
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بيـر العـزب قـالت لروضـة أحمد
قــد عنــدنا حمـام ودور مشـيد
وســو حنــافيه الهــزار غــرد
والغيــم خيــم فوقنــا وأرعـد
فحققــى يــا عجــزة المخــاوف
مـا فيـك مـن معنـى ومـن لطائف
ومــن مضـى فـي شـارع المخـالف
يلقــاه غـولى فـي الظلام ممـدد
أجــابت الروضــه بقــول حـالي
شــوى شـوى يـا شـعلة القزالـي
تـــوخرى بــاللَه مــن قبــالي
مـا فيـك مـن ذاك البيـاض مبزد
فــالرازقي فيــا ذهــب مطلــى
عنــب حكــى أعنــاب أرض دلــى
يســوا صـبوحه ألـف قـرش مطلـى
مثـل الـذهب فـي الكف حين ينقد
فجــوبت بيــر العــزب بســرعه
قـالت لـي الحسـن البـديع جمعه
بيـن المخـارف قـد بقيـت سـمعه
والأنــس عنــدي كــل يـوم مجـد
أمـا العنب هو في الرحبب موجود
وفـي الخشـب كهـرب وأنسن مفقود
وليـس هـذا فـي الفخـار معـدود
وانــتي غــديتي للهمـوم معهـد
فقـــالت الروضـــه تفـــاخرين
قــدش فــدا تشــتي تــداحريني
وكــل ســاع وانــتي تنـاخريني
وبيننــا العـدل الجـراف يشـهد
أمـا أنـا فـا انـا محمـل حاتم
والســعد عنــدي كـل يـوم ملازم
وجــامعي كــم فيـه مـن عـوالم
للحســن جــامع للأنــام وازيـد
فجــوبت بيــر العــزب بضــحكه
ومعنصــه فيهــا غنــج وحركــه
قــالت معـي حمـام وسـوق وسـكه
وسمســـره للبانيـــان ومجــرد
مــا فرضـنا والفخـر بالمسـاجد
وكــل راكــع فـي الظلام وسـاجد
مــا نفتخــر إلا بغصــن مايــد
عليــه شــحرور الســرور غــرد
فقـــالت الروضـــة حلا وخطفــه
يـا نـاجعه مـا فيـك قليـل عفه
يـا ناقصـه فـي العقـل يا مخفه
ولليهــود أنــتي طريـق ومعهـد
فانـا اعرفـش مـا فيش ربع عامر
مـا مهرتـش ما انتي من السماسر
مـن أي حيـن قـد حزتـي المفاخر
لــش أم قالـد والـوش المكدكـد
فجـوبت مـا أنـتي مـن العجـايز
قــد ذه خـدودش تشـبه القزاقـز
وكـم سـواقي فـي الجـبين لعاوز
والدبــدبي مثـل الوطـاف مكنـد
لا تفخــري يـامي علـى الصـبايا
فليــس ســت الــبيت كالبزايـا
هيهـات مـا الررعـوف كالـدرايا
ولا الجديــد الطــاس كـالمبزدَد
فقـــالت الروضـــه كلام عقــال
مــا ينقــص العقـال كلام جهّـال
أمــا أنـا فينـي تقـا وديـوال
مـا هـاجي الجهـال بقـول مقلفد
حضــايري تســقى بغيــل ســيال
حلــت علــى غيلـي غصـون سـيال
والزرجلــه فينــي وبيـر جـوال
والــدرب منـه قـد شـرب وعربـد
فجــوبت بيــر العــزب بإنصـاف
إن كــان عنـدش غيـل عنـدي آلاف
لا عـادك اللـه يـا عجوز الألقاف
هــذا جــبينش أو عريــم موقـد
عنـدي هـوى ألطـف مـن المـدامه
وفــي غصــوني تســجع الحمـامه
وفــوق روضــي تبكــي الغمـامه
وانــتي قـبيليه مـن أهـل محـق
فقـالت الروضـه إلـى هنـا كـان
وقــد طلــع حرقانهــا بــدخان
وجــرت الهــذه مـن ارض سـعوان
وزغنهـا فيـه الكـور قـد ازبـد
وكســرت مــن بعـد ذا الحـدواد
وهــــرت اللبـــات والقلايـــد
لا تتعــبى يــا خلقـة أم قالـد
قــد الجـراف مـا بيننـا مقلـد
قـام الجـراف واسـتجرد الخزاين
وقــال فـي بيـر العـزب محاسـن
فيهـا مـن الجـو الطـرى معـادن
مـا مثلهـا فـي الأرض ليـس يوجد
وفـي الريـاض مغنـى وكـرم طيـب
والطيــر فــي أغصــانها يشـبب
والســحب فيهــا للحيــا مطنـب
لهــا حـديث الحسـن صـار مسـند
وحيــن سـمع هـذا الكلام ذهبـان
قال حكموني في المقال يا اخوان
وقـد عصـر زنـده وبهـرر اعيـان
قـال اسـمعوا لـي قول ليس ينقد
وقــام ثقبــان بعـد ذا ينـاخر
وقــال بــه عقـال وبـه أكـابر
وعـــاد للـــوادي كلام ظـــاهر
وقــامت القريــة لهــن تهــدد
وقـام سـعوان مـن هنـاك يفـارع
حيــن ابسـر الهـدات والوقـايع
والمشـتين لـه فـي الكلام تقاطع
جــوب فليــح صـلوا علـى محمـد
مـا فايـدة يـا نـاس والتفضـاح
وكـــثرة الأقـــوال والتجــراح
مـا عـاد يفيـد العنط والتشباح
فمــن كمــل عقلــه فهـو مزيـد
صـلين عليـه يـا جملـة المخارف
إنــتين لسـعو ان كلكـن مكـالف
لا تكــثرين الهــرج يـا لفـالف
مـا منكـن احـد زايـده على احد
فقـــال ذهبــان هكــذا تــودف
خليتنــي بيــن النسـاء مخنجـف
وقــام ثقبــان بـالكلام يهرتـف
واذا كلام جيفــه مقلفــد اسـود
وقــام جـدر مـن بعـد ذا تـوزر
وزره مليحــه واقتطــب واســبر
والـوا الوظف فوقه وزاد وتمشقر
وشـــل قصــره هــايله ومعــود
وقــال باللهيــا فليــح وانـا
بيـن النسـاء معـدود يـا خزانا
وانــا محشــم لــك وذا جزانـا
وذا القفــص حقــك شـبيه مكـرد
وحيــن ســمع هـذا بـراش تقـدم
وقــال مــا هـذا الكلام وحمحـم
مـن ذا علـى شـيخي فليـح تكلـم
والجـار تحميـه الكرام في الحد
عصــر نقـم راسـه طريـق سـعوان
وقــال هـذا يـا بـراش تمجنـان
بتهــتري هـن غـر نسـا وقمعـان
مــا كنـت اظنـك للنسـاء تهـدد
فقـال ذمرمـر مـا مـع الجمـاعه
وأظهـــر القيحــان والشــجاعه
وقــال فــي هـذا الكلام بشـاعه
كليــن مكــانه لا يجـاوز الحـد
وحيـن بلـغ صـنعاء الكلام قـامت
واســتجردت مسـجد عقيـل وصـالت
وابســرت ثقبـان حينمـا تفـالت
وقــد بــراش مـن خوفهـا تمـدد
وحيــن سـمع سـعوان سـكت وقطـا
وادخـل فليـح فـي مسـجده وغطـا
وقـال مـا أحـد مـن أزال يسـطا
وابسـرت انـا ذهبان مريض مجلمد
وزلجــت صــنعاء شــعوب يســمع
يأخــذ لهـا طيـب الكلام ويرجـع
قـالت إذا ابسـرت الجراف فاصفع
فانــا جعلتــه واســطه بمقصـد
وردهـــن كليـــن الــى مقــره
لأن ذا شــيء قــد كفيــت شــره
حـر البـديع فـي ذا الكلام حـره
قــد أطلعـه ملقـن وكـان محتـد
علي بن الحسن بن علي الحسين بن الإمام القاسم بن محمد، المعروف بالخفنجي.شاعر أديب، من أعلام الأدب اليمني، عاش بصنعاء فيما يعرف ببئر العزب والتي كانت تسمى حينذاك نزهة صنعاء، وكان منزله يسمى السفينة مأوى للأدباء واللطفاء ومحط رحال الظرفاء، وكانت بينه وبين أدباء عصره مطارحات ومسابقات لمعارضة القصائد الشهيرة المعربة والملحونة بقصائد هزلية وقد جمعها بعضهم في مجلد لطيف سماه (سلافة العدس وزهرة البلس).وقد جعلت براعته في النقد والسخرية والفكاهة من ديوانه متعة للأكابر والأصاغر لما يكتنف من روح دعابية مرحة ونكتة بريئة.