
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مهـاة الحمـى هـل بعد وصلك مطلب
وهــل لفـؤادي عنـد غيـرك مـأرب
وهـل كان حسن قبل حسنك في الورى
وهـل كـان قبلـي بالمحاسـن معجب
ألا إنّ مــن اهــوى لغصـن أراكـة
أقــلّ صـباحا فـوقه اسـودّ غيهـب
لــه خطــرات كلمـا هـزّه الهـوى
تجيــء بقلــب المسـتهام وتـذهب
وعينـا غـزال توحيـان إلى الورى
بآيـات سـحر فـي الخـواطر تكتـب
إذا أنـا مـن وجـدي غـدوت معذّبا
فــإنّ عــذاب الحـب للصـب يعـذب
نهيـت فـؤادي عـن هـوى كـل كاعب
فمــا شــاقه إلا لقــاك المحبـب
ولكـن رأى العليـاء فـي زيّ غادة
لهـا بيـن سمر الخط والبيض ملعب
تصــباه وجــه بالعجــاج منقّــب
لهــا وبنــان بــالنجيع مخضــّب
أحـاط بهـا جند المنايا فلم يكن
ليخطبهـــا إلا الكمــيّ المجــرّب
فلا تضـبي إن سـرت ابغـي لقاءها
إلـى مـوطن فيـه المفـاخر تكسـب
تجـاذبت والعليـا فـؤادي فبعضـه
لــديك وبعــض نحوهابــات يجـذب
أأنهــبُ لــذّات الوصــال تنعّمـا
وأرواح قــومي بالصــوارم تنهـب
وأطـرب بالألحـان وحدي وفي الوغى
رفــاقي باصـوات المـدافع تطـرب
أتبغي ابتعادا حين لا النأي شائق
ولا العيـش مـع غيـر الاحبّـة طيّـب
إلـى حيـث لا داعـي القضاء بمخلف
وعيــدا ولا بــرق المنيــة خلّـب
إلـى حيث بحر الحرب يزيد والردى
يصـــعد فيهـــم تــارة ويصــوّب
ويــبرم أحكامــا وللرمـح مـذهب
بانفاذهــا فيهـم وللسـيف مـذهب
دعينـي أشـاطر قومي المجد حينما
يفــر أخــو جبــن ويقـدم اغلـب
هنـاك أخـوض النقـع حبـا لموطني
وأطعــن طعــن المسـتميت واضـرب
وانظــر مـن ابطالنـا كـل مـوكب
يصـادمه مـن فيلـق الـروس مـوكب
ألا ان ملقى الموت في ساحة الوغى
رهيــب ولكــن التخــاذل أرهــب
إذا وطنــي المحبــوب ذل فـانني
اعيـــش ذليلا والمذلـــة تصــعب
إذا لم ابع من اجله النفس راضيا
فلا افـترّ لـي ثغـر كثغـرك اشـنب
وان نحن لم نعقد مع الموت موثقا
فليـس لنـا مـن هجمة الخطب مهرب
فـإنّ عـدانا الـروس انجـاد غارة
بصـبرهم الأمثـال فـي الحرب تضرب
اشــدّاء إن ثـار العجـاج كـأنهم
ضــراغم فــي غابــاتهم تتــألّب
فـإن نحـن فزنا فهو اقصى مرادنا
وإلا فمــا بعــد التهالـك معتـب
علـى الطائر الميمون سافر فانني
لأشــغف بــالقرم الشـجاع وأعجـب
وان هاجك التذكار فاستنشق الهوا
فــإنّ ســلامي فـي ثنايـاه يـذهب
وكـن قـارئا اخبـار شـوقي فانها
علـى صـفحة الظلماء بالبرق تكتب
إذا كـان وصـل الالـف للالف واجبا
فـذود العدى عن حوزة الملك أوجب
أمـالكتي قـد عـدت والعـود أحمد
إليـك ولـي قلـب بـه الشوق يلعب
وكنـت لـدى التـذكار اسكب ادمعا
فأحســب روحـي مـع دمـوعي تسـكب
مضـيت إلـى الهيجاء اطوي تنائفا
وتحـتي احـمّ اللـون اجـرد مقـرب
كـأنّ لـه مـن عاصـف الريح سائفا
يحثحثــه ان أرهـق الخيـل سبسـب
فأبصرت في منشور يا الحتف ناشرا
بيــارقه حمــرا وخربيــن تخـرب
ومكـدن ترمـى بـالنوائب والـدما
تخضــّب مــن اطلالهــا مـا تخضـّب
كـأنّ كـرات الحـرب في جو نقعها
شـــموس ولكــن جمرهــا متلهــب
لهــنّ بــافواه المــدافع مشـرق
وفـي شـم هاتيـك المعاقـل مغـرب
كـأنّ الـدم المسـفوك بحـر كانما
يظللــه مـن ثـائر النقـع هيـدب
كــأنّ عجـاج الخيـل وهـو مسـردق
خبــاء باشــطان الرمــاح مطنـب
كـأن السـيوف الحـدب فيـه أهلّـة
ولكـن بغيـر الهـام لـم تك تغرب
كـأنّ رمـاح الخـط والحـرب تلتظي
ثعــابين فــي حــر الفلا تتقلـب
كــأن الجيـاد القـب آرام وجـرة
وقــد راعهــا صـيادها المـترقب
رعـى الله جيشا لم تحل دون فوزه
مهالــك عنهــا للقــروم تذبـذب
هجمنـا علـى مينـاء أرثـور هجمة
تـردّ ابـن عـام وهو بالخوف أشيب
بيــض يلـوح النصـر أيـان جـردت
وســمر لهـا بيـن القلـوب تقلّـب
وكنـا إذا انهـل الرصـاص كأننـا
مـن الغيـد بالتفـاح نرمى فنطرب
جـرى بعـدانا الشؤم والشؤم ادهم
ونحـن علونـا اليمن واليمن أشهب
وعــدنا وهاتيــك القلاع باسـرها
مهدّمــة قــد حـلّ منهـا المركّـب
يشــارفها أستسـل والـدمع هاطـل
ويلـوي عنـان الطرف واليأس يغلب
وقائعنـا فـي الـبر كـانت عجيبة
ولكنهــا فـي لجـة البحـر اعجـب
كـأنّ سـفين الحـرب يعلـو بخارها
براكيــن للنيــران فيهـا تلهـب
كـــأن لظاهــا خــالطته حميــة
إلى جيشنا الفتاك في الروع تنسب
تصـادمها الأمـواج حـتى نخالهـا
روابـي تطفـو فـي الميـاه وترسب
تنـاجي بـأفواه المـدافع والردى
يصــيخ إلـى أصـواتها ثـم ينعـب
نسـفنا بسوشـيما الـدوارع حينما
أتــت تتهــادى كالجبـال وتقـرب
وامطرهــا طوغــو قنابـل ملؤهـا
هلاك فكـانت مثـل مـا انهـل صـيب
فـاخفت صـوت المـوج رعـد مـدافع
يصــوب ســهم المـوت حيـن تصـوب
وخــان نبوغــاتوف اذ ذاك عزمـه
ولا يعــرف الأهــوال إلا المجــرب
فســلم الا مســتبقيا بعـض حيلـة
ولا طامعـا فـي بعـض ما كان يطلب
ورجعــت الأقطـار صـوت انتصـارنا
ففـي الشـرق هناج وفي الغرب ندب
ومــا عـدت إلا خائضـا كـل غمـرة
مـن الحـرب يـأبى خوضها المتهيب
وفيــت لأوطــاني بعهــد أمانــة
ومـن لـم يـذد عن حوضه فهو مذنب
بعــودك قـد بـردت قلبـا ملكتـه
وكــان علـى نـار النـوي يتقلـب
كفـاني فخـارا قـولهم إن عاشـقي
غيــور علـى الأوطـان أروع أنجـب
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.