
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـَدَفَت لُهَيّـا قَلبِـيَ المُسـتَهتِرِ
فَبَقيــتُ نَهــبَ صـَبابَةٍ وَتَـذَكُّرِ
غـابَت نُجومُ السَعدِ يَومَ فِراقِها
وَأَسـاءَتِ الأَيّـامُ فيهـا مَحضـِري
فـي كُـلِّ يَـومٍ فـي فُؤادي وَقعَةٌ
لِلشــَوقِ إِلّا أَنَّهــا لَـم تُـذكَرِ
أَرِني حَليفاً لِلصِبا جارى الصِبا
فـي حَلبَـةِ الأَحـزانِ لَـم يَتَفَطَّرِ
أَمّـا الَّـذي في جِسمِهِ فَسَلِ الَّتي
هَجَرَتـهُ وَهـوَ مُواصـِلٌ لَـم يَهجُرِ
صـَفراءُ صـُفرَةَ صـِحَّةٍ قَـد رَكَّبَـت
جُثمـانَهُ فـي ثَـوبِ سـُقمٍ أَصـفَرِ
قَتَلَتـهُ سـِرّاً ثُـمَّ قـالَت جَهـرَةً
قَـولَ الفَـرَزدَقِ لا بِظَـبيٍ أَعفَـرِ
نَظَـرَت إِلَيهِ فَما اِستَنَمَّت لَحظَها
حَتّــى تَمَنَّـت أَنَّهـا لَـم تَنظُـرِ
وَرَأَت شـُحوباً رابَهـا فـي جِسمِهِ
مـاذا يُريبُـكِ مِـن جَـوادٍ مُضمَرِ
غَـرَضُ الحَـوادِثِ مـا تَزالُ مُلِمَّةٌ
تَرميـهِ عَـن شـَزَنٍ بِـأُمِّ حَبَـوكَرِ
سـَدِكَت بِـهِ الأَقـدارُ حَتّـى إِنَّها
لَتَكـادُ تَفجَـأُهُ بِمـا لَـم يَقدُرِ
مـا كَـفَّ مِن حَربِ الزَمانِ وَرَميِهِ
بِالصــَبرِ إِلّا أَنَّــهُ لَـم يُنصـَرِ
مـا إِن يَـزالُ بِحَـدِّ حَـزمٍ مُقبِلٍ
مُتَــوَطِّئاً أَعقــابَ رِزقٍ مُــدبِرِ
العيــسُ تَعلَـمُ أَنَّ حَوباواتِهـا
رَيـخٌ إِذا بَلَغَتـكَ إِن لَـم تُنحَرِ
كَـم ظَهـرِ مَـرتٍ مُقفِـرٍ جـاوَزتُهُ
فَحَلَلـتُ رَبعـاً مِنـكَ لَيسَ بِمُقفِرِ
بِنَـداكَ يوسـى كُـلُّ جُـرحٍ يَعتَلى
رَأبَ الأُســاةِ بِــدَردَبيسٍ قِنطَـرِ
جــودٌ كَجـودِ السـَيلِ إِلاّ أَنَّ ذا
كَــدِرٌ وَأَنَّ نَــداكَ غَيـرُ مُكَـدَّرِ
الفِطـرُ وَالأَضحى قَدِ اِنسَلَخا وَلي
أَمَـلٌ بِبابِـكَ صـائِمٌ لَـم يُفطِـرِ
عـامٌ وَلَـم يُنتِـج نَـداكَ وَإِنَّما
تُتَوَقَّـعُ الحُبلـى لِتِسـعَةِ أَشـهُرِ
جِـش لـي بِبَحـرٍ واحِدٍ أُغرِقكَ في
مَـدحٍ أَجيـشُ لَـهُ بِسـَبعَةِ أَبحُـرِ
قَصـِّر بِبَـذلِكَ عُمرَ مُطلِكَ تَحوِ لي
حَمـداً يُعَمِّـرُ عُمـرَ سـَبعَةِ أَنسُرِ
كَـم مِن كَثيرِ البَذلِ قَد جازَيتُهُ
شـُكراً بِـأَطيَبَ مِـن نَداهُ وَأَكثَرِ
شــَرُّ الأَوائِلِ وَالأَواخِــرِ ذِمَّــةٌ
لَـم تُصـطَنَع وَصـَنيعَةٌ لَـم تُشكَرِ
لا تُغضــِبَنَّكَ مُنهِضــاتي إِنَّهــا
مَـذخورَةٌ لَـكَ في السِقاءِ الأَوفَرِ
أَفـديكَ مـورِقَ مَوعِـدٍ لَم يَفدِني
مِـن قَـولِ بـاغٍ أَنَّـهُ لَـم يُثمِرِ
قَـد كِدتُ أَن أَنسى ظِماءَ جَوانِحي
مِـن بُعـدِ شُقَّةِ مَورِدي عَن مَصدَري
وَلَئِن أَرَدتَ لَأَعـــــذِرَنَّكَ مُحمَلاً
وَالعَجـزُ عِندي عُذرُ غَيرِ المُعذِرِ
مـا إِن أَرانـي مادِحاً وَمُعاتِباً
إِلّا وَقَــد حَــرَّرتُ فيــكَ فَحَـرِّرِ
وَاِعلَـم بِأَنّي اليَومَ غَرسُ مَحامِدٍ
تَزكـو فَتَجنيها غَداً في العَسكَرِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.