
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـلوا مـن ربـى لبنـان أقدمها عهدا
ونـاجوا صـروحا حـاكت الأبلق الفردا
تخـــبركم أنـــا حمـــاة ذمـــاره
وإنــا بنينــا بالسـيوف لـه مجـدا
تبــاهى بنــا لبنــان حــتى كـأنه
عريــن وقــد ضــمت جــوانبه أسـدا
لنــا شـيم تلهـى النـدامى بـذكرها
وتســكب منـه فـوق كـاس الطلا شـهدا
ســرى عرفهـا فـي الخـافقين معطـرا
ربوعهـــا حـــتى كــأن بــه نــدا
فمــن همــم فــوق السـهى مسـتقرها
ومــن عزمــات تـترك الطـود منهـدا
ومــن شــغف بالبــذل حــتى كأننـا
بحـور أبـت جـزرا ومـا أبـت المـدا
فنســـمح حـــتى بــالنفوس تكرمــا
إذا لـم نجـد مـن بـذل أنفسـنا بدا
ومــن ولـه بـالموت لـو كـان لامـرئ
بحســناء لــم تخلـف بزورتـه وعـدا
ونسـقي المواضـي كلمـا أشـكت الظما
دمـا فهـي تهـدي بالصـليل لنا حمدا
وبينـا تـرى مـاء النـدي في وجوهنا
تـرى البـأس قـد أورى بجـانبه زندا
وإنّـــا لأنـــواع العلــوم منــائر
إذا استصبح الساري بأنوارها استهدى
وأفكارنـــا اخـــدار غيــد بلاغــة
مـتى مـا تمس يلق الخلي بها الوجدا
وخـــــذ مثلا عــــذراء نظيرهــــا
إذا مـا ابتغاها البدر أبدت له صدا
ويــا حبــذا طــود بلبنــان شـامخ
تصــافحه كــف الســحاب إذا امتـدا
يوشــح ممــا تنســج المــزن حلــة
توشــى بـبرق مثلمـا ترقـم الـبردا
تــرى البحــر مــرآة لـديه صـقيلة
تربــه جمــالا ليـس يلقـى لـه نـدا
ويـــا حبــذا منــه خمــائل غضــة
غـدا البان في أرجائها يألف الرندا
إذا شـارفتها الغيـد هيفـا قـدودها
تخـل غصـنها منهـنّ قـد سـرق القـدا
يضــاحك نـور الشـمس منهـا أزاهـرا
قـد اختلفـت لونـا كمـا وفـرت عـدا
فمـــن اقحــوان يلثــم الآس ثغــره
فــإن لحظتـه مقلـة الـترجس ارتـدا
ومــن زنبــق يبــدو كأقــداح فضـة
تـرى حـوله النيلـوفر الغض والوردا
أزاهيــر راق الزهـر منظـر حسـبها
فأمسـين فـي الظلمـاء يلحظنها وجدا
إذا غازلتهــا غــدوة نسـمة الصـبا
يـزل النـدى عنهـا كمـا تنثر العقد
ويجــري الصـفا فيـه فيسـقي رياضـه
وينقـع منهـا غلـة الظلـم إذ تصـدى
يعـانق نبـع القاعـة العذب موضع اج
تماعهمــا كالصــب عــانق مــن ودا
اليفـان لـم يفصـلهما حـادث النـوى
ولا اشــتكيا منــذ اتصـالهما بعـدا
وللــه فــي البــاروك نهــر زلالـه
حكـى ذوب ثلـج والهجيـر قـد اشـتدا
تسلسـل مثـل الكـوثر العـذب سـاقيا
حـدائق فيحـا اصـبحت تشـبه الخلـدا
علــى ضــفتيه تنظــر الأثـل ناميـا
يعــانق مــن صفصـافه أغصـنا ملـدا
فتحســبه والشــمس تلقــي شــعاعها
حسـاما وقـد أضـحى النبـات له غمدا
فيــا وطنــا بيــن الـترائب ضـمنا
لغيـرك فـي الاقطـار لـم نخلص الودا
مــتى ينـأ منـا نـازح عنـك يبـتئس
كـذا الزهـر إن يهجـر مغارسـه اودى
ويصــبو إلـى مغنـى بأرضـك او حمـى
ويشـتاق غـورا فـي رحابـك او نجـدا
ويــذكر ســروا فــي رياضـك باسـقا
تحــل الصـبا منـه غـدائره الجعـدا
ويــذكر جــوا فــي مصــيفك صـافيا
يراعـي الـدراري فيه من الف السهدا
عواطـــف اهـــديها اليــك وانهــا
إلـى الـوطن المحبـوب أفضل ما يهدى
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.