
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لأفضـل مـن دمـع لـدى الغيـد يطلق
دم بالســيوف المشــرفيات يهــرق
والطــف وقعــا مـن سـهام نـواظر
ســهام بهـا يـوم الوقيعـة ترشـق
وأحسـن مـن رأس يطأطـأ فـي الهوى
رؤوس غــدت تحــت السـنابك تسـحق
وإنّ مــا قــد ردّه المـوت صـامتا
لأفصــح منــه وهــو بـالحب ينطـق
وعاشـق بيـض الهنـد والمـوت فاتك
لأمــن ممــن بــات للــبيض يعشـق
وســـمّ الأفــاعي لا يقــاس مضــرّة
بريـق ثغـور قلـب ذي الوجـد يحرق
وليلا بــذكر العلـم يقضـى سـواده
لأضـوأ مـن صـبح بـه الكـأس تشـرق
لحـي الله دهرا ذل فيه اخو النهى
كمـا عـزّ فيـه الجاهـل المتحـذلق
ولــم تبــق للشـهم الأبـيّ مكانـة
وســاد علــى أحــراره المتملــق
وأمسـى المجلّـي مـن تـراه مقصـرا
وقصـّر فـي الشـوط الخـبير المحقق
واســكت قمــريّ الريــاض وورقهـا
غـراب علـى عـافي المنـازل ينعـق
تجــود لــذي عسـر بمـال فينثنـي
ومنــه لســان فــي هجــاك مـذلق
وكـم كامـل يـزور عنـه بنو الورى
وكـم نـاقص اضـحى بـه الناس يحدق
وكـم مـن جهـول فـي المسرات راتع
وكـم فاضـل مـن حـادث الدهر يصعق
ومـا كـل مـن يبـدو لـه حسن منظر
كريــم خصـال بـاهر الفضـل معـرق
فكـم زهـرة حسـناء يأتيـك حسـنها
بريــح خــبيث كلمــا جئت تنشــق
إذا كـان يخفي الجهل علم اخي هدى
فكـم ضـاع تحـت الترب للماس رونق
وان لــم تســطر للكريــم مــآثر
فللحـــق أقلام وللعـــدل مهـــرق
منـى النفس أن تحيا بموتي أوطاني
وحسـبي أن يروي ثراها دمي القاني
وليــس بمطلــول دمٌ ســوف يغتـدي
أســــاس رقـــيّ للبلاد وعمـــران
بنـي الظلـم إن الموت ليس بضائري
إذا كـان فيـه خيـر صحبي واخواني
بنـي الظلـم ليـس القتل للحر سبّة
وليــس بهــدام لراســخ بنيــاني
قضــيتم باعــدامي ومـالي جريمـة
سـوى أننـي أعنـى بنصـرة اوطـاني
فســرت وحــوليّ الجنــود تحفنــي
بســورين مـن صـفي مشـاة وفرسـان
وبينهــم الرهبـان سـودا ثيـابهم
علــى أن مثلـي لا يبـالي برهبـان
وقـابلت داعـي المـوت جذلان باسما
ولــم اك قبـل اليـوم قـط بجـذلان
إذا دام ذكـري خالـدا بيـن أمـتي
فلا بأس في ان تعدموا جسمي الفاني
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.