
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَعـذِلي جـارَتي أَنّـى لَـكِ العَـذَلُ
فَلا شــَوىً مــا رُزِئنــاهُ وَلا جَلَــلُ
إِحـدى المَصـائِبِ حَلَّـت في دِيارِ بَني
عِمــرانَ لَيسـَت لَهـا أُخـتٌ وَلا مَثَـلُ
أَلــوى بِتيجـانِهِم يَـومٌ أُتيـحَ لَـهُ
نَحــسٌ وَأَثقَــبَ فيــهِ نــارَهُ زُحَـلُ
أَلـوى بِـهِ وَهـوَ مُلـوٍ بِالقَنا لِتَوا
ليهـا اِسـتِواءٌ وَفـي أَعناقِهـا مَيَلُ
كـانَ الَّـذي لَيـسَ فـي مَعجـومِهِ خَوَرٌ
لِلعــاجِمينَ وَلا فــي هَــديِهِ خَلَــلُ
كـانَ الَّـذي يُتَّقـى رَيـبُ الزَمانِ بِهِ
إِذا الزَمـانُ بَـدَت أَنيـابُهُ العُصـُلُ
أَحَلَّنـا الـدَهرُ فـي بَطحـاءَ مُسـهِلَةٍ
لَمّــا تَقَوَّضـتَ عَنهـا أَيُّهـا الجَبَـلُ
مـا كـانَ أَحسـَنَ حـالاتِ الأَشـاعِرِ يا
يَحيـى بـنَ عِمرانَ لَو أُنسي لَكَ الأَجَلُ
أَيُّ اِمرِىـءٍ مِنـكَ أَثـرى بَيـنَ أَعظُمِهِ
ثَــرى المُقَطَّـمِ أَو مَلحـودُهُ الرَمِـلُ
لا يُتبِـعُ المَـنَّ مـا جـادَت يَداهُ بِهِ
وَلا تُحَكَّــمُ فــي مَعروفِــهِ العِلَــلُ
ما قالَ كانَ إِذا ما القَومُ أَكذَبَ ما
أَطـالَ مِـن قَـولِهِم تَقصيرُ ما فَعَلوا
يـا مَـوتُ حَسـبُكَ إِذ أَقصـَدتَ مُهجَتَـهُ
أَولا فَــــدونَكَ لا حَســـَبٌ وَلابَجَـــلُ
مـا حالُنا يا أَبا العَبّاسِ بَعدَكَ هَل
تَنمـى الفُـروعُ وَيـودي أَصلُها الأَصِلُ
يـا مَـوتُ لَـو في وَغىً عايَنتَهُ خَلَدَت
عَلَيــهِ عَــوضُ دُمــوعٌ مِنـكَ تَنهَمِـلُ
المُشـعِلُ الحَـربَ نـاراً وَهـيَ خامِدَةٌ
وَالمُســتَبيحُ حِماهــا وَهـيَ تَشـتَعِلُ
بِكُـلِّ يَـومِ وَغـىً تَصـدى الكُمـاةُ بِهِ
عَلـى يَـدَيهِ وَتَـروى الـبيضُ وَالأَسـَلُ
يَغشـى الوَغى بِالقَنا وَالخَيلُ عابِسَةٌ
وَالخَيــلُ لا عــاجِزٌ فيهـا وَلا وَكِـلُ
وَالكاشـِفُ الكُـرَبَ اللاتـي يَحُـفُّ بِها
إِظلامُ أَمــرٍ عَلـى البُلـدانِ يَنسـَدِلُ
بِمَشــهَدٍ لَيــسَ يَثنيــهِ بِــهِ زَلَـلٌ
وَمَنطِــقٍ لَيــسَ يَعــروهُ بِــهِ خَطَـلُ
مُســتَجمِعٌ لا يَحِــلُّ الرَيــثُ عُقـدَتَهُ
فيــهِ وَلا يَمتَطــي إِبلاغَــهُ العَجَـلُ
بِحَيـــثُ لا يَضـــَعُ الآراءَ مَوضــِعَها
إِلّا فُلانٌ إِذا يُـــدعى لَهـــا وَفَــلُ
إِذا الرِجـالُ رَأَوهُ وَهـوَ يَفعَـلُ مـا
أَعيـاهُمُ فِعلُـهُ قـالوا كَـذا الرَجُلُ
إِمّـا يُـدَل مِنكَ بِالمَوتِ العِدى فَبِما
دارَت عَلَيهِــم بِلا مَـوتٍ لَـكَ الـدُوَلُ
أَيَّــامَ ســَيفُكَ مَشـهورٌ وَبَحـرُكَ مَـس
جــورٌ وَقَرنُــكَ مَقصـورٌ لَـهُ الطِـوَلُ
إِذ لابِـسُ الذِلَّـةِ المَقطـوعُ ذو رَحِـمٍ
قَطَعتَــهُ وَإِذا المَوصــولُ مَـن تَصـِلُ
جَرَّعَـكَ الـدَهرُ كـاسَ الصـَبرِ في لُجَجٍ
لِلمَــوتِ يَغـرِقُ فـي آذِيِّهـا الجَبَـلُ
مَوتـاً وَقَتلاً كَـأَنَّ الـدَهرَ يَظمَـأُ ما
عاشـوا وَيَنقَعُ ما ماتوا وَما قُتِلوا
يـا شـاغِلَ الـدَهرِ عَنّـا ما لِصَولَتِهِ
مُـذ صـالَ فيـكَ الـرَدى إِلّا بِنا شُغُلُ
يـا حِليَـةَ المَجدِ إِنَّ المَجدَ عَن عُفُرٍ
بَــدا وَحِليَتُــهُ مِـن بَعـدِكَ العَطَـلُ
يـا مَـوئِلاٌ كـانَ مَـأوى الآزِمـاتِ بِهِ
إِذا اِدلَهَمَّــت بِمَكروهاتِهـا العُضـُلُ
فَــأَيُّ مُعتَمَــدٍ يَزكــو بِــهِ عَمَــلٌ
وَأَيُ مُنتَظَـــرٍ يَحيـــا بِــهِ أَمَــلُ
لَكِــن حُسـَينٌ وَأَمثـالُ الحُسـَينِ إِذا
مـا النـاسُ يَـومَ حِفـاظٍ حُصِّلوا قُلُلُ
تُنــبي المَواقِــفُ عَنـهُ أَنَّـهُ سـَنَدٌ
وَيُخبِــرُ الــرَوعُ عَنــهُ أَنَّـهُ بَطَـلُ
يُعطـي فَيُجـزِلُ أَو يُـدعى فَيَنـزِلُ أَو
يُــؤتى لِمَحمَــلِ أَعبــاءٍ فَيَحتَمِــلُ
تَظُنُّـــهُ شـــَيخَهُ لَـــولا شــَبيبَتُهُ
وَالــزَرعُ يَنبُــتُ فَـذّاً ثُـمَّ يَكتَهِـلُ
أَضــحى لَنـا بَـدَلاً مِنـهُ تَنـوءُ بِـهِ
وَالشـِبلُ مِـن لَيثِـهِ إِمّـا مَضـى بَدَلُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.