
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخنـى عليـك الغـرب يـا مشرق
وأنــت فــي الغفلـة مسـتغرق
وسـمت خسـفاً بعـد تلـك العلى
وقيـــد اســـتقلالك المطلــق
الغــرب قــد ضــاق بســكانه
وأنــــت لا وعـــرٌ ولا ضـــيق
وفيــك اســباب الغنــى جمـة
ووجهــك الطلــق لــه رونــق
فجـــاءك الغربــي مســتعمراً
وهــو إلــى مـا تحتـوي شـيق
لـم تخـل أرضٌ فيـك مـن فاتـحٍ
وفيلــــقٍ يتبعــــه فيلـــق
تســابقوا فيــك إلــى غايـةٍ
تكفــل بــالنفع لمــن يسـبق
فبــات أحــرارك فــي أرضـهم
عبيــد قــومٍ بأســهم مرهــق
ذلــت نواصـيهم وهـانوا فمـن
خـــاطبته يوشـــك لا ينطـــق
إذا بنـو الغـرب أهـابوا بهم
لا تمــتري فــي أنهــم أينـق
فحـاز أهـل الغـرب مـن دونهم
مرافــق الشـرق ولـم يرفقـوا
ثــم ادعــوا أنهــم سـيطروا
علـى بنـي الشـرق لكي يرتقوا
فهــل رقـي النـاس معنـاه ان
يقيــدوا الــدهر ولا يطلقـوا
وأوهمــوا الشــرقي أن الـذي
لا يعبـــد الغربــي لا يــرزق
وأن أهـــل الغـــرب أعلاهــم
خـالقهم مـن قبـل أن يخلقـوا
وان شـــمس الشـــرق لــولاهم
لــم تــك مـن مطلعهـا تشـرق
وانــه لــولا النــدى منهــم
مــا اخضــر فيـه غصـن مـورق
وأنــه لــو لـم ينـل علمهـم
قضــى عليــه جهلــه المطبـق
وان مــن يرتــاب فـي عـدلهم
مـــا هــو إلا جاهــلٌ اخــرق
واضـرموا في الكون نار الوغى
يطيــر منهـا الشـرر المحـرق
اخنــت علـى الغـرب وعمرانـه
والشــرق منهــا بـائس مملـق
لـو لـم يـر الراؤون اهوالها
وحــدثوا عنهــا لمـا صـدقوا
فــي كــل ربــضٍ معقـل راسـخٌ
وخنــــدقٌ قــــدامه خنـــدق
انــي ادرت الطـرف يبـدو لـه
جيشــان قــد ضــمهما مــأزق
والسـيف تسـتهويه تلـك الطلى
فكلمـــا لاحـــت لــه يــبرق
والمــوت طــوراً ليثــه زائرٌ
وتــــارةً نــــاعقه ينعـــق
كــــأن طيـــاراتهم انســـرٌ
تعلـــو بهــا اجنحــةٌ خفــق
تنقــض مقــذوفاتها مــن عـلٍ
تهــدم مــا تهــدم أو تحـرق
كـــأن رشاشـــاتهم إذ همــى
رصاصـــهن العــارض المغــدق
حــرب مثيروهــا ضــواري فلا
بــل الضــواري منهــم ارفـق
واللــه مــا ضــرم نيرانهـا
إلا الهــوى والطمــع الموبـق
لــو ذكــرت اســماء قتلاهــم
لضــاق عـن مجموعهـا المهـرق
كـم عظمـوا الرحمـن في جهرهم
ولفقـوا فـي السـر مـا لفقوا
هــل حســبوه راضـياً ان يـرى
دمـــاء مخلوقـــاته تهـــرق
هــــم يصـــلون واجنـــادهم
بـــأمرهم تقتـــل أو تفســق
إذا اسـتحل الشـر اهـل النهى
فهـــل يلام الجاهــل الاحمــق
أو ســرق الطــاغي بلاداً فمـا
ذنــب الـذي مـن جـوعه يسـرق
قـالوا تقحمنـا الـوغى نصـرةً
لكـــل قطـــر شــعبه يرهــق
وواثقوا العرب على ما ابتغوا
وبعــد حيــنٍ نقــض الموثــق
الحــق للقــوة فــي شــرعهم
والضــعف ذنــب عنـدهم يوبـق
فــإن تلاينهــم تكــن مـزدرى
وإن تخاشـــنهم فقــد ترفــق
وإن يجـــادلهم ضــعيف فلــن
يقنعهــــم حـــق ولا منطـــق
وإن يطـــــالبهم بحريـــــةٍ
فهــــو عــــدو لهـــم ازرق
قـد اعتقوا في الغرب عبدانهم
وعبــدهم فـي الشـرق لا يعتـق
كــم لهــم أخدوعـةً لـم يـزل
يلهــى بهـا الشـرق فيسـتحمق
قـد حاكهـا منهـم دهـاةٌ غـدا
بـــاطلهم كـــالحق لا يزهــق
لـن يـبرح الشـرق لـدى ذكرهم
بالـدمع مـن فـرط الأسـى يشرق
واعتـــور الاخلاق مــا حطهــا
والفتــق فــي الاخلاق لا يرتـق
فــالمرأة الحســنا عريانــة
حيــث تــرى صــاحبها تشــهق
وبعلهــا مغــض علــى عارهـا
والفحــل يغضـي حيـن يسـتنوق
تراقـــص العاشـــق مشــدوهةً
لا تتقـــي لومـــاً ولا تفــرق
يرتــج عنـد الرقـص جسـماهما
كأنمــــا تحتهمـــا زئبـــق
ســل الــذي شـارك فـي زوجـه
مـــن راقصـــته أي الأحـــذق
إن ســجحت اخلاق بعــض الـورى
فالصــل قــد يـردي ولا ينـزق
أو أبـرأوا الأدواء بالكهربـا
فقـد أتـوا منهـا بمـا يصـعق
أو هتكـوا بالغـاز ستر الدجى
فـــرب غـــازٍ لهـــم يخنــق
أو جـبروا عظمـاً كسـيراً فكـم
شـــعبٍ بهــم أعظمــه تســحق
أو نســجوا للنــاس أثـوابهم
تضـفو فكـم شـمل لهـم مزقـوا
أو حيروهـــم بجمـــادٍ لـــه
كـــالحي إن غنـــاهم منطــق
أو ســهلوا بــالراديو للألـى
فـي الغـرب تكليم الألى شرقوا
أو حملــوا الــبرق رسـالاتهم
يحـــدث النـــاس ولا ينطـــق
أورصـــدوا النجــم بــأفلاكه
وحققــوا بـالبحث مـا حققـوا
فإنمــــا إضـــرارهم لجـــة
امســى بهــا نفعهــم يغــرق
هـل يـذكر الغـرب زمانـاً بدت
للشــرق فيــه رايــةٌ تخفــق
أيــام كـان الغـرب فـي حطـةٍ
وظلمــة الجهــل بــه تحــدق
والشــرق راقٍ باذخـات الـذرى
والعلــم فــي أرجـائه مشـرق
حضــارة فــي مصــر آثارهــا
مقصــر فــي وصــفها المغـرق
فمــن رأت عينــاه أهرامهــا
يوشــك مــن هيبتهــا يطــرق
هـل يـذكر الغرب الزمان الذي
جنتـــه الـــزوراء أو جلــق
وعهــد قـوم حـدث النـاس عـن
عزتهـــم غمـــدان والأبلـــق
كـان ملـوك الشـرق إن حاولوا
مـا يعجـز الأنـداد لم يخفقوا
يعنـو لهـم مـن كـان ذا صولةٍ
ويرعــد الــدهر إذا ابرقـوا
ويســـبق النصـــر ســراياهم
إذا عــدت أفراســها الســبق
ومــا بـدا كسـرى علـى عرشـه
إلا رأيـت الصـيد قـد أطرقـوا
أجـرى معيـن الجـود فـي جنـةٍ
مــن عــدله أفنانهــا تبسـق
وكـــان للاذواء مـــن حميــر
عهـد مـن العليـاء بـه يوثـق
والراشـد الفـاروق كم قد عنا
مــن ملــكٍ عــاتٍ لــه مفـرق
أيـــامه بالفتـــح وضـــاءةٌ
يســري علــى لألائهـا المغسـق
لــم يخـل قـوم ذكـروا عـدله
فــي أرضــهم مــن أرجٍ يعبـق
تلــــك وصـــاياه لقـــواده
يـذكرها أهـل الحجـى ما بقوا
إن يــك فــي إقـدامه سـابقاً
فـــإنه فـــي عــدله أســبق
وآل مـــروان حمــاة الحمــى
بفضــلهم جيـد العلـى طوفـوا
عـزت بهـم يعـرب فالمجـد فـي
حوزتهـــا والملــك مستوســق
وطــــارقٌ منـــه لأســـبانيا
فــي كــل يــوم نكبـةٌ تطـرق
وآل عبـــاسٍ بنـــوا دولـــةً
عـن مجـدها التاريـخ يسـتنطق
هـل للرشـيد الندب فرد الورى
مماثـــلٌ فــي مجــده معــرِقُ
ذو صـــولة راع بهــا دهــره
وهيبــةٍ غــص بهــا المشــرق
وشــاد صـرح العلـم مأمونهـا
عـالي الـذرى لـم يحكـه جوسق
وقـــد كســا الاداب ديباجــة
موشـــيةً بـــالتبر لا تخلــق
وصــنوه المعتصــم المرتجــى
لكـــل خطـــبٍ شـــره يطبــق
خـاض الـوغى مـن أجـل مسـبيةٍ
كــانت علــى عفتهــا تشــفق
فــي عســكر كــاليم افراسـه
ســبعون ألفــاً كلهــا أبلـق
والفــــاطميون بإقــــدامهم
قـد وثقـوا للملـك مـا وثقوا
وآل حمـــــدان بشــــهبائهم
فـي فلـك الرفعـة قـد حلقـوا
دولتهــم عــز لــدى ســيفها
نجـد الـوغى والشـاعر المفلق
آل أيــــــوب بأســـــيافهم
كـم عممـوا الهـام وكم فلقوا
سـل عـن صـلاح الـدين ريكردساً
فهـــو بــأن ينعتــه أخلــق
وآل عثمـــان ملــوك العلــى
جـروا إلـى المجد فلم يلحقوا
فــاتحهم أســس ملكــاً مــتى
يــذكره أملاك الـورى يفرقـوا
وروع الغــــرب ســــليمانهم
فــالغرب مــن ســطوته محنـق
كـذاك كـان الشـرق فيمـا مضى
فبــات وهـو الخـانع الموثـق
ألعبــد يـا شـرقي إن يمتهـن
يــأبق فمــا بالــك لا تـأبق
أمين بن علي ناصر الدين.شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفر متى) بلبنان. تعلم في مدرسة (عبية) الابتدائية الأميركية، ثم بالمدرسة الداودية، وكان يديرها أبوه. كتب إلى خير الدين الزركلي (سنة 1912) قائلاً: (قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية. وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وآدابها وبعض العلوم واللغات. ثم عكفت على المطالعة فاستفدت منها ما يستفيد الضعفاء أمثالي. أما أسرتي فهي ولا فخر، من ذوات النسب القديم في لبنان ولها آثار مشكورة)، واشتهر قبل الدستور العثماني بتحريره جريدة (الصفاء) التي كان يصدرها والده، فتولاها هو سنة 1899 ثم مجلة (الإصلاح) لوالده أيضاً. واستمر يشرف على الصفاء ويكتب أكثر فصولها، مدة ثلاثين عاماً. وله من الكتب المطبوعة (دقائق العربية) في اللغة، و(صدى الخاطر) ديوان شعره الأول، و(الإلهام) من شعره، و(البينات) مجموعة من مقالاته، و(غادة بصرى) قصة. وله قصص روائية أخرى. ومن كتبه التي لم تزل مخطوطة (الفلك) ديوان سائر شعره في مجلد ضخم، و(نثر الجمان) مختارات من إنشائه، و(الرافد) معجم في اللغة لأسماء الإنسان وما يتعلق بها من أمراض وأعراض وما يستعمل من الأدوات والأواني، و(هداية المنشئ) معجم لما يسير ويطير ويزحف من الحيوانات والطيور والحشرات، و(بغية المتأدب) لغة، و(سوانح وبوارح) فكاهات، و(الثمر اليانع) نحو وصرف، و(يوم ذي قار) تمثيلية شعرية.