
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يقــول عــدل والســلام تحيــه
تبلـغ إلـى الجـامع بحسـن نيه
مـن حيـن يصـل يشرح له القضيه
يقــول لــه عــدل معـه شـكيه
الأولــه تعمــر لـه المطـاهير
والثـانيه تـأمر بمسـرة البير
فالريح في المصفا بتنفخ الكير
ولا معـــي قنـــديل للعشـــيه
وجــدري الشــرقي قـدوه مهـدف
اللــه يصــونه لا يزيـد يـودف
ولا معـــي صـــاحب ولا معـــرف
واســال بـذا قـارش والاشـرفيه
فـان بـه معـك شي فالمحب مصرف
يـا ليـت يـا جـامع وأنت تشرف
حــتى تحقــق حــالتي وتعــرف
تشـــرفه بالصـــوره الرضــيه
فاسـتلفت الجـامع وقـال لا باس
بحالتــك قــد عرفـوني النـاس
أهلا وسـهلا مرحبـا علـى الـراس
وخرجــتي بيــر العــزب دليـه
جلــس إلــى جمعـة رجـب وغـزر
خـرج مـن الـداير وجا من البر
والمدرسـه عـن يمنتـه والابـزر
وصــورته مثــل القمــر مضـيه
تســامعت بــالخرجه المســاجد
فــأقبلت تجــري بكــل ســاجد
وأقبــل الجــامع بكــل عابـد
والعلـم فيـه والحـاله الرضيه
وصـل إلـى فـوق الجـروف وقنبر
فاسـتخدم المـذهب هناك والأبهر
وجــا النزيلـي يشـتكي مغـور
وادا مـن الـورد الجنـي هـديه
وصــل إلـى عنـده خبـط بحصـره
فــإعترا الجـامع غثـا وحسـره
وقــال للــه الكريــم نظــره
الصــنو يــاقوت غطـس الوصـيه
فقــال عــدل يــا أخـي توقـع
خلــى الموفــق يفتهـن ويسـمع
إن لــم يكـن بـه للكلام مقطـع
والا بقــت يـا صـنو هـو شـليه
قـال النزبلـي لـي من المواهب
مـن البخـور والكنس والدواليب
فقــد سـلكت السـهل والمقـارب
ولا المطـاهير فـي الشـتا طريه
تــوجه الجــامع طريــق عــدل
وقــد طلــع حنظـل وهـو مبـدل
وأقبــل القاضــي وهـو بيهـذل
والبهمــه ابطـت بعـدهم شـويه
مـن حيـن بـدا صوحه بقى يحولق
وعــدل المسـكين قـدوه مشـبرق
عـاود إلـى الجـامع قـوي يحرق
وقـال انـالي فـي الثمان وقيه
دايـم زماني ما اعرف السنيدار
ولا يـــدفوني بكزتيـــن نــار
إن كـان مالي وقف فانت لي جار
لأن عــادك يــا كــبير بقيــه
فجــوب الجــامع وقــال أبشـر
لا بـد مـا نـوبه إليـك وننظـر
ونصــلح المختــل فيـك ونعمـر
بينــي وبينــك مـروح النضـيه
شـادي فـراش مـن داخـل المقدم
إي والنــبي قـد حالتـك زريـه
وأقبــل الصــياد يهــف مسـرى
مـن بـاب حنظـل مفتجـع بيجـري
وفـي يـده قرطـاس طويـل مغـرى
مســوده فيهــا أمــور جليــه
سـلم علـى الجـامع وقـال إسمع
أنـا فقيـر محتـاج إليك واقطع
إن فيــك شـي للـه وشـا توسـع
فعلــت لــه مـن فضـلتك كـذبه
فجــوب الجــامع جــواب شـافي
وقـال انـا لـك كنـت قبل جافي
شارسـل لقصـعه والـزم الحفافي
يقــدروا كــم يــدخلك شــقيه
فقــام عــدل بالــدعا يلــبي
وقــال لــه تـاقى عليـك ربـي
بــذا كلامــك قـد غـذيت قلـبي
عـادك مـن اهـل العرف والحميه
فاسـتلفت الجـامع وهـو بيضـحك
وقــال للــه مــا اخـف روحـك
قـد بيـن اخـوض فيمن يصل صوحك
وبوســعه مــن غربــي البنيـه
قـدك فقيـر مضـطر إلـى زيـاده
وقبلتــك أصــغر مـن المـزاده
وفيــك قـالوا تقبـل العبـاده
ولا معـــك جربـــه ولا تكيـــه
فقـال معيـض وانا رأيت لك خير
انـك مسـنب عنـد بـاب ابو طير
واطـرح فـي قبلتـك أبـو الخير
والصــومعه حقــك خــور نقيـه
فسـرت فـي اليقظـه إلى المعبر
وان اليزيـدي فـي الزمر مقنبر
فقيــه عــارف للأمــور مــدبر
ولا ابـن سـيرين لـه إلـى هنيه
فقلــت لــه إنـي رأيـت رؤيـا
بـــأن عــدل قــارن الثريــا
وانـه إلـى الخير والصلاح تهيا
وأن فيـــه أصـــواح عــامريه
وســنبته فــي جــانب المنـور
لا بـد مـا يلحـظ إليـه ويعمـر
ويخـــرش القبلــه بلاز أخضــر
وبقتلــب جــامع بنــي أميــه
لا بــد مـن جريـة عيـال جسـار
ويغرسـوا فيهـا البصل والاشجار
ويدرسـوا فيـه البيان والازهار
ويعملـــوا ملحـــه وشــاطبيه
ويفعلــوا فــي قبلتـه خزانـه
ويعملـــوا للوقـــف حبخــانه
ويلزمـوا لـه بالسـليط أمـانه
ولــه ســنيدار شــوكته قـويه
ويغرســوا فـي الصـومعه مـؤذن
يبقـى يشـوعاً فـي الكنيس مطنن
مـن جـور تسـبيحه تضـرط الجـن
وفيــه إمــام ديــن بجـامكيه
فــدنق الجــامع طريـق صـنعاء
وســار عــدل صــحبته بيســعا
اللــه يحفــظ غرتــه ويرعــى
لأن عــاد الفضــل فيــه سـجيه
فــأحجرت للجــامع الــبراقيق
وصــفقت باجناحهــا الغرانيـق
والعنـبرود قـد هـزت المواريق
وافــتر ثغـر الروضـه النـديه
وكـان طريقـه مـن قبـال شـمله
خلا شــعوب عــن يسـرته بقبلـه
وقـد فعـل معـروف وخيـر جملـه
وقــام بالمقصــد بحســن نيـه
فســار حــتى جــاوز الخنـادق
ذكــر مـن البسـتان كلام سـابق
أنـه حـراف أسـعد مسـاء وآبـق
بيـن الـدول والروضـة النـديه
فـأقبلت فـروه إليـه في الحال
هــزت بيـارق مـن شـعور وأراق
قـالت فراشـي مـن حصـيرته طال
عمـري وانـا اشكي صاحب التكيه
وجنبــه المشــهد بقـى يـداعي
وقــال كـم لـي للصـلاه مراعـي
فاسـتلفت الجـامع وقـال راعـي
فالحـاجه العـال هي تكون بطيه
علي بن الحسن بن علي الحسين بن الإمام القاسم بن محمد، المعروف بالخفنجي.شاعر أديب، من أعلام الأدب اليمني، عاش بصنعاء فيما يعرف ببئر العزب والتي كانت تسمى حينذاك نزهة صنعاء، وكان منزله يسمى السفينة مأوى للأدباء واللطفاء ومحط رحال الظرفاء، وكانت بينه وبين أدباء عصره مطارحات ومسابقات لمعارضة القصائد الشهيرة المعربة والملحونة بقصائد هزلية وقد جمعها بعضهم في مجلد لطيف سماه (سلافة العدس وزهرة البلس).وقد جعلت براعته في النقد والسخرية والفكاهة من ديوانه متعة للأكابر والأصاغر لما يكتنف من روح دعابية مرحة ونكتة بريئة.