
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَـوىً سـاوَرَ الأَحشاءَ وَالقَلبَ واغِلُهُ
وَدَمـعٌ يُضـيمُ العَينَ وَالجَفنَ هامِلُه
وَفــاجِعُ مَــوتٍ لا عَــدُوّاً يَخــافُهُ
فَيُبقـي وَلا يُبقـي صـَديقاً يُجـامِلُه
وَأَيُّ أَخـــي عَـــزّاءَ أَو جَبَرِيَّـــةٍ
يُنابِــــذُهُ أَو أَيُّ رامٍ يُناضـــِلُه
إِذا مـا جَرى مَجرى دَمِ المَرءِ حُكمُهُ
وَبُثَّـت عَلـى طُـرقِ النُفـوسِ حَبائِلُه
فَلَـو شـاءَ هَـذا الـدَهرُ أَقصَرَ شَرُّهُ
كَمــا قَصـُرَت عَنّـا لُهـاهُ وَنـائِلُه
سَنَشــكوهُ إِعلانــاً وَســِرّاً وَنِيَّــةً
شــَكِيَّةَ مَــن لا يَســتَطيعُ يُقـاتِلُه
فَمَــن مُبلِــغٌ عَنّــي رَبيعَـةَ أَنَّـهُ
تَقَشـَّعَ طَـلُّ الجـودِ مِنهـا وَوابِلُـه
وَأَنَّ الحِجـى مِنهـا اِستَطارَت صُدوعُهُ
وَأَنَّ النَـدى مِنهـا أُصـيبَت مَقاتِلُه
مَضى لِلزِيَالِ القاسِمُ الواهِبُ اللُهى
وَلَـو لَـم يُزايِلنـا لَكُنّـا نُزايِلُه
وَلَـم يَعلَمـوا أَنَّ الزَمـانَ يُريـدُهُ
بِفَجــعٍ وَلا أَنَّ المَنايــا تُراسـِلُه
فَـتىً سـيطَ حُـبُّ المَكرُمـاتِ بِلَحمِـهِ
وَخــامَرَهُ حَــقُّ الســَماحِ وَبـاطِلُه
فَـتىً لَم يَذُق سُكرَ الشَبابِ وَلَم تَكُن
تَهُــبُّ شــَمالاً لِلصــَديقِ شــَمائِلُه
فَـتىً جـاءَهُ مِقدارُهُ وَاِثنَتا العُلا
يَــداهُ وَعَشـرُ المَكرُمـاتِ أَنـامِلُه
فَـتىً يَنفَـجُ الأَقـوامُ مِن طيبِ ذِكرِهِ
ثَنـاءً كَـأَنَّ العَنبَـرَ الوَردَ شامِلُه
لَقَـــد فُجِعَــت عَتّــابُهُ وَزُهَيــرُهُ
وَتَغلِبُـهُ أُخـرى اللَيـالي وَوائِلُـه
وَكـانَ لَهُـم غَيثـاً وَعِلمـاً فَمُعـدِمٍ
فَيَســـأَلُهُ أَو بـــاحِثٍ فَيُســائِلُه
وَمُبتَــدِرُ المَعـروفِ تَسـري هِبـاتُهُ
إِلَيهِـم وَلا تَسـري إِلَيهِـم غَـوائِلُه
فَـتىً لَـم تَكُن تَغلي الحُقودُ بِصَدرِهِ
وَتَغلــي لِأَضـيافِ الشـِتاءِ مَراجِلُـه
مَليــــكٌ لِأَملاكٍ تُضـــيفُ ضـــُيوفُهُ
وَيُرجــى مُرَجّيــهِ وَيُســأَلُ سـائِلُه
طَـواهُ الـرَدى طَـيَّ الكِتـابِ وَغُيِّبَت
فَضــائِلُهُ عَــن قَــومِهِ وَفَواضــِلُه
طَـوى شـِيَماً كـانَت تَـروحُ وَتَغتَـدي
وَسـائِلَ مَـن أَعيَـت عَلَيـهِ وَسـائِلُه
فَيـا عارِضـاً لِلعُـرفِ أَقلَـعَ مُزنُـهُ
وَيـا وادِيـاً لِلجـودِ جَفَّـت مَسائِلُه
أَلَـم تَرَنـي أَنزَفـتُ عَيني عَلى أَبي
مُحَمَّــدٍ النَجــمِ المُشــَرِّقِ آفِلُــه
وَأَخضـَلتُها فيـهِ كَمـا لَـو أَتَيتُـهُ
طَريـدَ اللَيـالي أَخضـَلَتني نَوافِلُه
وَلَكِنَّنـي أُطـري الحُسـامَ إِذا مَضـى
وَإِن كـانَ يَـومَ الرَوعِ غَيرِيَ حامِلُه
وَآسـى عَلـى جَيحـانَ إِذ غـاضَ ماؤُهُ
وَإِن كـانَ ذَوداً غَيـرَ ذَودِيَ نـاهِلُه
عَلَيـكَ أَبـا كُلثـومٍ الصـَبرَ إِنَّنـي
أَرى الصـَبرَ أُخـراهُ تُقـىً وَأَوائِلُه
تَعــادَلَ وَزنــاً كُـلُّ شـَيءٍ وَلا أَرى
سـِوى صـِحَّةِ التَوحيـدِ شَيئاً يُعادِلُه
فَــأَنتَ ســَنامٌ لِلفَخــارِ وَغــارِبٌ
وَصــِنواكَ مِنــهُ مِنكَبـاهُ وَكـاهِلُه
وَلَيسـَت أَثـافي القِـدرِ إِلّا ثَلاثُهـا
وَلا الرُمــحُ إِلّا لَهــذَماهُ وَعـامِلُه
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.