
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـلوا أبـداً عني القوافي تجيكم
بـأني أبـو أبكارهـا حيـن تنسب
أقلـدها الـدهر النضـيد فتزدهى
والبسـها الوشـيَ الأنيـق فتعجـب
وابعثهـا فـي الخـافقين شواردا
تشــرق مـا بيـن الـورى وتغـرب
تـدار علـى النـدمان منها سلافة
ويشـدو بهـا الركب الملم فيطرب
وفـي كـل جبـد مـن قريضـي قلادة
إذا مـا رآهـا نـاظم الدر يغضب
إذا انـا أنشـدت القريـض حماسة
تـرى سـامعيه للـوغى قد تأهبوا
وإن قلتـه فـي الغانيـات مشببا
يقلــن ألا اللــه ذاك المشــبب
وفـي كـل فـن لـي قواف إذا بدت
بجنح الدجى لم يد في الأفق كوكب
غـدا في فم المأفون مرّا مذاقها
وتحلــو لأربـاب العقـول وتعـذب
وطـوراً ترى الأنوار منها سواطعا
وحينــا تــرى نيرانهــا تلهـب
فلــو أنّ فــي أيامنـا جاهليـة
لأبصـرت أشـعاري على البيت تكتب
لقـد فـات قومـا أنّ صوب قريحتي
يهــلّ علـى روض القريـض فيخصـب
وأنّ يراعــي كلمــا صــرّ صــرة
درى حاسـدي كيـف البيان المحبب
هـم نحلوا غيري قريضي وما دروا
بـأنّ معـاني الشـعر منـي تكسـب
ومـا ضـرّني أن ضـاع شعري بينهم
وقـد ضـاع لي ذكر من الند أطيب
ومـا انـا ممـن يفخـرون وإنمـا
أرى الفخر في بعض الأحابين يوجب
دعــاني إليـه معشـر يجهلـونني
ولــم يــك ي فيـه وربـك مـأرب
فأبرزتهـا عـذراء فتانـة البها
جلاهـا علـى القرطـاس طبـع مهذّب
تقـول لمـن لم يدر من أنا إنني
إذا ذكـر الشـعر المجيد المجرّب
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.