
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـل عـروس الشـآم إن هـي تفهم
عـن سـعير فـي قلبهـا قد تضرم
مـا لهـا وهـيّ جنـة فـي شـتاء
أصـبحت فـي المصـيف مثـل جهنم
لـم يجـد أرضـها الحيا فسقاها
عــرق مـن جسـومنا بـات يسـجم
تنظـر البحـر تحتهـا ذا خفـوق
كــل حيــن كــأنه قلـب مغـرم
مــوهته اشــعة الشـمس بـالتب
ر فخلنــاه كــالطراز المعلـم
يلعــب المـد بالسـفين والجـز
ر فتهفـــو كشـــارب يـــترنم
وعجيـــب أن الســفائن تجــري
فـي ميـاه والنـار فيهـن تضرم
كمشـوق قـد بـل أثـوابه الـدم
ع وفـي القلـب حـر وجـد تحكـم
عجبـا مـن مدينـة حـاذت البـح
ر ومــا انفــك حرهــا يتضـرم
لـم يطـق أهلهـا مصـادمة القي
ظ وقــد جــاءهم بجيـش عرمـرم
فــأتوا لائذيـن بالجبـل الشـا
مـخ لبنـان ذي البهـاء المتمم
جبـل لـم يـزل إذا لفـح الحـر
جنانــا فيهــا الـورى يتنعـم
نزلــوا منـه فـي حـدائق خضـر
فــوق أغصـانها الهـزار ترنـم
وبهــا كــل جــدول راح ينسـا
ب على الأرض مثل ما انساب أرقم
يتهـــادين فـــي غلائل شـــفت
عـن جسـوم كالعـاج لكـن أنعـم
ويبــالغن فــي الـدلال فيملـك
ن قلوبـا فيهـا الغـرام تكتـم
تلـك هيفـاء تفضح الغصن إن ما
سـت وتـزري بالسـمهريّ المقـوم
قـد تلتهـا غيداء يحسدها الظب
ي إذا كلمـــت قـــتيلا تكلــم
ثــم بيضـاء شـعرها حالـك تـش
بــه صــبحا بظلمـة قـد تلثـم
ذات خصــر قــد رق حـتى وقتـه
مـن عيـون ترنـو إليـه بمحـزم
عجبـا مـن ظبـاء إنس على العش
شــاق أمسـت لهـن سـطوة ضـيغم
يســلك القلـب نهجهـنّ إذا سـر
ن وهـــل غيــره بهــن يــتيم
وتـرى مـن بنـات موسـى قيانـا
ناقضـات مـن التقـى كـل مـبرم
مـن تـرى لا يهـز أعطـافه الوج
د إذا أبصــر الجمـال المجسـم
فخــــــدود كــــــأنهن ورود
ونهــود بهـن ذو النسـك يحلـم
وعيــون يرشــقن أســهم ســحر
وشــفاه يحكيــن صــبغة عنـدم
وجفــون هــن الصــوارم لكــن
عنــد ضــرب القلـوب لا تتثلـم
كـل هـذا يقـول للمـرء إن كـن
ت جهــولا أمــر الهـوى فتعلـم
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.