفِ بَعــدَكَ حُرقَــةٌ وَعَويــلُ
وَعَلَيــكَ لِلمَجــدِ التَليـدِ غَليـلُ
إِن طالَ يَومُكَ في الوَغى فَلَقَد تُرى
فيــهِ وَيَـومُ الهـامِ مِنـكَ طَويـلُ
فَسـَتَذكُرُ الخَيلُ اِنصِلاتَكَ في السُرى
وَالقَفــرُ مَعـروفُ الـرَدى مَجهـولُ
وَتُفَلَّــلُ الأَحسـابُ بَعـدَكَ وَالنُهـى
وَالــبيضُ مُلــسٌ مـا بِهِـنَّ فُلـولُ
مَــن ذا يُحَـدِّثُ بِالبَقـاءِ ضـَميرَهُ
هَيهـاتَ أَنـتَ عَلـى الفَنـاءِ دَليلُ
يـا لَيـتَ شـِعري بِالمَكـارِمِ كُلِّها
مــاذا وَقَـد فَقَـدَت نَـداكَ تَقـولُ
كَـم مَشـهَدٍ قَـد جَـدَّدَتهُ لَكَ العُلا
وَكَـــأَنَّهُ بِــالأَمسِ وَهــوَ مُحيــلُ
وَكَتيبَــةٍ كُتِبَــت لَهـا أَرواحُهـا
وَاليَــومُ أَحمَــرُ مِـن دَمٍ مَصـقولُ
مــا شــَكَّ أَثبَتُهُـم يَقينـاً أَنَّـهُ
لِلمَـوتِ فـي قَبـضِ النُفـوسِ رَسـولُ
يـا يَـومَ قَحطَبَـةٍ لَقَـد أَبقَيتَ لي
حُرَقـــاً أَرى أَيّامَهـــا ســَتَطولُ
لَيـثٌ لَـوَ اِنَّ اللَيـثَ قـامَ مَقامَهُ
لَاِنصــاعَ وَهــوَ يَراعَــةٌ إِجفيــلُ
لَمّـا رَأى جَمعـاً قَليلاً فـي الوَغى
وَأُولـو الحِفـاظِ مِنَ القَليلِ قَليلُ
لاقـى الكَريهَـةَ وَهـوَ مُغمِـدُ رَوعِهِ
فيهـــا وَلَكِــن ســَيفُهُ مَســلولُ
وَمَشـى إِلـى المَوتِ الزُؤامِ كَأَنَّما
هُــوَ فــي مَحَبَّتِــهِ إِلَيـهِ خَليـلُ
لَــم يــودِ مِنــهُ واحِـدٌ لَكِنَّمـا
أَودى بِــهِ مِــن أَســوَدانَ قَبيـلُ
أَضـــحَت عِــراصُ مُحَمَّــدٍ وَمُحَمَّــدٍ
وَأَخيهِمــــا وَكَـــأَنَّهُنَّ طُلـــولُ
أَبَنـي حُمَيـدٍ لَيـسَ أَوَّلَ مـا عَفـا
بَعـدَ الأُسـودِ مِـنَ الأُسـودِ الغيـلُ
مــازالَ الصــَبرُ وَهــوَ عَلَيكُــمُ
بِـالمَوتِ فـي ظِـلِّ السـُيوفِ كَفيـلُ
مُستَبســـِلونَ كَأَنَّمــا مُهجــاتُهُم
لَيســَت لَهُــمُ إِلّا غَــداةَ تَســيلُ
أَلِفـوا المَنايـا فَالقَتيلُ لَدَيهِمُ
مَـن لا تُجَلّـي الحَـربُ وَهـوَ قَتيـلُ
إِن كـانَ رَيـبُ الـدَهرِ أَثكَلَنيهُـمُ
فَالــدَهرُ أَيضــاً مَيِّــتٌ مَثكــولُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.