
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا أيهـا القصـر المنيـف الممنـع
فــدّي لـك غمـدان ومـا شـاد تبّـع
لـك الـذروة الشـماء للمزن حولها
حفــول وللــرائي إليهــا تطلــع
لـك الشـرفات الزهـر يلمعن موهنا
فيحســبها الســاري كـواكب تلمـع
لك الندوة القوراء فيها قد انجلت
نفــائس آثـار بهـا النفـس تولـع
يكــادُ يضـلّ الطـرف فـي جنباتهـا
فيمضـي ولا يـدري إلـى أيـن يرجـع
ويوشـك يبـدو الفكـر فيهـا مجسّما
لينظــر مــا الـرائي بـه يتمتـع
تريـك تماثيـل المشـاهير بعـد ما
تفنــن فيهـا صـانعوها فأبـدعوا
لــك الزخـرف الفتـان يملأ أعينـا
تخــال عليـه النـور منهـنّ يخلـع
لــك العرصــا الواسـعات يحفّهـا
مـن الـروض غـضّ فـائح الزهر ممرع
كسـاك الضـيا الثـوب الأنيق فكلما
دنــا منــك مسـود الـدجى يتصـدع
إذا الشـمس ألقـت فوق شيدك نورها
فيــا حبـذا ذاك اللجيـن المرصـّع
فمــا لكريــم بعـد بانيـك شـهرة
وليــس لبــان فــي نظيـرك مطمـع
بنيـت كرنجـي القصـر فخمـا وإنما
هـو المجـد ضـخما شـاده منك أروع
وكـم لـك عنـد النـاس من يد محسن
تســاجل صـوب المـزن سـاعة يهمـع
تريد وأهل السلم أن تبطلوا الوغى
ولكنـــه واللـــه ســـعي مضــيّع
فعنـدكم فـي القصـر للسـلم حفلـة
وللحـرب فـي البلقـان خطـب مـروع
ومـاذا يفيـد العـالمين احتفالكم
وفــي كــل قطــر للكتـائب مصـرع
وفــي كــل ريــع للأيــامي تلهـف
وفــي كــل مغنـى للثكـالى توجـع
ومــا نفعهـم ممـا يقـول خطيبكـم
وقـد خطـب الجرحـى من الموت مصقع
أتبغــون سـلما والحكومـات أسسـت
علــى طمــع حــق أضــعيف يضــيّع
تنــافس حـتى الـبر والبحـر ضـيّق
بهـن وحـتى الجـام بالحقـد مـترع
فلا العهـد مرعـيّ ولا العـدل مبتغى
ولا الحـق متبـوع ولا الحلـم يشـفع
وإن زعمـت ميلا إلـى السـلم دولـة
فـــذاك خـــداع ظـــاهر وتصــنع
ومــن عجــب أن الحكومـات أصـبحت
بجملتهــا بيــن النقيضـين تجمـع
فترسـل إحـداها إلـى القصر نائبا
وجيشـا إلـى خـوض المعـارك يسـرع
وبينـا تراهـا تطلـب السـلم تثنى
ومــا همتهــا إلا حســام ومــدفع
وكـم ملـك بالسـلم مـا انفك لاهجا
وفــي كفـه السـيف المجـرد يقطـع
لعمــرك إن السـلم عنقـاء مغـرب
وأيّ أمــري فـي المسـتحيلات بطمـع
فيـا بـاني القصـر المنيـف تكرما
عــداك مــن القصـر الـذي تتوقـع
ســـيجعله الأملاك للســلم مــدفنا
عليــه تماثيــل المطــامع توضـع
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.