
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـاح لنعمـى الحسـن أن تتحكمـا
فهــان عليهـا أن تجـور وتظلمـا
فمـا ابتسـمت إلا لتضـليل ذي هدى
ومــا عبســت إلا لــتردي متيمـا
وجـاءت إلـى المـرآة تصلح شأنها
وتضــفر شــعرا كالدجنّـة أسـحما
فأعجبهـا مـا أبصـرت مـن محاسـن
فقـالت ولكـن عجبهـا قـد تكلمـا
كـأنّ بيـاض الـوجه تعلـوه حمـرة
علـى الخـد ثلـج حيـن تنضحه دما
ويـا لـك عينـا كهربائيـة الضيا
أبـي سـحرها فـي اللـب إلا تحكما
ويـا لـك جيـدا قـد أضـاء كأنما
أذاب عليـه صـائغ الحسـن أنجمـا
ويـا لـك صـدرا ضـم ثديين فيهما
أرى أبــدا ســر الغـرام مجسـما
ويـا لـك خصـرا داوم الردف جذبه
لــذاك غــدا مـن جـوره متظلمـا
وللــه ثغــري مـا الـذي رضـابه
وللــه صــوتي مــا أرق وأرخمـا
ومـالي نـد فـي الأنـام فمـن يرم
وصـــالي لا يـــدركه إلا توهمــا
وكـان فـتى غـض الشـبيبة سـامعاً
مقالــة نعمـى فانتحاهـا مسـلما
وقـال افعلـي يا نعم ما تبتغينه
فإمـا انعطافـا او صـدوداً محتما
إبــائي يــأبى ان اكـون متيمـاً
بمن قلبها ما انفك بالعجب مفعما
وإن محبـــا لا بـــادله الهــوى
حــبيب لمـن يحسـب الـذل مغنمـا
أجــابته نعمـى بـازدراء كأنهـا
مليكــة عــرش إذ تكلــم معـدما
أيهـوى فؤادي من بني الأرض واحداً
وقـد هـام بـي وجداً ملائكة السما
أمــا وجمــالي يــا غـبي أليـةً
لقـد جئت تستجدي أخا الشج انعما
ألا فـالتمس غيـري فـإني لـم أكن
لأرحـم مـن بيـن المحـبين مغرمـا
ومــرت علــى نعمـى ثلاثـون حجـةً
فأنقصـت الخمسـون منهـا المتمما
وجـاءت إلـى المـرآة ثـاني مـرةٍ
وأحســبها لــم تبـغ أن تتقـدما
رأت غيـر هاتيـك الفتـاة فأجفلت
ومـن همهـا قد خالت الصبح مظلما
رأت صـورة افنـى الزمـان جمالها
وكـم لبسـت وشـي الجمـال منمنما
وقــالت تنـاجي نفسـها وبقلبهـا
ســعير أســى ممـا رأتـه تضـرما
أأنظــر نعمــى لا فنعمــى صـبيةٌ
حـوت معطفـاً لـدنا وخـداً منعمـا
أتخــدعني عينــي نعــم إن هـذه
مــن اللاء لــم يسـكن إلا جهنمـا
أرى عجبــاً أمشـي وأبـرز معصـما
فتمشـي كمـا أمشـي وتـبرز معصما
وأرفـع رأسـي وهـي ترفـع رأسـها
وأضــحك أو أبكـي فتفعـل مثلمـا
نعـم إنهـا نعمـى نعـم إنها أنا
أرانـي عرفـت الآن مـا كان مبهما
محـا الـدهر من وجهي سطور محاسنٍ
وهيهــات أن تجـدي لعـل وليتمـا
غــدا ورد خـدي ذابلاً بعـد نضـرةٍ
وأصــبح ثغـري لا يجيـد التبسـما
وفـي ليـل شعري أطلع الشيب صبحه
ولــم أر شـيئاً كالشـميب مـذمما
ومـن كـان يبغي الفوز مني بنظرة
يـــرى الآن أن كلمتــه متبرمــا
وإن بـــأمري للحســـان لعــبرة
وعمــا أعــانيه لسـاناً مترجمـا
وجـاء الـذي أضنته في زمن الصبى
فقــال لهــا مســتهزئاً متهكمـا
رعـى اللـه قـداً كالقضـيب تثنياً
ووجهــا بهيــا بـالرواء ملثمـا
وثغــراً بــدا كـالأقحوان مفلجـا
وصـارم جفـن فـي القلـوب تحكمـا
تــــوهمت جهلاً أن حســــنك دائم
وكـم مـن أمـور تخـدع المتوهمـا
ألا فـاذكري يـا نعـم يوم رددتني
كمـا رد عـن ورد الـزلال أخو ظما
ولـو كـان تقـوى مـا فعلـت وعفة
لهـان ولكـن كـان عجبـاً فبئسـما
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.