
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتـى زائراً بـاريس بـل جنّـة الغـرب
فـتى مـن بنـي الالمان ذو منظر يصبي
أتاهــا علـى قصـد التنـزّه والفـتى
ولـوع بمـا يجلـو الهمـوم عن القلب
رأى بهجــة لــم تحوهــا قـط بلـدة
وآثــار عــز عــن حضــارتها تنـبي
تلـــوح لـــه ايــان قلّــب طرفــه
عجـائب تـولي اهلهـا منتهـى العجـب
قصــور رســت تحـت الـتراب اصـولها
وعــادت اعــاليهنّ تعــثر بالســحب
وأنديــة للهــو لــو جاءهـا امـرؤ
وأبصـر مـا يبـدو بهـا قال ذا حسبي
وفيــح ريــاض رصــّع الطــل زهرهـا
بــدر ولكــن قــد تنــزّه عـن ثقـب
تباكرهــا ريــح الصـبا ثـم تنثنـي
لـتروي عنهـا سـيرة المنـدل الرطـب
وإن ســكنت تلــك النســيمات غـدوة
تقــول لهــا ملـد الغصـون ألا هـبي
وتتابهـــا غيـــد تقــول عيونهــا
لأهـل الهـوى أنتـم ونحـن علـى حـرب
شـموس ولكـن كـم تـالقن فـي الـدجى
بــدور ولكــن طالعــات علــى قضـب
فقــال الفــتى سـقيا لبـاريس جنـة
وهل بات فيها الغرب أم هي في الغرب
وابصــر بيــن الغيــد حسـناء غضـة
فقــال لعمــري انهـا ظبيـة السـرب
تأملهـــا حينـــا فخـــال فــؤاده
قـد اصـطاده مـن عينهـا شـرك الهدب
أتــى نحوهــا فاســتقبلته طروبــة
بمـا شـاء مـن لطـف ومـن منطـق عذب
فقــال ملكــت القلـب منـي فاحرصـي
عليــه فقــالت ان اردت فخـذ قلـبي
ومــا لبثــت أن صــيرته خطيبهــا
فسـار أمـام النـاس جنبـا إلـى جنب
وبعــــد قليـــل راح ينحـــو بلاده
ترافقــه تلــك الفتـاة مـع الركـب
أقامــا بحيــث العيـش ريّـان ممـرع
يظلّهمـــا فــي روضــه وارف الحــب
فأبــدت لـه مـا يسـتبي قلبـه هـوى
وابـدى لهـا مـن فائق الحب ما يسبي
وكــان ذووه قــد رأوا مــن فتـاته
مظــاهر لطـف انزلتهـا علـى الرحـب
شــكت مرضــا يومــا فكــاد فـؤاده
يـذوب التياعـا واغتـدى طـائر اللب
وجـــاء طـــبيب حـــاذق ليعودهــا
ويـدفع مـا كـانت تعـانيه مـن كـرب
ولمـــا رأت ذاك الطـــبيب تنكّــرت
لــه وبـدت فـي وجههـا سـمة الرعـب
وقــد دخلــت مرتاعــة مـع طبيبهـا
إلــى حجـرة كـانت تلـوح علـى قـرب
وهمّــت بخلــع الثــوب ثــم تجرعـت
زعافـا ولـم تحـذر عقابـا مـن الرب
فاطفــأ منهــا السـم نـور حياتهـا
ولاح عليهـا المـوت ينـبي عـن الخطب
وروّعــت الحــال النطاســيّ فـانثنى
يقــول ألا قبحــت مــن موقــف صـعب
ولكـــن تحـــرّى كشــف ســر لأجلــه
رأت أنّ شــرب السـم خيـر مـن الطـب
فجرّدهــا مــن ثوبهـا فـانتجلت لـه
حقيقــة أمــر لــم تـذعه لمسـتنبي
رأهــا فــتى غضــا تــردّى لمــأرب
ثيــاب فتــاة حســن منظرهـا يصـبي
وأنــبئ بــالأمر العجيــب خطيبهــا
فقــال لحـاني اللـه مـن مغـرب صـب
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.