
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كفـاك فخـارا أيهـا البطـل الفرد
دفـاع كمـا تحمـي عرائنهـا الأسـد
لبثــت زمانــا عـن أدرنـة ذائدا
وكـانت كعنـق والعـداة لهـا عقـد
إذا ابيـضّ صـبح أمطروهـا قنـابلا
أو اســودّ ليـل أم اسـوارها جنـد
وأنـت كمـا تبغـي الحميـة والعلى
جريـء علـى الاخطـار مستبسـل جلـد
وحولــك مــن اركـان جيشـك فتيـة
مغـاوير مـا فيهـم جبـان ولا وغـد
إذا لمعــت بيـض السـيوف تهللـوا
وهـاجهم شـوقا إلـى لثمهـا الوجد
ولكـن أراد اللـه ان يملـك العدى
أدرنـه اذ لـم يغـن بالمس ولا جهد
ومــا امتلكوهـا عنـوة غيـر أنـه
تملكهــا جــوع ولـم يأتهـا رفـد
فســـلمت تســـليم الأبـــي مبجلا
وكـم بطـل مـن قبـل قد خانه الجد
وإذ حــل فرديننــد فيهـا بجيشـه
تهيــب حــتى لــم يصـعر لـه خـد
ورد عليـك الصـارم العضـب قـائلا
حـرام علـى الأبطـال سـيفك والغمد
وكـاد كمـاة الجيـش يجثـون هيبـة
لـديك ولكـن لـم يطـاوعهم الحقـد
ثبـــت ولـــو أن القلاع منيعـــة
كقلبــك لـم يملـك اعنتهـا الضـد
وأقسـم لـو خيـرت فـي الأمر لاغتدت
أدرتـه أطلالا عليهـا البلـى يبـدو
وأخنــى عليهـا حـر نـار لسـانها
ينـث بـه فـي الخـافقين لك الحمد
إذا الريـح هبـت تسـتنير رمادهـا
يفـوح علـى الاقطـار من ذكرك الند
ولــو قــال قــوم إن ذاك ضــلالة
لقلـت لهـم بعـض الضـلال هو الرشد
تحــنّ إلــى شــكري كتـائب جيشـه
وسـمر القنا والبيض والسبق الجرد
تحـن إلـى شكري المدافع في الوغى
فحينـا لهـا بـرق وحينـا لها وعد
تحــن إلــى شـكري فـروق واهلهـا
ويخفـق إعجابـا لـدى ذكـره البند
يحــن إلـى شـكري أدرنـة والعـدى
تـروح بهـا آنـا وآنـا بهـا تغدو
وترعـى لـه العهـد المـتين ومثله
جـدير بـان يرعـى لـه ابـدا عهـد
وقفــت بفكــري فـي ادرنـة وقفـة
وبـي مـن شـجون مثل ما وري الزند
تـــذكرني آثارهـــا زمنـــا خلا
وللــترك ظـل فـي البسـيطة ممتـد
وعــرش رفيـع تطلـع الشـمس دونـه
وملــك عظيــم مــا لصــاحبه نـد
غــزوا بســراياهم أربـة فاغتـدت
ومـا لفتـوح الظـافرين بهـا حـدر
لهــم سـائق مـن بأسـهم يشـتحثهم
ومن نصر مولي النصر حاد بهم يحدو
ومـا لبثـوا أن اصـبحت دار ملكهم
ادرنـة تحميهـا الغطارفـة المـرد
فعاشـوا بهـا رغـدا إلى أن دعتهم
فـروق إليهـا فاسـتتم بهـا الرغد
فلا كــان يـوم فيـه اضـحت ادرنـة
ومـن هبـوات الحـرب آفاقهـا ربـد
يطـوف بنـو البلغـار فـي جنباتها
ويــدخلها وفــد وبيرحهــا وفــد
تكـــاد مغانيهـــا تخــر كآبــة
غـداة شـجاها مـن حماة الحمى بعد
مآذنهــا قــامت كأيــدي جماعــة
إلـى الله تشكو بعض ما صنع العبد
كـأن الريـاض الفسيح قد عصفت بها
ســموم فلــم ينفـح خـزام ولا ورد
وغيـد العـذارى قـد عقـدن مناحـة
علـى عـزة لـم يبـق مـن ندبها بد
بـذان مصـونات الـدموع مـن الأسـى
فلا زينــب ترنــو إليــك ولا هنـد
ادرنـة لا حيّـاك مـن بعـدنا الحيا
ولا مـاس يومـا فـي حـدائقك الرند
جـرى قـدر المـولى فحـل بك العدى
وليــس لأمــر اللـه فـي خلقـه رد
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.