
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيملكنـي اليونـان والـترك تنظـر
وللعـرب أسـياف بهـا الغيـد تخفر
وحـول فـروق مـن قنـا الخـط غابة
تظــل بهــا أسـد الكتـائب تـزأر
وفيهـا سـرير الملك كالطود راسيا
ومجلـــس نـــواب البلاد المــوقر
بنـي العـرب والاتـراك أيـن حميـة
يـروع العـدى منها اللظى المتسعر
وأيـن السـناء الفخم والهمم التي
أرى دونهـا الزهـر الثـواقب تسفر
وأيـن نفـوس مـا فـتئن إلى العلى
طوامــح فيهــنّ الابــاء المــوفر
وأيـن مـواض ظـامئات إلـى الـدما
يلـوح عليهـا المـوت ايـان تشـهر
وأيـن المـذاكي ينسج النقع فوقها
ملآء فتطـــوى تــارة ثــم تنشــر
وأيـن الجـواري المنشـآت إذا جرت
يجيــش حشــاها بالبخــار فـتزفر
تميــس بــأثواب الحديــد كأنهـا
حســان عليهــن الحريــر المحبـن
أأســي ولـي منكـم حمـاة وللـورى
عيــون إلـى ابنـاء عثمـان تنظـر
ألسـتم بنـي قـوم اسـالوا دماءهم
لأجلـي وشـاري المجـد بالـدم يشكر
تنــاديكم منهــم رميــم عظـامهم
ألا احموا العذارى فالمحاماة مفخر
أبـى اللـه ان ترضـى التخاذل أمة
لهـا فـي العلـى يتلـى رقيممسـطر
أبـى اللـه ان ترضى اغتصابي دولة
يقــول الفضـا لبيـك سـاعة تـامر
سـلام علـى شـعب ابن عثمان ما حكت
دمـوع السـبايا صـيب المـزن يقطر
ســلام علـى الجيـش الـذي بسـيوفه
يسـطر فـي طـرس العلـى مـا يسـطر
سـلام علـى النـواب مـا ذكـرت لهم
مــآثر فــي حفـظ الممالـك تـؤثر
رويــدك يــا حســناء إنــا لأمـة
دمـاء بنيهـا الصـيد دونـك تهـدر
صـــلاب قنـــاة لا نليــن لغــامز
أبــاة هــوان عهـدنا ليـس يخفـر
إذا نظمتنـــا والأعــادي معــارك
فهـــامهم بالمشـــرفيات تنـــثر
سـنحميك مـا دامـت ظبانـا مواضيا
ومــا حملــت منـا الفـوارس ضـمّر
فشــميتنا صـون العـذاري وشـأننا
صــدام الأعـادي كلمـا ثـار عـثير
أظــنّ بنــو اليونـان أنّ سـيوفنا
تتلمــن أم اخنـى علينـا التـأخر
ألـم يكـذروا ما كان بالأمس بيننا
علـى حين حضنا النقع والموت أحمر
صــدمناهم تحــت العجاجــة صـدمة
كمــا راع أسـراب الظبـاء غضـنفر
وكـانت لنـا معهـم وقـائع لم تزل
أحاديثهــا فــي الخـافقين تكـرّر
فمــا جــاع نسـر والمثقـف حـاتم
ولــم يصــد ضـار والمهنـد جعفـر
إذا نحـن لـم نحـم الذمار فلا بدت
لنـا فـي سـما العليا كواكب تزهر
ولا حملتنـا الجـرد تتلع في الوغى
ولا قيــل إنــا للبســالة معشــر
ولا ضـاحكتنا الغيـد ترنـو بـاعين
سـواج كمـا يرنـو مـن العفر جؤذر
ومـن ليـس يسـقي دوح عليـائه دما
فلا اصـلها يـروى ولا الفـرع يثمـر
ومهلا بنـي اليونـان هـل تحسبوننا
نسـينا اقتحـام الحرب والجوّ اكدر
أفــــاتكم أنّ الشـــجاعة خلـــةٌ
تميزنــا عــن غيرنـا حيـن تـذكر
وان نفـوس الصـيد تصـغر في الوغى
إذا صـاح جيـش الـترك اللـه اكبر
عرفنـا بصـبر فـي السياسـة ثـابت
ولكننــا فـي سـاحة الحـرب اصـبر
نــودّ بقـاء السـلم حـتى تسـومنا
هوانـا فنبغـي الحـرب والله ينصر
تحيئتــم وقتــا تــوالت خطــوبه
لادراك أمــــر نيلــــه يتعـــذر
وخلتـم تـوالي الظلـم اورثنا عنا
فبتنـا علـى ما يبتغي الضد نصبر
وقـد يحجـب النـار الرماد وحينما
يهـــب نســـيم فوقهـــا تتســعر
فهرنـاكم والملـك قـد كـان ذوايا
فكيــف وروض الملـك فينـان احضـر
وادهـم لـم يـبرح على اهبة الوغى
لــه عســكر مجــر وللمـوت عسـكر
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.