
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سلوا المرهفات البيض والذبّل السمرا
ودهــم مــذاكينا وأعلامنـا الحمـرا
غزوهـا علـى الأسـطول فـي حيـن غـرّة
وكـان لعمـر الحـق مـا فعلـوا نكرا
ولاحـــت لهـــم شــمّ القلاع كأنهــا
مـن اليـم راحـت ترقب المد والجزرا
فباغتهــا الاســطول يرمــي قــابلا
كمـا قـذفت مـن جوفهـا سـقر الجمرا
فيـا مـن رأى الحصن المنيع وقد هوى
وبـا من رأى البرج الرفيع وقد خمرا
ويـا مـن رأى القصـر المشـيد تهدمت
جــوانبه حـتى حكـى الطلـل القفـرا
ويـا مـن رأى الاعـداء بيـن ديارنـا
تطـوف وقـد جاسـت حـدائقها الخضـرا
ويـا مـن رأى رايـات عثمـان عنـدما
طــوين وأعلام العــدى نشــرت نسـرا
مصــاب لــه ريعــت فــروق وعرشـها
وقـبر رسـول اللـه والكعبـة الغـرّا
تــذكّر عمانوئيــل مـا كـان بينكـم
وبيـن بنـي الاحبـاش ان تنفع الذكرى
هـــم صـــدموكم صــدمة فــانثنيتم
وبعضـــكم قتلـــى وبعضــكم اســرى
ولــو لـم تلـوذوا بـالفرار لبـدتم
فمــا أنتــم إلا بقيــة مــن فــرا
وأيــامكم قــد كــنّ دهمـا حوالكـا
وأيـــامهم كـــانت محجلـــة غــرا
فكيــف لــو انقضـّت عليكـم قرومنـا
علـى حيـن لا اسـطول يعلـي لكم قدرا
إذا لعلمتـــم أن فينـــا فوارســا
تمـوت لكـي تحيـي البسـالة والفخرا
وأن مواضــينا بهــا المـوت يقتـدي
فـإن أغمـدت يخفـى وان نضـيبت كـرا
ولا غــرو أن تغــزوا طرابلسـا فقـد
غزوتـم لعمـري قبلهـا رومـة الكبرى
تجــديتم القرصــان فـي مـا فعلتـم
ولكنمــا القرصــان دونكــم مكــرا
وهــب انكــم عــدتم بنصــر فإنمـا
اخـو الغـدر مغلوب ولو احرز النصرا
أرى دولا فــي الغــرب تزعــم أنهـا
ممتّعــةٌ بالعــدل هـذا الـورى طـرّا
صـــانعنا كمـــا تنـــال مآربـــا
فتنصـــرنا جهــرا وتخــذلنا ســرّا
لـــولا خلاف فــي السياســة بينهــا
لمـا تركـت واللـه مـن ارضـنا شبرا
ولــو انهـا تبغـي العدالـة لانثنـت
علـى المعشـر البـاغين توسعهم زجرا
ولــو أنهـا تبغـي العدالـة لانثنـت
علـى المعشـر البـاغين توسعهم زجرا
لــم يعــاقب فاعــل الــورر قـادر
يكــون شــريكا للـذي فعـل الـوزرا
وأيـن المواثيـق الـتي قـد كتبنهـا
أكـانت كمـا قـالوا علـى ورق حـبرا
رينــق قــد ضــمت حروفــا كــثيرة
ولكنهـــا ممـــا يخـــطّ ولا يقــرا
ألا قاتــل اللــه السياسـة فهـي لا
تربــك نزيهــا بيـن أربابهـا حـرا
أدت تبـــالي دولـــة عنــد مــأرب
أخيـرا إلـى الإنسـان تصـنع أم شـرا
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.