
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دع اليــراع فكــم مــن حامـل قلمـا
لـــولا تنكـــره لاســـترعي النعمــا
مــن الغضاضــة أن يعنــي أخــو أدبٍ
يمــا يعــانيه مـن لا يفهـم الكلمـا
يـا مـن يـرى اللغة الفصحى وقد نبكت
بكـــل دهيـــاء ردت نورهــا ظلمــا
هـوت مـن الـذروة العليـا وبـث لهـا
شــر الغــوائل قــومٌ ضـيعوا الهمـا
مــن كـل أبلـه صـلد الـذهن ذي رعـنٍ
وكـــل فـــظٍ إذا لا ينتـــه عرمـــا
وكــل جعــد القفــا لــولا تبخــتره
لخلتـــه جلمـــداً أوخلتـــه صــنما
مــن الغــرور تــرى فـي خـده صـعراً
لا ينقضــي وتــرى فــي أنفــه شـمما
يظـــل يرقـــم فـــي أوراقــه جملاً
مـن سـاقط اللفـظ مغـتراً بمـا رقمـا
كـــأنه إذ يمـــج الحـــبر مرقمــه
جـان مـن اللغـة الفصـحى يريـق دمـا
ولـــو تلـــوت عليــه مــا يســطره
مــن السفاســف والأوهــام مـا فهمـا
ســمج التعــابير سـمج الـذوق متخـذٌ
مـــن البلادة أســلوباً بــه اتســما
يعـدو علـى الجمـل الفصـحى فيمسـخها
ويســتحل مــن الــتزييف مــا حرمـا
وينظــم الشــعر رثــاً لفظــه فمـتى
يســمعه صــاحب لــبٍ يشــته الصـمما
ويســـتجيز مـــن الإبهـــام أقبحــه
فليــس يفهــم إلا اللــه مــا نظمـا
وإن أبنـــت لـــه يومـــاً مغــالطه
يؤجــج الحقــد فــي أحشــائه ضـرما
ويـــدعي أنـــه مـــا زل قـــطُّ ولا
تعــود اللحــن فــي قــولٍ ولا وهمـا
وأنـــــه نــــاثرٌ ألفــــاظه درراً
وأنـــه نـــاظمٌ أبيـــاتهه حكمـــا
وأنــه العلــم الفــرد الـذي رفعـت
لــه مفــاخره فــوق الســهى علمــا
وأنــه العبقــري الفــذ ليــس لــه
نــد وأن لــه الشــأن الــذي عظمـا
لا تســـتقر علـــى أمـــرٍ مزاعمـــه
وهــل يصــدق إلا الغــر مــا زعمــا
يــا للبلاغــة أمســى وشــيها خلقـاً
وأصــبح الــدر مــن ألفاظهـا فحمـا
يــا للفصــاحة أودى الأغبيــاء بهـا
وربمــا جهــل المغـرور مـا اجترمـا
تعاوروهـــــا بــــأقلامٍ وألســــنة
أخنــت عليهـا ولـم يستشـعروا نـدما
تخـــالهم عربــاً حــتى إذا خطبــوا
في الناس أو كتبوا لم يفضلوا العجما
تلــك الطــروس الــتي ضـمت سـطورهم
تكــاد تشــكو إلــى قرائهــا ألمـا
إن الغــــبي إذا أعطيتـــه قلمـــاً
مثـــل الجبــان إذا قلــدته خــذما
يــا للبيـان اسـتباحوه ومـا تركـوا
مـن سـحره غيـر مـا قـد أورث اللمما
هـــذي مهـــارقهم بــاللغو حافلــةً
يكـاد يجهـل فيهـا المـرء مـا علمـا
تبــدو لناظرهــا بيضــاً فـإن تليـت
تســود حــتى يحـاكي لونهـا الحممـا
تـــرى ســطوراً بلا معنــى فتحســبها
مـدارج النمـل حـاكت فـي الثرى رقما
لــم ينشــروا صــحفاً للنــاس قيمـةً
وإنمــا نشــروا بيــن الـورى نقمـا
وناصــبوا الحــق حــتى عـز بـاطلهم
وزينــوا اللـؤم حـتى نـافس الكرمـا
يظنهــم مــن يراهــم ســادةً نجبــا
وذو الحصـــافة لا يرضـــاهم خـــدما
وتلـك أشـعارهم سـاموا البيـان بهـا
مذلــة وأهــانوا الطــرس والقلمــا
ســــفاف لفــــظٍ وأوزانٌ منافيــــةٌ
وزن القريــض ومعنــى يضـحك الفهمـا
أســبابها نــافرتت أوتادهــا وبـدا
فيهــا زحــافٌ وايطــاءٌ قـد التأمـا
يبنــون أبياتهــا واللحــن يسـكنها
ومــن بنــى الـبيت محتلاً كمـن هـدما
فضــاع بينهــم صــوت الأديــب وقــد
يضــيع صــوت هــزار جــاور الرخمـا
قــل للألــى انتحلـوا الآداب مختـبراً
هــل انتحلتــم لهـا الأخلاق والشـيما
مــا الشــعر إلا قــواف راض جامحهـا
غمــر البديهــة فحــل راســخ قـدما
صـــانت جزالــة مبناهــا معانيهــا
عــن أن يلــم بهـا فهـم شـكا وصـما
إذا الحماســة أذكــت بينهــا ضـرما
أســال تشــبيها مــن حــوله ســنما
شـــــواردٌ عبقريــــاتٌ لهــــا أرجٌ
مــا زال يلطــف حـتى صـاحب النسـما
كأنهــا قطــع الــروض الــذي سـكبت
غــر الســحاب علــى أزهـاره ديمـا
تمــر ألفاظهــا بيــن الشـفاه كمـا
يمـــر صــافي بالمســك قــد ختمــا
يكـــاد ينشـــدهن الفجـــر متخــذاً
لنفســه مــن اقــاحي الريــاض فمـا
يــا معشــر اللغـة الفصـحى أمـالكم
عطــف عليهـا يقيهـا النائبـات أمـا
تــداركوها وذو دوا العــابثين بهـا
وجـد دوا مـن مبانيهـا الـذي انهدما
كــانت لهــا عنـدم فيمـا مضـى ذمـمٌ
وليــس شــأنكم أن تخفــروا الـذمما
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.