
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تلـوث الزمـان المنقضي أيها العصر
منيـرا كما يتلو دجى الليلة الفجر
تغيـر فيـك الكـون عـن أصـل وضـعه
فنشــر لــه طــي وطــي لــه نشـر
وأنتجــت الأفكــار فيــك عجائبــا
روائع مــا إن يســتطاع لهـا حصـر
عجــائب لــم تـبرح سـوالب للنهـى
فواعـل بالألبـاب مـا يفعـل السـحر
سلوا الأعصر الأولى هل ازدان بعضها
بمثـل الـذي يزهـو به عصرنا النضر
وهـل سـيروا فيهـا الجـواري تنجلي
على الماء يذكو ضمن أحشائها الجمر
وهـل بعثـوا النسـاف يخـرق للعـدى
ســفينا ولا يثنيــه مــد ولا جــزر
وهـــل عرفــوا للكهربــاء مزيــة
وأن لهـا شـأنا بـه افتخـر العصـر
بهــا تنقــل الأســلاك كـل رسـالة
ومــا قلــم للخــط ثــم ولا حــبر
فمـا بيـن شرق الأرض والغرب لو جرت
بانبهائهــا إلا كمـا يسـنح الفكـر
فيـــا لرســول إن تحركــه أنمــل
بلنـدن تسـمع صـوته الهنـد أو مصر
وهــل ســطعت منهـا الأشـعة بينهـم
فأبـدين مـا تخفـي الترائب والصدر
وهـل رسـموا بالشـمس للجسـم صـورة
وهـل عرفوا ما تحتوي الشمس والبدر
وهـل أصـعدوا المنطاد يخترق الفضا
فيوشــك يعيــي دون مبلغـه النسـر
يــديرونه ســمح المقـادة مثلمـا
يــديرون فلكــا قــد تضـمنه بحـر
وهـل كـان يزجـى بالبخـار قطـارهم
بحيـث الفلا كـالطرس وهـو بهـا سطر
فليـــس يـــدار ممتطيــه لســرعة
أيجـري قطار النار أم ينطوي القفر
يـرى نفقـا قـد لاح فـي سـفح شـامخ
فينســاب كالثعبــان لاح لــه وكـر
وهـل انطقـوا الحـاكي فبـات مرددا
أغــاني كالولهــان فـارقه الصـبر
ســــميع ولا أذن فصـــيح ولا فـــم
فهيـــم ولا عقــل طــروب ولا ســكر
وهــل عرفــوا للراديـوم منافعـا
وان لــه قـدرا غـدا دونـه النـبر
وهــل نشـروا بيـن الأنـام جـرائدا
ليهـدى بهـا الضـليل والنزق الغور
فـدى لـك يـا عصـر العجـائب أعصـر
مضــين ولــم يعظــم لمخـترع قـدر
تســاميت بــالعلم الصـحيح مكانـة
وحيّـــرت الأفهــام آياتــك الغــر
وإن صــــحيح العلـــم أس موطـــد
علـى مثلـه تبنـي السـعادة والفخر
بـك المـج بين السيف والقلم انجلى
ففـي حـد ذا شـطر وفـي سـن ذا شطر
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.