
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَــأَنّي لَــم أَبُثَّكُمـا دَخيلـي
وَلَـم تَرَيـا وُلـوعي مِن ذُهولي
وَتَركـي مُقلَـتي تَحمـى وَتَـدمى
فَتَدمَعُ في الحُقوقِ وَفي الفُضولِ
كِلانـــي إِنَّ راحــاتي تَــأَتَّت
لِقَلبي في البُكاءِ وَفي العَويلِ
وَبِالإســــكَندَرِيّةِ رَســـمُ دارٍ
عَفَـت فَعَفَـوتُ مِـن صَبري وَحولي
ذَكَــرتُ بِــهِ وَفيـهِ مُنسـِياتي
عَــزايَ مُسـَعِّراتِ لَظـى غَليلـي
وَمـا زالَـت تُجِـدُّ أَسـىً وَشَوقاً
لَــهُ وَعَلَيــهِ إِخلاقُ الطُلــولِ
فَقَــدتُكَ مِـن زَمـانٍ كُـلَّ فَقـدٍ
وَغــالَت حادِثاتِــكَ كُـلُّ غـولِ
مَحَـت نَكَبـاتُهُ سـُبُلَ المَعـاني
وَأَطفَــأَ لَيلُـهُ سـُرُجَ العُقـولِ
فَمــا حِيَـلُ الأَريـبِ بِمُـدرِكاتٍ
عَجـــائِبَهُ وَلا فِكَــرُ الأَصــيلِ
فَلَـو نُشـِرَ الخَليـلُ لَـهُ لَعَفَّت
رَزايــاهُ عَلـى فِطَـنِ الخَليـلِ
أَعَيّــاشُ اِرعَ أَو لا تَـرعَ حَقّـي
وَصـِل أَو لا تَصـِل أَبَـداً وَسيلي
أَراكَ وَمَـن أَراكَ الغَـيَّ رُشـداً
ســَتَلبَسُ حُلَّتَــي قــالٍ وَقيـلِ
مَلاحِـمُ مِـن لُبـابِ الشِعرِ تُنسي
قِـراةَ أَبيـكَ كُتـبَ أَبـي قَبيلِ
أَمِثلُــكَ يُرتَجـى لَـولا تَنـائي
أُمـوري وَاِلتِيـاثي فـي حَويلي
تَـوَهُّمُ آجِـلِ الطَمَـعِ المُفيـتي
تَيَقُّـنُ عاجِـلِ اليَـأسِ المَنيـلِ
رَجـاءٌ حَـلَّ مِـن عَرَصـاتِ قَلـبي
مَحَـلَّ البُخـلِ مِـن قَلبِ البَخيلِ
وَرَأيٌ هَــزَّ حُســنَ الظَـنِّ حَتّـى
جَـرى مـاءاهُ فـي عَرضي وَطولي
فَأَجـدى مَـوقِفي بِنَـداكَ جَـدوى
وُقـوفِ الصـَبِّ بِالطَلَـلِ المُحيلِ
وَأَعكَفـتُ المُنـى في ذاتِ صَدري
عُكـوفَ اللَحـظِ في الخَدِّ الأَسيلِ
وَكُنــتُ أَعَـزَّ عِـزّاً مِـن قَنـوعٍ
تَعَوَّضــَهُ صــَفوحٌ عَــن جَهــولِ
فَصــِرتُ أَذَلَّ مِـن مَعنـىً دَقيـقٍ
بِــهِ فَقــرٌ إِلـى ذِهـنٍ جَليـلِ
فَمـا أَدري عَمـايَ عَنِ اِرتِيادي
دَهـاني أَم عَمـاكَ عَـنِ الجَميلِ
مَـتى طـابَت جَنـىً وَزَكَـت فُروعٌ
إِذا كــانَت خَبيثــاتِ الأُصـولِ
نَــدَبتُكَ لِلجَزيـلِ وَأَنـتَ لَغـوٌ
ظَلَمتُـكَ لَسـتَ مِـن أَهلِ الجَزيلِ
كِلا أبَوَيــكَ مِــن يَمَـنٍ وَلَكِـن
كِلا أَبَــوَي نَوالِـكَ مِـن سـَلولِ
رُوَيـدَكَ إِنَّ جَهلَـكَ سـَوفَ يَجلـو
لَـكَ الظَلمـاءَ عَـن خِـزيٍ طَويلِ
وَأَقلِـل إِنَّ كَيـدَكَ حيـنَ تَصـلى
بِنيرانــي أَقَـلُّ مِـنَ القَليـلِ
مَـراراتُ المُقـامِ عَلَيـكَ تَعفو
وَتَــذهَبُ فــي حَلاواتِ الرَحيـلِ
سـَأَظعَنُ عالِمـاً أَن لَيـسَ بُـرءٌ
لِســُقمي كَالوَسـيجِ وَكَالـذَميلِ
وَلَـو كـانَت يَمينُـكَ أَلـفَ بَحرٍ
يَفيــضُ لِكُـلِّ بَحـرٍ أَلـفُ نيـلِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.