
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَسـَجَ المَشـيبُ لَـهُ لَفاعـاً مُغدَفا
يَقَقــاً فَقَنَّــعَ مِــذرَوَيهِ وَنَصـَّفا
نَظَـرُ الزَمـانِ إِلَيـهِ قَطَّـعَ دونَـهُ
نَظَــرَ الشــَقيقِ تَحَسـُّراً وَتَلَهُّفـا
مـا اِسوَدَّ حَتّى اِبيَضَّ كَالكَرَمِ الَّذي
لَـم يَـأنِ حَتّـى جيـءَ كَيما يُقطَفا
لَمّــا تَفَــوَّفَتِ الخُطـوبُ سـَوادَها
بِبَياضــِها عَبَثَــت بِــهِ فَتَفَوَّفـا
مـا كـانَ يَشـطُرُ قَبلَ ذا في فِكرِهِ
فـي البَـدرِ قَبلَ تَمامِهِ أَن يَكسِفا
يـا ظَبيَـةَ الجِـزعِ الَّـذي بِمُحَجَّـرٍ
تَرعـى الكِبـاثَ مُصـيفَةً وَالعُلَّفـا
تَقـــرو بِأَســفَلِهِ رُبــولاً غَضــَّةً
وَتَقيـــلُ أَعلاهُ كِناســاً أَجوَفــا
أَتبَعـتَ قَلـبي لَوعَـةً كـانَت أَسـىً
تَبِعَـت أَمـاني مِنـكَ كـانَت زُخرُفا
كَـم مِـن شـَماتَةِ حاسِدٍ إِن أَنتَ لَم
تُخلِـف رَجـاءَ المرتَجـي أَن تُخلِفا
لا تَنــسَ تِســعَةَ أَشـهُرٍ أَنضـَيتَها
دَأبــاً وَأَنضــَتني إِلَيـكَ وَنَيِّفـا
بِقَصـائِدٍ لَـم يُـروِ بَحـرُكَ وِردَهـا
وَلَـوِ الصـَفا وَرَدَت لَفَجَّـرَتِ الصَفا
لِلَّــــهِ أَيُّ وَســـيلَةٍ فـــي أَوَّلٍ
أَقــوى وَلَكِـن آخِـراً مـا أَضـعَفا
إِنّــي أَخـافُ بِلَحظَـتي عُقبـاكَ أَن
تُـدعى المَطولَ وَأَن أُسَمّى المُلحِفا
قَـد كـانَ أَصـغَرَ هِمَّـتي مُستَصـغِراً
عِظَـمَ الرَبيـعِ فَصِرتُ أَرضى الصَيِّفا
هَبَّــت رِياحُـكَ لـي جَنوبـاً سـَهوَةً
حَتّــى إِذا أَورَقـتُ عـادَت حَرجَفـا
إِن أَنـتَ لَـم تُفضـِل وَلَم تَرَ أَنَّني
أَهــلٌ لَـهُ فَأَنـا أَرى أَن تُنصـِفا
مـا عُـذرُ مَـن كانَ النَوالُ مُطيعَهُ
وَالطَبــعُ مِنـهُ أَن يَـراهُ تَكَلُّفـا
أَسـرَفتَ فـي مَنعـي وَعادَتـكَ الَّتي
مَنَعَـت عِنانَـكَ أَن تَجـودَ فَتُسـرِفا
اللَـهُ جـارُكَ أَن تَحـولَ وَأَن يَهـي
مـا سـَلَّفَ التَأميـلُ فيـكَ وَخَلَّفـا
لا تَصــرِفَنَّ نَـداكَ عَمَّـن لَـم يَـدَع
لِلقَـولِ فيـكَ إِلـى سـِواكَ تَصـَرُّفا
ثَقِّـف فَتِـيَّ الجـودِ تَلـقَ قَصـائِداً
لاقَــت أَوابِــدُهُنَّ فيــكَ مُثَقَّفــا
لا تَــرضَ ذاكَ فَتُســخِطَنَّ أَوابِــداً
هَزَّتـــكَ إِلّا أَن تُصــيبَكَ مَرهَفــا
أَفــنِ التَظَنُّــنَ بِــالتَيَقُّنِ إِنَّـهُ
لَم يَفنَ ما أَبقى الثَناءَ المُضعَفا
كَــم ماجِــدٍ سـَمحٍ تَنـاوَلَ جـودَهُ
مَطــلٌ فَأَصـبَحَ وَجـهُ نـائِلِهِ قَفـا
لَــم آلُ فيــكَ تَعَسـُّفاً وَتَعَجرُفـاً
وَتَأَلُّقـــاً وَتَلَطُّفـــاً وَتَظَرُّفـــا
وَأَراكَ تَــدفَعُ حُرمَــتي فَلَعَلَّنــي
ثَقَّلـــتُ غَيــرَ مُــؤَنَّبٍ فَأُخَفِّفــا
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.